بسم الله الرحمن الرحيم
لا اجد اروع مما قاله الجواهري في رحيل رجل عظيم ايضاً في ذكرى جعفر ابو التمن رحمه الله: يقول
طالت ولو قصرت يد الاعمار.. لرمت سواك عظمت من مختار
من صفوة لو قيل اي فذهم .. لم تعدُ شخصَك اعينُ النظار
لكن ارادت ان تحوز لنفسها .. عينَ القلادة فازدرت بنثار
اربعون مرت.. افتقدناك فيها.. افتقدنا الابوة والحنان والاخوة.. افتقدنا الصديق والحليف والناصح.. افتقدنا رجل العلم والصراحة والادب الجم والعلم الوافر.. افتقدنا بحر العلوم، وايما خسارة هذه.
انه فعلاً بحر.. ومثله سيزداد ذكره بمرور الايام.. فالرجال من امثاله كبار واعظم مما يمكن للعين القريبة ان تلم بكافة ابعاده.. لابد من البعد ليظهر بكامل قامته وحجمه واثاره وتأثيراته. سيتكلم عنه الادباء والعلماء والمفكرين والسياسيين وقادة البلد.. سيتكلم عنه التاريخ الذي هو بكل الابعاد اكبر من الحاضر.
لعب المغفور له السيد بحر العلوم دوراً ناشطاً وبارزاً وقيادياً خلال العقود الستة او السبعة الماضية من تاريخ العراق العلمي والسياسي.. ساترك الجانب العلمي لضيق المساحة.. ساتكلم عن الجانب السياسي. فلقد لعب السيد دوراً متميزاً واستثنائياً.. كان وفياً لخط المرجعية وفي جميع مراحل عمله.. لن اتكلم عن المهام التي كان يكلف بها من قبلها.. لكنني اقول بانه كان الرجل الابرز الذي رفع فتوى المرجعية بضرورة اعداد دستور من قبل جميعة وطنية منتخبة.. وهذه كانت نقطة صراع ليس مع الجانب الامريكي فقط، بل حتى مع بعض الاوساط العراقية. كان صديق الجميع.. لكنه كان مستقلاً صاحب رأي وموقف دون اي مطمح لمكسب شخصي. مما جعله رجل المهام الصعبة الذي يلتقي عنده الجميع لحل المعضلات ولتفكيك الازمات. فهو موضع ثقة الجميع لذلك كان موضع قبول الجميع حتى عند الاختلاف. فحلت على يده الكثير من القضايا المعقدة والازمات الشائكة، بل حلت على يده الكثير من هذه قبل ان يسمع بها الجمهور، او حتى اصحاب العلاقة.
بسم الله الرحمن الرحيم{ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي} صدق الله العلي العظيم.