لقد كان السيد المالكي رجل الأزمات بكل ما لهذه الكلمة من معنى وهذه السمة اصبح يعرفها القاصي والداني فبالوقت الذي يضرب بيد من حديد اتباع السيد مقتدى الصدر لأن ذلك يصب في مصلحة بقاءه في الحكم فترة اطول نجده يعفوا عن المجرمين الذي تلطخت ايديهم بدماء الشعب العراقي وعلقت صورهم في محطات التفتيش ورصدت مكافئات للذين يهدون الأجهزة الأمنية على اماكن تواجدهم ,, وعودة هؤلاء الى الحياة الطبيعية يعني بما لا يقبل الشك عودتهم الى ارتكاب الجرائم وتهديد السلم الوطني ,, وبالوقت الذي يسعى الى النيل من صالح المطلك واتهامه انه من اتباع النظام السابق كورقة انتخابية ودعاية رخيصة حاول بها كسب اصوات المغفلين وبنفس الوقت دفع الأخرين الى الوقوف خلف صالح المطلك نجده بعد الأنتخابات وبعد ان ثنيت له وسادة الحكم نجده يجلس مع صالح المطلك على طاولة واحدة ويقبل به نائبا له في مفصل حساس من مفاصل الدولة ,, اما الأكراد فهو مستعد ان يعلن استقلالهم مقابل بقائه في السلطة ومستعد ان يهدم قبور الأئمة مقابل ان يرضى عنه السنة كما فعل في انتخابات مجالس المحافظات ( ٢٠٠٩) عندما سفه الشعائر الحسينية .
ويبدوا ان ا لمالكي ماض في تاسيس إمبراطورية ((مالكية)) على غرار الأمبراطورية ((التكريتية)) وسوف يعاني العراقيين من هذه الانبراطورية امد طويل اذا ما تم الوقوف بوجه مثل هكذا سياسة في بناء الدولة وهذه هي مهمة ابناء الشعب العراقي عندما يعوا خطورة الموقف ويدلوا باصواتهم الى من هو جدير بحمل الأمانة واشاعة روح المحبة والتعاون لنجاح المشروع الساسي في العراق ,, وبناء العراق الجديد لايحتاج الى الرجل الحديدي الذي يحارب الجميع من اجل بقاءه هو لا من اجل بقاء المشروع ولكن يحتاج الى شراكة وطنية حقيقية وحكم ديمقراطي عادل يضمن حقوق الجميع .