اما الثانية فإننا لو تعرضنا الى نكسة في الميدان امام داعش لا يخرج علينا القائد العام للقوات المسلحة او حتى وزير الدفاع ليفسر لنا ما حدث. نبقى نسأل أنفسنا ونجيبها بأنفسنا. الغريب أيضا ان وزير خارجية أمريكا يعقد مؤتمرا صحفيا يتحدث به عن "انتصار" داعش بالأنبار ليطمئننا نحن العراقيين الذين صرنا كالأطرش بالزفة. هنا احتار في تفسير الامر ولا أجد غير ان حكومتنا من رأسها الى فخذيها لا تقيم لنا وزنا. عفية حكومة اشكد تتحمل دك وشتم وتغلّس!
العتب واللوم كله هنا يقع على رئيس الوزراء بصفتيه الإدارية والعسكرية. كان عليه، رغم انشغالاته، ان يقطع بث "العراقية" ليلة امس ليكشف لنا بصراحة ووضوح سر ما حدث بالرمادي. أليس هو الذي قال ان داعش لم تنتصر بفعل قوتها القتالية بل بفخامة حربها النفسية والإعلامية. جا شمتاني يا بعد شيبي وانت تعلم وتعي ان اعلامنا الرسمي "فاكس"؟ وكيف لا يكون فاكسا ومتخلفا ما دام أغلب، ان لم أقل كل الذين تعينوا عفيه جاءوا وفق قاعدة "كظ اخوك لا يطيح"؟
شعب العراق يا حيدر العبادي فيه طاقات إعلامية لو انزلتها على رأس اعلام داعش لرددته الى بطن أمه. عمر الأحزاب والايديولوجيات والمحاصصات ما انتجت اعلاما يدخل قلوب الناس. ليش؟ لأنه كاذب حتى وان صدق. ومن لا ينتج اعلاما جيدا لا ينتج إعلاميا جيدا.
كيف لا تنتصر داعش هنا وهناك في كل يوم ما دام الرأي العام العراقي رهينة بيد "الغشمة". ولعمري انهم غشمة في كل شيء. اللهم الا بالسرقة واجادة فن الضحك على قول البسطاء.
اما الادهى والامر من ذلك كله فهو ان مدنا كاملة تضيع من بين ايدينا ولم نسمع بمحكمة نصبت ولا استقالة قدمت ولا بحريص فرش عباءته امام العراقيين ليضع فيها على الهواء سر ما يدور حولهم من انتكاسات ليريحهم ويرتاح.