المهندسة.. ونظرية الصخرة!

فعندها لا يسعنا، إلا أنْ نَرفَع لكَ القُبعة، تَعبيراً بَسيطاًعن مَدى إعتزازنا بِك، وفخرُنا بالأمين الأذكى، الذي إذا ما قورن، بالقائمين على عواصم العالم، يتحتم علينا وصفهم (زرق ورق)، أما أنت يا عبقري زمانك، فقد جئت بأمرٍ دُبِّر بليل، يتمعن فيه محبي المغامرات، سندباد إنموذجاً، الذي قد يُبعث من جديد، في حلقات ممتعة، يقضيها مع الصخرة العجيبة، التي ستثير حفيظة ياسمينة، فالجني الأزرق عاد من جديد، بأرجوزة سحر عجيبة، أُسمها صخرة عبعوب! نعيم..الذي بأبداعاته بدأنا نباهل جاليلو، صاحب التعجيل الأرضي، و تفاحة نيوتن التي بالكاد، تكون بخمس حجم صخرته، عجيب هو التأريخ، يذكر الصغير، ويغيب الكبير! طُردت ياعبعوب، أنتَ وتفاهاتكَ واختراعاتكَ، عُزِلت غير مأسوف عليك، ياصاحب النظرية (الأكشر)، في تأريخ البشرية، سُحبت يدُكَ كما سَحبتَ الصخرة، من مجاري بغداد، لتحل أنتَ مكانها، تسد المجاري فتفيض العاصمة، فحضرتك (ياأمين) صخرةٌ أكبر، على قلب المواطن البغدادي، مِنْ تلكَ التي إدعيت إنتشالها! قرار إنتظرناه طويلاً، وجد طريقه الى النور، قرار عزل أمين بغداد الغير أمين (نعيم عبعوب)، الذي إشتهرَ بتصريحاته الخشنة، لتُخلِف هالةٌ كبيرة من السخرية، ليس في مواقع التواصل الاجتماعي فَحسب، بل أنَ المواطن العراقي أصبحَ يتلذذ، بقوله (ايباااااه) العبعوبية الأصل، لخلق جو (عبعوبي) بين اصدقاء (الشلة الواحدة). الوسيم، يغادرنا ويزيح الهم عن صدر (البغادة)، الذين أكثروا التفكير في بديل عبعوب، يرسمون صوراً خيالية لمنقذهم من الصخرة، التي وضعها بعض السياسيين المغرضين، في مجرى المياه الثقيلة لتفيض بغداد! فمنهم من وجد في (كونان البربري) غايته، وتمنى أنْ يكون هو البديل، وأخرون ذهبوا بعيداً، ليتوسموا في مازنجر (شخصية أفلام كارتون) خيراً، يخلصهم من واقعة الصخرة، ويعبر بهم الى برًّ الأمان. وبين هذا وذاك ضَّنَ الوسطيون، إنَ الرجل مفتول العضلات وصاحب الشاربين الكبيرين، هو الخيار الأمثل لخلافة نعيم، الذي لم تسعفه نعومته بايجاد حلول جذرية، لواقع خدمات بغداد المتدني، ووصل الأمر في عهده لما لا يرتضيه صديق وشامت. كل التوقعات كذبت، وذكرى علوش المهندسة المدنية هي الحل، إيناط المهمة بأمرأة في وقتنا الحاضر، لم يكن بحسابات مجتمعنا الذكوري، خصوصاً وترادف حساباتهم مع مشكلة الصخرة التي ستواجهها علوش، (حوارية المهندسة والصخرة)، صخرة الفساد والتسيب واهدار المال العام، وضعف التخطيط والأدارة، فهل ستنجح الأمين الجديد بتجاوزها؟ ذكرى لم تكن المرأة الأولى، التي تصبح أميناً لبغداد، فقبلها تألقت سعاد العمري، في خمسينيات القرن الماضي، لذلك فإن مثال النجاح موجود، وما ينقصه هو شعور السيدة ذكرى بالمسؤولية، إتجاه مُستقبل المرأة في الدولة العراقية، فهي إذا ما نجحت، فإنها ستطرق باب التفكير بالمرأة المسؤولة، وهو جزء من إنصاف شريحة مهمة ومهمشة في المجتمع، لذلك يبقى أمل الفتاة العراقية معقود، بالذكرى التي ستخلفها ذكرى، كما هو أمل البغداديين جميعاً، علَّها تنسيهم الحقبة العبعوبية المريرة.