جلسة العمل الصباحية اليومية في مؤسسة الفرات ، حضرها المدير العام لوجود تطورات مهمة ، وكالعادة كان مدير الاخبار ومسؤول القسم السياسي حاضرين الى جانب مدير مكاتب الخارج ومدير المراسلين ورئيس التحرير المناوب ومدير الرصد ، مع ان الشاي كان الغائب الأكبر بسبب التغيير في البناية الجديدة ، الا ان الأسئلة الكبيرة لم تغب ، اليوم لم نعد نتداول الاخبار لنخرج بورقة عمل يومية ، تحولت جلسة المهام الى جلسة تحليل سياسي حول الهجوم على اليمن وتم الخروج بسيناريو رئيسي يتفرع الى قصص جزئية ، يبدأ السيناريو باللحظة التي شعرت فيها السعودية بنوبة غضب جنوني وهي ترى ان الاتفاق النووي بين ايران والغرب وصل الى مرحلة التوقيع ، فذلك يعني ان حكام الخليج فقدوا وظائفهم في البيت الأبيض لأن أميركا رتبت كثيرا من أمور المنطقة سابقا على أساس صراعها مع ايران ، فاذا انتهى هذا الصراع او تغيرت صيغته ستتغير معه أمور كثيرة ، مثلا مجلس التعاون الخليجي اسسته اميركا للوقوف بوجه ايران فهل ستبقى له قيمة الآن ؟ عند توقيع الاتفاق النووي يرفع الحظر الاقتصادي عن ايران وتدخل سوق النفط والاستثمارات الكبيرة بقوة ، ولن تهتم كثيرا لتدني أسعار النفط لأن اعتماد الاقتصاد الإيراني على النفط لا يتجاوز ٣٠% وسوف تستعيد ايران مئات المليارات المحجوزة بسبب العقوبات لدعم سيولتها النقدية ورفع قيمة عملتها ، ستتحول الى عملاق اقتصادي ، بينما اغلب دول الخليج تعتمد كليا على العوائد النفطية . يترتب على السعودية البحث عن دور لتبقى مهمة في نظر واشنطن بعد الاتفاق النووي ، التحالف الإسرائيلي السعودي يتلقى هذه المتغيرات بمخاوف متشابهة ، وقد ابدى الطرفان الحزن والقلق بسبب هذه التطورات ، لذا قررا انشاء حلف العشرة العسكري لضرب اليمن ، الحلفاء العشرة اغلبهم ليس لديه رغبة في قرع طبول الحرب ضد شيعة اليمن الا ان بعضهم مجبر على تلبية الأوامر وبعضهم ارهقه الفقر وتسحره رائحة النقود ، لذا قامت الرياض بزرقهم بمليارات الدولارات التي انعشتهم فهجموا وهم سكارى ، السعودية تريد تلقين الحوثيين درسا طائفيا ، فاذا نجحت في افشال الثورة اليمنية وإعادة الرئيس هادي الى صنعاء فسوف تنال اعجاب اميركا فتقوم بتتويجها شرطيا للمنطقة لحماية مصالحها وضرب كل من يخرج عن طاعة واشنطن ضربة جماعية ، فتكون عدة دول مرشحة لضربة مماثلة اذا نجحت ضربة اليمن ، أما اذا فشلت ضربة اليمن فسوف يرسمون للسعودية صورة رئيس العصابة العجوز الفاشل وسوف يلغى مشروع تأديب الشعوب المتمردة بالطريقة السعودية . كانت السعودية تجند العصابات واليوم تجند الدول ، ولكن هل هناك فرصة لنجاح السيناريو السعودي في اليمن ؟ تقول الوقائع ان العدوان الجوي لا يمكن ان يحسم الاحداث على الأرض ، الا اذا قررت الدول المعتدية العشر استخدام أسلحة الدمار الشامل لابادة الشعب اليمني ، وإعادة الرئيس ليحكم الصحراء ... هناك أفكار أخرى اذكرها لاحقا في سياق السيناريو السعودي الفاشل