في العراق الجديد يبدو كل شئ متناقض وغريب وهناك ايدي خفية تلاعبت باليات تطبيق الديمقراطية في العراق ولا زالت تعمل على تغير الموازيين حسب ما رسمتها وخططت لها وواحد من اهم الملفات التي نفتحها اليوم لمعالجة ما هو متناقض وغريب في النظام الديمقراطي العراقي هو طريقة تعامل الحكومة المركزية مع ملف المجاهدين .. هذه الشريحة التي لم ينصفها احد وأصبح مصيرها مجهول واغلبها من المجاهدين المحرومين من ابسط الحقوق والمستحقات .
ان النظام الديمقراطي الجديد في العراق اتاح للبعثيين الذين تلطخت أيديهم بدماء المجاهدين الفرصة بان يكونوا هم المتسلطين على رقاب من كان يدافع من اجل الخلاص من الطاغوت واصبحوا يهيمنون على مقاليد الامور وفي جميع مجالات العمل الأمني والخدمي وبالخصوص في الأجهزة الأمنية وهناك اسطوانة مرشة يرددها كبار الضباط البعثيين الذين اتاح لهم المالكي الفرصة في الوصول الى مواقع متقدمة وهي ( ان العسكريين الذين يخدمون في القوات المسلحة وكانت لهم صلة باحزاب سياسية جهادية معروفة يجب إخراجهم من القوات الأمنية باعتبارهم حزبيين والحزبي لا يسمح له القانون الخدمة في القوات المسلحة ) وبالمقابل اعتبر هؤلاء المجرمين أنفسهم مستقلين رغم انتمائهم الى أجهزة الحكم السابق القمعية .. انه لمنطق غريب ومستهجن البعثي المجرم مستقل والمجاهد المضحي حزبي وهكذا استطاع أولائك المجرمين النفوذ في الأجهزة الأمنية والوقوف بوجه من لديه القدرة والكفاءة والإخلاص للوطن ومنعهم من تسلم مواقع مهمة تحت ذريعة ( ضابط دمج) او ( لا يحمل شهادة اكادمية ) فبالوقت الذي كان فيه المجاهدين يقارعون الظلم والاستبداد دون تفكير في شهادة وامتياز كان اولائك المجرمين يخدمون سيدهم المجرم صدام ويحصلون على الامتيازات والشهادات وبطرق ملتوية . فالشهادة في زمن المقبور صدام تعطى لمن يذبح ويظلم ويقتل اكثر وهذه الظاهرة يمكن ان تنطبق على دوائر الدولة الأخرى فإخطبوط الفساد سببه وجود مدراء عامين تربوا في احضان الحكم السابق ولازالوا يسيطرون على مقدرات الموظفين المخلصين ويبعدوهم بشتى الطرق والوسائل حتى اصبح المتهم بريء والبرئ متهم ووالمفسد نزيه والنزيه ليس له مكان في حكومة ينخرها الفساد من الراس الذنب.
اذن من ينصف المجاهدين والمخلصين ومن يقضي على الأتهازين والمفسدين والمجرمين ... في وقت مثل وقتنا وفي ظروف مثل ظروفنا ,, سوف لن ينصف هؤلاء الا صرخة الشعب المدوية التي تزلزل عروش الظالمين وليس الصبح عنهم ببعيد .