ومن هذه التنازلات الموافقة على شروط تلك الدول في مايخص الملف السوري وتاييد الحرب الاعلامية والاقتصادية التي يشنها العرب على النظام السوري وذكر المصدر ان المالكي حاول اقناع المرجعية بان الموضوع شكلي ولا يتعدى التصريحات لحين اتمام عقد القمة في بغداد , وقد رفضت المرجعية رفضاً قاطعاً ان يتم المساومة على الملف السوري وبينت انها سوف لن تؤيد مثل هكذا خطوة .
والمتتبع للاعلام يلاحض لغة التصعيد ضد النظام السوري من قبل الحكومة العراقية التي تمثل راي المالكي فقط وليس للاخرين حق المناقشة او الرفض ومن مصاديق هذا التصعيد تصريح مبعوث المالكي الى السعودية فالح الفياض ( النظام السوري اسوء نظام في المعمورة ) .
ان البعد الاستراتيجي الذي ترى به المرجعية الدينية الملف السوري هو الذي دعاها الى رفض تاييد الحكومة في الوقوف مع الموقف العربي تجاه سوريا لان سوريا تعتبر عصب الحياة بالنسبة للمقاومة في لبنان والدولة المحاذية لاسرائيل والتي تقف عقبة في بسط نفوذ اليهود على المنطقة ونظام الحكم في سوريا يعد معتدلاً قبال الجهات الاخرى السلفية التي تريد السيطرة على نظام الحكم وسوف تتحول سوريا الى منطقة حرة للنفوذ الى العراق وخطوط خلفية لحماية المتسللين من المجرمين الذين يريدون زعزعة الوضع الامني في العراق .
ان السيد المالكي لم يدرس قرار مهاجمة النظام السوري كما تفعل الانظمة العربية بحكمة ولم يأخذ بعين الاعتبار النتائج المترتبة على الوضع في العراق بعد سقوط نظام بشار الاسد . . اما مخالفته لراي المرجعية فهذا تحصيل حاصل لانه معروف بعدم التزامه بما تطرحه المرجعية من توجيهات خصوصا التي تتقاطع مع مصالحه الحزبية .