وانتقد سماحته امريكا ووصفها انها دولة ديمقراطية فقط على بلدها وليس على البلدان الاخرى والا ما سبب عدم تغيير الانظمة الملكية في الدول العربية واثنت على ما يسمى بالربيع العربي الذي لم يكن عربيا ,
كما تطرق سماحته الى الاجراءات الحكومية البطيئة في ارجاع حقوق الاخوة الكورد الفيلية ووجدوا ان المجرمين السابقين ما زالوا موجودين في الاجهزة الامنية بل اصبحوا صناعا للقرار في هذا البلد
وفيما يلي النص الكامل لخطبة صلاة الجمعة
في هذا الاسبوع ستاتينا مناسبات عزيزة كما قد مرت بالامس مناسبة مماثلة , هذه المناسبات العزيزة عزتها ليس في شكلها لان شكلها مؤلم للغاية وهي مناسبة اطلاق حملة تهجير الاكراد الفيليين في سنة ١٩٨٠ واعقبها مباشرة قتل اية الله العظمى المفكر الاسلامي الكبير ومفجر التحرك الاسلامي الثائر السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه والعلوية المظلومة الشهيدة بنت الهدى في يوم التاسع من نيسان بالاضافة الى يوم السابع من نيسان هذا اليوم الذي افجع قلوبنا مرتين , مرة بتاسيس حزب البعث المشؤوم ومرة اخرى في ذكرى شهدائنا الابرار الذين تساقطوا في هذا المسجد يوم ان اقتحم المسجد ثلاثة من الوحوش الكاسرة وكل واحد منهم ٥٠ كغم من الكرات الحديدية وفجروا انفسهم وسط مصلينا ووسط احبابنا الذين كنا نراهم في كل جمعة .
صحيح ان هذه المناسبات خلفت اثار عظيمة , فالاكراد الفيلية وما جرى عليهم ومن بعد ذلك قصة فيه ظلامات هائلة وكبرى وما يحزن وما يؤلم ان دولتنا التي قامت اعواد مشانق هؤلاء وقامت على دماء وظلامات هؤلاء لازالت متخلفة تماما عن اداء حق هؤلاء على الاقل في الاعلام لكي يحدثوا الناس بما جرى لهم وعليهم فانا لا اتحدث عن عشرات الالاف من شبابهم الذين اخذوا وزج بهم في سجون نكرة السلمان وفي سجون الرضوانية ومن ثم تم استخدامهم كنماذج اختبار للاسلحة الكيماوية وثرامات اللحم التي كانت تجري في الشعبة الخامسة او امثال هذه الاجهزة التي اقترن ذكرها بالكثير من الالم وبالكثير من الظلم من بالكثير من الذاكرة الدامية .
وما يؤلم اكثر ان نجد ان نفس الظلمة الذين ساهموا في كثير من الاحيان باذية هؤلاء ولازال الكثير منهم يشارك في صناعة القرار ويشارك في ادارة الاجهزة الامنية ويشارك في ادارة الملفات التي ادت الى اصدار قرار تهجير هؤلاء .
محنة هؤلاء لا يمكن لامثالي ان يتحدث عنها لاني لم ارى منها الا الشيء القليل , لم اعش معهم حينما كانت نساءوهم الحوامل تنفجر بهم الالغام على الحدود فلا الزوج يستطيع ان يصل الى زوجته ولا هي تستطيع ان تعود الى العراق لان بغاة البعث كانوا لها بالمرصاد وبناتهم وما حصل لهم في سجون التسفيرات , وعوائل باكملها جردت من ممتلكات كبيرة اذ كان هؤلاء هم الطبقة الاغنى في مدننا ولكن ما بين عشية وضحاها تحولوا الى الطبقة الافقر التي لا تملك اي شيء . لا استطيع ان اتحدث نيابة عن اللاتي تم اغتصابهم او تم اجبارهن على رؤية بناتهن وهن يغتصبن ، لا اتحدث عن الام كبرى كاؤلئك الذين مرت عليهم .
