صحيح أن وزيرها الجديد, الأستاذ عبد الحسين عبطان, لم يمضِ على إستلامه لمهامه, أكثر من ثمانية أشهر, إلا أن الرجل لم يركن أو يجلس مسترخياً في مكتبه, بل نزل مسرعاً إلى ميادينها الرحبة بهمّة يُحسد عليها.
بنفسه يشرف على إكمال بناء المنشآت الرياضية, والمنتديات الشبابية, المُتلكئة منذ سنين, يعقد في كل يوم المؤتمرات التخصصيّة, التي تبحث في تطوير القدرات والمواهب لدى الشباب, يحاول برويّة وحكمة وإنسيابية, إعادة هيكلة دوائر الوزارة, وإبعاد المفسدين عن مناخها الذي يجب أن يكون نظيفاً, ونقيّاً.
يمضي حثيثاً وبخطوات مدروسة, و بالتنسيق مع الإتحاد العراقي لكرة القدم, والإتحاد الدولي (الفيفا), نحو, رفع الحضر المفروض على ملاعبنا, يقرّب الرياضيين الكبار ويستشيرهم, فيما يجب عمله بهذا الجانب أو ذاك بحكم خبرتهم وتجربتهم في الملاعب.
أطلق أجرأ مبادرة, وهي تعديل القوانين, في المؤسسات الرياضية, و وضع توصيفات للهيئات العامة, وإيجاد آلية جديدة لإنتخابات رؤساء وإداريي ألاندية, وبمدد مُحددة (بعض رؤساء الأندية لا زالوا يحتفظون بمناصبهم, لإكثر من عشرين عاماً).!
لم يغفل السيد عبطان, دور الإعلام الرياضي, وأهميته القصوى في إبراز الإيجابيات والسلبيات, فمنح الكثير من وقته وإهتمامه, للصحافة الرياضية, كذلك أمر بإطلاق مُنح مالية جديدة, للرياضيين (الأبطال والروّاد), وبأثر رجعي, لستة أشهر ماضية.
لا نريد أن نغالي كثيراً في القول, أن نشاط السيد عبطان, خلال الـ ٨ أشهر الفائتة, يعادل نشاط دورتين أمتدت لـ ٨ سنوات, ولكن يبدو أن تلك حقيقة لا تخطئها عين مُنصف.
أمام السيد الوزير إستحقاقات مهمة, وتواجهه مصاعب لا حصر لها, وتحوي وزارته و مؤسساتها, على معرقلين ومُفسدين و(متشبثين) كُثر, لكن القصة المُفرحة, التي تجلب التفاؤل, أنه يعرف تمام المعرفة ما يجب فعله.