اليمنيون عاشوا لقرون بمذهبيهما الشافعي والزيدي، والحكم الزيدي لليمن الحديث بدأ سنة ١٦٣٥م، حينما بسط القاسم بين محمد القاسم نفوذه على اليمن، وكون المملكة القاسمية بعد طرد العثمانيين منها، ثم عادوا ليكونوا المملكة الثانية المتوكلية سنة١٩١٥، التي أُطيح بها سنه ١٩٧٠، بحرب الثمان سنوات، وبمساعدة جمال عبد الناصر لصاحب الانقلاب عبدالله السلال، بـ ٧٠ ألف جندي مصري قضى منهم ١٥ ألف، بينما دعمت السعودية مملكة المتوكلية إلى آخر يوم من حياتها.
اليوم تغيرت المواقف، وأصبحَ الأخُ عدواً، وباتَ شريكُ الأمسِ خصماً، وصارت السعودية عدواً للحوثيين وصالح معا، مثلما كانت إمبراطورية فارس، وشاه إيران "شرطي الخليج"، صديق السعوديين بالأمس، أضحت الجمهورية الإسلامية في إيران العدو الأول بدلا من "إسرائيل"، في نظر بعض السعوديين، الذين تحكمهم مبادئ الإسلام أسوة بالإيرانيين..!
تصريحات المرشد الإيراني السيد علي خامنئي الأخيرة، أخذت طابع التهديد، أكثر منها للتهدئة، وزامنها وصول سفينتين حربيتين إيرانيتين إلى المنطقة القريبة من ميناء عدن وباب المندب، غايتها المعلنة حماية المضيق من هجمات القراصنة، الآتية من سواحل الصومال المجاورة.
أنصارُ اللهِ الحوثيون يتقدمون على الأرض يومياً، وتستسلمُ المدن والبلدات أمامهم، بمعاونة بقايا الجيش الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح وقبائل المناطق المساندة لهما، أما المدافعونَ فهم القبائل المنضوية تحت حزب التجمع اليمني للإصلاح، ذات الأصول المتشددة، وتنظيم قاعدة الجهاد في اليمن، الذي أصبح الآن "أنصار الشريعة" والذي تبنى تفجير مساجد صنعاء، وراحَ ضحيتها ١٢٤ مصليا.
عاصفة الحزم لا يُعرف متى تنتهي - أو متى تحقق أهدافها، كما أن بعض أعضاء التحالف العشاري لا يعلم بها، إلا من خلال المشاهد التي أظهرها التلفزيون السعودي، ولقاء أنف الملك سلمان مع أنوف المهنئين بإنطلاق العاصفة، في وقت متأخر من الليل، أما خيار الحرب البرية في الوقت الحاضر فبعيد، نظرا لخذلان الناصر من مصر- تركيا- باكستان، وضعف القوة البرية للجيش السعودي.
مفتي السعودية وجد حلا للحرمة التي كان يتبناها سابقا، للتجنيد الإجباري، من خلال مراجعة تاريخ معركة مؤته، كما نقل عنه..!، والآن أفتى بحلالها ووجوبها، لأن المملكة وبلاد الإسلام تمر بمرحلة صعبة، والأعداء يتربصون بها الشرور.
تبقى الأيام القادمة هي من تقرر كيف سيكون المشهد برمته؟ فهل أن عاصفة الحزم سترفع أنف السعودية؟، لتنافس على المركز الأقوى في المنطقة، من خلال ما يتبعها من هجوم بري قادم، يقض مضاجع أنصار الله الحوثيين، أو أن اليمنيين سيمرغون أنف السعودية في التراب، كما قالها المرشد الإيراني.