لأنك لاتمارس الإحتيال في عملك بل تستمر في نهج قويم صادق وترفض.
يخرج الناس ليهتفوا ضد السلطة، ويحصل المنظمون والمنسقون على هبات مالية ودعم ويسافرون وينتفعون ويعقدون الجلسات والمؤتمرات، في المقابل فإن البعض يذهب مع السلطة ويعمل ضد هولاء المعارضين وينال نصيبه من الدعم السلطوي ويفرح بذلك، وكلا الطرفين ينظران لمهمتهما الجسيمة وكل منهما يدفع عن داعميه التهم ويصورهم وطنيين مخلصين بناة للدولة شجعان في المواجهة بينما الحقيقة إن كل أولئك الذين في السلطة والذين في المعارضة ومؤيدي الطرفين يبحثون عن الغنائم التي توفرها السلطة والمعارضة معا.
المعارضة والسلطة دكانان فيهما بضائع كثيرة وبأسعار مغرية، يستطيع الشاري أن يأخذ بالمجان ويحصل على مايريد بتخفيضات كبيرة،صحيح أن هناك من المعارضين من لهم رؤية مختلفة ويعملون بطريقة مغايرة وهمهم الأكبر أن يبتنى الوطن وأن يعمر ويسير في الوجهة الصحيحة لكن هولاء مغيبون مهانون لانصيب لهم من الحظوة والنفوذ والقدرات التي ذهبت جميعها الى خانة السلطة، أوالى خانة المعارضة بينما بقي الآخرون بإنتظار فرصة قد لاتأتي أبدا.
ليس جديدا كل ذلك فعبر التاريخ تفضح السلطة المعارضين.. عندما ينهار النظام السياسي يتصدر المشهد معارضون سابقون، تظهر الأمراض والعقد والنواقص والمصالح، ويتحول الأمر الى سباق من أجل المكاسب لاغير، تكتشف عن هولاء كانوا يعارضون الحاكم المنهار ليحصلوا على مكانه ( هههههههههههه ) لسنا سوى مجموعات من الحمير !. في مرة كنت مع زميل صحفي وكاتب وووووو ظهرنا على شاشة تلفاز ، وشتم صاحبي الحاكم ونعته بشتى النعوت، وبعد مدة وجدت إنه في مكتب الحاكم، ووجدته يسافر بتكليف من مكتب الحاكم، ووجدته يتصل بمدير مكتب الحاكم، ثم يتبوأ منصبا رفيعا في مكانين أو أكثر، ثم يتحول خطابه الى المهادنة والترحيب بإجراءات الحاكم وإنجازاته العظيمة، ويصعد الزميل الى المنصات ويشتري البيوت، لكنه يستمر بمظهر المعارض البطل لكل شئ حتى لو كانت بطولته بتزوير جواز سفر سجن بسببه لمدة، وعندما تتحرك وتنجز عملا يصورك شيطانا ويحاججك ويتخذك غرضا يرميه بكل سهم يتوفر لديه.. هو يحتال كغيره، وحين يلتقي أحدا من كبار السياسيين القشامر يصور له الأمور بصور زاهية ويبني له قصورا في الهواء ويتنبأ له بمنجزات لايحققها غيره فهو ظل الله..
الى الكذابين جميعا في المعارضة وفي السلطة.. لاتستحقون سوى بصقة في وجوهكم.