مجموعة من المشاهد التي رافقت سلوكيات تلك الحكومات و التي اثقلت هموم الكاتب العراقي وجعلتها مجموعة من الاحزان المستديمة ,وفي مقدمتها الشحن الطائفي بكل الوسائل الاعلامية وغيرها وإنْ نتج عن ذلك أنهارا من دماء الأبرياء , فكلنا يتذكر ان الحكومات السابقة في العراق والتي من حيث الحزبية تنتمي إلى نفس المنظومة الحزبية التي تحكم الآن , ومن حيث الوجوه فالأمر لايتعدى استبدال منصب بأخر ..ونتذكر أيضا مجموعة من الأحداث التي كادت أنْ تؤدي إلى اشعال حرب أهلية في العراق لها أول وليس لها أخر ,ومن تلك الأحداث اتهام مجموعة من السياسيين العراقيين بمادة أربعة من قانون مكافحة الأرهاب مع الغرابة الشديدة في تسهيل عملية خروجهم من العراق بشكل رسمي من المنافذ الرسمية !!! تلك الاتهامات والتي رافقها هروب عدد كبير من السياسيين المتهمين ؛ كادت أنْ تشعل الشارع وتضعه في أَتون الحرب الأهلية ,ولاشك في ذلك ؛ فهروب المسؤول المدعو ناصر الجنابي ,وعدنان محمد سلمان, ومحمد الدايني ,ورافع العيساوي ,وطارق الهاشمي ,ومشعان الجبوري ,والملاحظ كلهم من العراقيين العرب السنة ..وغيرهم من الدرجة الثانية وغيرهم من الاداريين في مؤسسات الدولة ,تلك الاحداث شكلت مفصلا أمنيا مهما كما كنا نعتقد…..وحالما يهرب المسؤول , يصدر القضاء العراقي ؟؟؟؟ مجموعة من الاتهامات التي تلاحقه وتطارده …وبما أن الامر مرهون بالقضاء ومدفوعا بآلة اعلامية كبيرة ؛ يصدق الناس بل يتمنوا ان يلقوا القبض على ذلك المسؤول الهارب ويقطعوه أوصالا كما كنت انا شخصيا اتمنى ولكن ذلك في الماضي فقط.
و اتماما لمفهوم الدولة وثقافتها في تسفيه العقل العراقي والمراهنة على الاستهزاء بالبشرية..من خلال مجموعة من المشاهدا الحكومية المرصودة من قبل الرأي العام وفي مقدمتها عودة السياسيين العراقيين الهاربين والمطلوبين للقضاء بتهم اجرامية وبتهم دعم الارهاب , يعودون إلى بغداد وكأن شيئا لم يكن وفي مقدمة ذلك ..عودة النائب مشعان الجبوري وعودة محمد الدايني ,من خلال وساطات مشكوك بها وبطرقها الملتوية وبغاياتها وتوقيتها ؟؟
الأمر في واقعه الأول يمثل استخفافا كبيرا بقرار القضاء العراقي و بنزاهته التي لانراهن عليها كثيرا… إذ لو كانت بمصداقيتها لما تعرضت لهذا المشهد المسرحي المضحك وسكتت عنه, المشهد التمثيلي الذي وضع القانون والقضاء العراقي بهامش الأحداث .. وفي واقعه الثاني يبدو ان اولئك الاشخاص واثقون من برائتهم ومتأكدون من تلفيق التهم إليهم , بدليل ضمان عودتهم دون أي مساس يذكر أو اعتراض …وكلا الطرفين الجاني والمجني عليه , قابل راضي بما صدر عنه وبما نتج ..أي يخضعون لقانون المومس العوراء ..التي لاتستحي ولاتخجل…أما الرجال العائدون بهذه الطريقة , فقد كانوا لسنوات طويلة يهاجمون الحكومة العراقية ليلا ونهارا ,ويدفعون الناس إلى معاداتها وفي بعض الأحيان إلى رفع السلاح بوجهها وعلى حين غرة تجدهم في الكراسي مرة ثانية..أو في أروقة البرلمان يسرحون ويمرحون…
من هذا المنطلق , فنحن نستبق الأمور ونرحب بعودة السيد طارق الهاشمي { المجرم سابقا بحسب توصيف الدولة العراقية } ونرحب بمن سبقه ومن هرب من بعده ..وفي الحقيقة ليس لدينا مايثبت صحة ادعاء الحكومة العراقية الاسلامية !!! اتجاه الرجل وليس لدينا مايثبت ثبات القضاء العراقي على موقفه !!! وهذا الأمر يدعو للاحتجاج على ماهو غير مألوف بشدة ….فياسيدي طارق الهاشمي اشتقنا إليك في بغداد ..ولاداعي للتأخير مادام الجماعة قادرين على لصق التهم ومسحها بجرة قلم .