الأمر الآخر الذي بدى أكثر غرابة، هو أن السيسي، إستغرق في الإساءة الى السعودية، بصورة غير مباشرة، ضمن حديثه عن ضرورة مراجعة المناهج الدراسية، في المؤسسات الدينية في البلاد العربية والإسلامية، وحذف الأحاديث والروايات التي تحث على العنف والإرهاب، عازياً أسباب الإرهاب الى تلك المناهج!
خلال حديث الرئيس المصري السيسي، إتجهت الكاميرا نحو الملك سلمان، وقد بدى الملك مبتسماً وهو ينظر تجاه السيسي، وبانت إبتسامته كأنها إبتسامة تهكم وإزدراء ..! وما إن أتم السيسي خطابه، حتى قام الملك سلمان من مكانه وغادر الجلسة ومعه الوفد السعودي! على غير عادة الزعماء العرب الذين ينبغي منهم إحترام الجلسة!
يبدو أن السيسي أثار حفيظة الملك سلمان، وكما يقال في المثل الدارج (الي بعبه صخل يمعمع) فالكيان السعودي قام على أساس التشدد الطائفي للفرقة الوهابية، وأنشأ كيانه فوق دعامة القتل والذبح وتهديم مراقد الأولياء، وطمس معالم الإسلام، ونشر ثقافة التكفير، وإثارة النعرات الطائفية بين المسلمين!
كان لابد للملك سلمان أن يشعر بالإحراج، وإن كان هؤلاء الطغاة بلا إحساس كما هو ديدنهم، بيد أن شعوره بالحرج، ربما كان مخافة أن يثير حديث السيسي، فتنة بين آل سعود وبين "قطيع الوهابية"، أو ربما كان دفاعاً عن "الوهابية التكفيريين"، الذين يمثلون دعامة الكيان السعودي، وأيديولوجيته الطائفية الطاغوتية المسيسة!