استغربت من سكوت العراقيين على هذه الكارثة التي في ابسط ما تعنيه ان سيادة العراق الجوية صفر. وان داعش، التي كانت بدون طيارات وعملت بنا ما عملت، صار لها اليوم "حبايب" في الجو بحسب قول الزاملي. واستغربت أكثر من ذهاب صاحب التصريح لمحطة تلفزيونية ليدلي بهذا الاختراق السيادي بدلا من ان يكعد ركبه ونص بالبرلمان ليطالبه برفع شكوى عاجلة الى مجلس الامن، ليدين هذا الاعتداء السافر وليضع الدول العربية التي ورد اسمها تحت خانة الدول الداعمة للإرهاب. ثم ألم يسمع بهذا وزير الدفاع وقائد القوة الجوية وقبلهما القائد العام للقوات المسلحة؟ شعجب الكل ساكت؟ لا تفسير غير واحد من اثنين: أما ان الشعب والحكومة تنازلا عن السيادة وما عادت لها حرمة، أو ان التصريح لم يصدقه احد. يا حضرة النائب دع عنك العبادي وبرلمانك كله وجاوبني انا اخوك مواطن عراقي لم أنم ليلتين بهدوء بعد ان سمعت تصريحك الذي يعني أنك تنذرنا باحتمال التحاق بصرتنا بموصلنا. كلامك الذي قلته يعني ان البصرة في طريقها لهجوم داعشي جوي وارضي: طائرات السعودية وقطر والبحرين في الجو والدواعش يوجهونهم على الأرض. هذه هي الصورة التي رسمها تصريحك، اليس كذلك؟ لا اريد ان اتهمك بالتلفيق وأقول حاشاك، لكن سبق لك وان صرحت في اكثر من مكان ان أمريكا تزود داعش بالسلاح عن طريق الجو، وعندما طالبك حيدر العبادي بالدليل وسط البرلمان لم تقدمه. قولك هذا يعني أما انك تنصّت بنفسك على الطيارين أو لديك تسجيل صوتي لما دار بينهم وبين الدواعش. هذا التسجيل نريده يا سيادة النائب. الآن وليس غدا. امامك ثلاثة أيام. فان لم أسمعه على الهواء من الشاشة ذاتها التي ارعبني بها تصريحك، فسوف: "اعلّكلك الف راية.. وكلك هاي وحده وياك".