كانت أول إمراة أشهدها تبتسم وهي تستقبل الموت بعد أن نقلت صغارها الى محافظة ثانية، وبقيت تقاتل مع أبناء عمومتها من عشيرة الجبور، وبعض المقاتلين، وللأسف فقد كان الوضع مرتبكا، وكانت جرائم داعش مرعبة ضد المدنيين والعسكريين وأبناء العشائر المقاومين لها، وسقطت عديد المدن والقرى بيد التنظيم ، ومن بينها تكريت المدينة العريقة الشهيرة التي تحتفظ بكم هائل من الإرث الحضاري الزاخر، والتي كادت أن تسرق أولا من خلال نظام صدام حسين الذي صورها معقلا له، بينما هي جزء من دولة حضارية عظيمة، وثانيا من بعض التنظيمات المسلحة التي أرادتها قاعدة للحرب ضد الشعب العراقي فصارت تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، وهاهي تتحرر رويدا لتفتح الطريق الى نينوى وشمال الوطن.
تتقدم القوات العراقية البطلة من محاور عدة، ومعها قوات الحشد الشعبي الباسلة، وآلاف المقاتلين من أبناء عشائر محافظة صلاح الدين يساندهم رجال الشرطة المحلية والمتطوعين من مختلف المكونات العراقية، حيث يختلط الدم السني بالشيعي، وتجتمع الروح الإنسانية على بعضها لتشهد إن الله واحد وهو رب الجميع، ولايفرق بينهم لأنه خلقهم جميعا بيده سبحانه، وحين تتقدم تلك القوات فإنها تنادي ( لبيك يارسول الله ) لتعبر عن المحبة الحقيقية لرجل الإنسانية وقائدها وموحد الناس على المحبة والتسامح في مواجهة الشرور الذي يتمثل بداعش ومن معها من المتربصين بالإنسانية ليصيبوها بأذاهم، ويحملوها أوزارا لاتطيقها، وقد بان أثر ذلك بالقتل والتدمير والتهجير والتنكيل وحرق الأجساد والدور والمحال والمساجد والكنائس ونهب الممتلكات وسرقة الثروات والآثار التي فعلت بهام لم يفعله بشر عبر تاريخ الإنسانية حين تم تدمير وسرقة آثار الموصل التي تمثل أعظم حضارات الإنسانية.
تم تحرير العديد من المناطق المهمة في المحافظة، وهو منجز عسكري مهم للغاية يمهد الطريق لوضع إستراتيجية واضحة لتحرير ماتبقى من مناطق وصولا الى الموصل التي تحاصرها قوات البيشمركه وتتقدم فيها أيضا وقد انهكت الضربات الجوية والحرب المفتوحة من من قبل القوات العراقية والقوات الكردية والحشد الشعبي قوة داعش التي باتت قريبة من الإنهيار الكامل في غضون أسابيع ليكون العراق بعيدا عن خطر التطرف وليتم الإلتفات الى الإعمار والبناء والإستثمار، والتحول الى القضايا الوطنية الكبرى في مجال حقوق الإنسان والثقافة والتعليم والخدمات الصحية التي ينتظرها المجتمع ويتطلع الى توفيرها دون تأخير وحسم القضايا العالقة والإنفتاح على العالم أكثر خلال المرحلة المقبلة وفرض شروط مختلفة على العالم الذي مايزال يعطل العلاقة الطبيعيى مع بغداد منذ عقد من الزمان.
تكريت ترحب بكم وأنتم تحررونها من ربقة شر الإرهاب ولتعيدوا أبناءها لها من جديد بعد أن حرمتهم داعش من الحياة والكرامة.