السيد الجعفري أصبح احد هؤلاء الذين ( يعادون ) المالكي عندما صرح قبل أيام في محافظة الناصرية ( يجب أن تكون رئاسة مجلس الوزراء لدورة واحدة ) وهذا التصريح الذي لم يرق للمالكي أثار نرجسيته وأثار خلافاً حاداً مع السيد الجعفري رغم انه تصريح للإعلام وليس داخل قبة البرلمان ، لذلك فإن السيد المالكي باعتباره كتلة نيابة ( دولة القانون ) التي شكلت مع كتل أخرى التحالف الوطني اعرض عن حضور اجتماعات التحالف بسبب هذا التصريح الذي تصوره السيد المالكي قد شكل اهتزازاً لكرسييه ، لكن ذاكرته السياسية لم تهتز وهو الذي وقع على حكم إعدام الدكتاتور صدام حسين بسبب سياسيته الدكتاتورية والعنصرية والطائفية البغيضة وتمسكه بكرسي السلطة وإنفراده بها وأسبغ على نفسه ألقاب عجيبة غريبة منها ( القائد الضرورة ) وغيرها من الألقاب التي إعتاد المستبدون والانفراديون والنرجسيون على إعتمادها لكنها دون التتويج .
إن عدم حضور السيد المالكي لاجتماعات التحالف الوطني لا يشكل ضرراً به طالما إن هذا التحالف الذي أريد له أن يكون مؤسسة سياسية يتم اتخاذ القرارات الإستراتيجية في الحكومة مشاركة أو تفاهماً أو توافقاُ مع الشركاء في التحالف الوطني لذلك يمكن القول إن هذا التحالف أصبح صورياً تنفرد ( دولة القانون ) لوحدها في اتخاذ القرارات المهمة دون إعلام الكتل الأخرى التي انضمت إلى التحالف الوطني .
نذكر السيد المالكي المثل المأثور ( لو دامت لغيرك ما وصلت إليك ) .
للأسف إن بريق السلطة و تراكم الأموال وما توفره قاعدة الحكم للمسؤول وخاصة تلك التي يبالغ في تراتيبياتها تجعل من المسؤول بقصد أو بدون قصد ينسى أو يتناسى ما كان يوجه به في مجمل خطاباته السياسية والإعلامية من انتقادات لاذعة للحكام الطغاة المستبدين ومن مسحوري هذا الكرسي العجيب ممن حكموا العراق سابقاً مع غض النظر عن اعتبارات النضال والجهاد والانتماء السياسي والعقائدي الذي أوصله إلى سدة الحكم ، وان الشعارات البراقة التي كان مناسبة وبدونها لخدمة المواطن وإنشاء دولة المؤسسات واحترام الدستور الإيمان بمادئ الديمقراطية والتعددية والفصل بين السلطات والنظام الاتحادي كأنها أصبحت غير مجدية .
يظهر إن السيد نوري المالكي قد أدار ظهر المجن لكل ذلك وبدأت تطفح لديه نزعات بعيدة عن كل ما كان ( يؤمن ) به سابقأ من شعارات انتخابية كانت تمس مشاعر المواطنين وهذا ما أبدى لاحقاً إلى تراجع مقبوليته في الشارع العراقي بعد إن اتضح للمواطن العادي أن الخدمات التي كان يمني بها قد ذهبت أدراج الرياح منذ اليوم الأول الذي جلس فيه على كرسي رئاسة مجلس الوزراء .