الى جوارنا عائلة دفعت ١٦ شهيدا من ابنائها وهم اولاد الحاج موسى شمه في منطقة العطيفية لا نستطيع ان نتحدث عن الامهم ولكن انا اسال هذه الدولة التي قامت وتدعي بانها قامت بناءا على دموع الضحايا ودماء الضحايا اين ثمن الضحايا ؟؟ فلازالت الكثير من بيوت هؤلاء مسكونة من قبل مغتصبيها وقانون يجره مفسد ويسحبه مفسد اخر . صحيح ان لدينا هيئة النزاعات الملكية ولكن في طول هذه الهيئة وعرضها مافيا كبيرة تبتدأ من المحامي وتصل الى القاضي الذي يحكم لهم حتى اذا ما حكم لهم وفي كثير من الاحيان على ابتزازات كبيرة ( اعطيكم كذا وتعطوني كذا ) حتى اذا اعطاهم الحكم فوجئوا ان الضباط لا يلبون مطلب الاخلاء لان الساكن سبق ان رشى هؤلاء والشرطة تتلكأ والاجهزة لا تتعامل بجدية مع هذا الموضوع وبقي عشرات الالاف ولازالوا لحد الان يتجرعون غصصا عديدة غصص الذاكرة المؤلمة جدا ثم غصص الواقع وهم يرون حقهم يستباح ولا زالوا يرون ان جلادهم يحاسبهم على ما كان يحاسبهم عليه من قبل . فمتى ستستفيق هذه الدولة لترد بعضا من العرفان الى هؤلاء ؟؟ على الرغم من وجود اجراءات ولكن لاشك ان هذه الاجراءات بقيت خجولة والسبب بسيط جدا لانه لا توجد مؤسسة لرعاية الاكراد الفيلية ومشكلة اخواننا الفيليين انهم اذا جاءوا الى سياسيي الشيعة نظر اليهم الشيعة بعنوانهم اكرادا وقالوا لهم اذهبوا وخذوا حقوقكم من الحزبيين الكورديين واذا ذهبوا الى الحزبين الكورديين قيل لهم انتم شيعة فاذهبوا الى الاحزاب الشيعية وخذوا حقوقكم من هؤلاء فبقي هؤلاء في المنتصف لانهم وزعوا ولائاتهم على هذا وذاك ولم يحصروا ولاءهم بطبيعة انتمائهم القومي والعقائدي .
قصة تهجير هؤلاء وقتلهم وابادتهم كانت قصة مساوقة تماما لقصة تفجير جامع براثا قصة الطائفية المقيتة الحاقدة اذ ان كثيرا من الاكراد ممن يمكن ان ينتسب الى هؤلاء او يحسب على هؤلاء لم يهجروا لانهم انتموا طائفيا الى جهة اخرى ولكن تحديدا لان انتمائهم الى علي بن ابي طالب كانت القسوة معهم بهذه الشاكلة .
وهؤلاء الغادرون الذين فجروا انفسهم بين مصلينا وأفجعونا في التفجير الاول بتسع وثمانين شهيدا ناهيك عن قرابة ٤٥٠ جريحا هؤلاء ما كان لهم الحقد الا الذي جيء بهم من محافظة ديالى وهم محملون بمادة السي ٥ وهذه المادة لم تستخدم في العراق لاول مرة الا في جامع براثا وهي لا توجد الا في المعسكرات الاسرائيلية والمعسكرات الامريكية حيث ان الناس معتادون على مادة السي ٤ ولكن السي ٥ وهو عشرة اضعاف قوة تفجير مادة السي ٤ .
صحيح ان الامنا كبيرة جدا لكن نحن وما يفترض بنا ان ناخذ هذه الالام لكي نعي الدرس ولكن نعرف من نقاتل ومن يقاتلنا ومن يحقد علينا كل هذا الحقد خصوصا وان تلك الايام لازال الناس على بساطتهم وعلى طيبتهم لم يعرفوا ان غادرهم لديه كل ذلك الحقد .
اما لو وصلنا الى يوم التاسع من نيسان يوم قتل الشهيد اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه وانا لا اخفي سرا بان المسؤول الاول عن عملية القتل كان هم الامريكيون الذين اعطوا الضوء الاخضر لصدام آنذاك بعملية اغتيل وقتل الشهيد الصدر الاول واتذكر جيدا ان اليوم الاول من نيسان تم استقبال برجنسكي وكان في ذلك الوقت مستشار الامن القومي الامريكي لاول مرة بشكل معلن في العراق , استقبل وان يكون خبر تهجير الاكراد الفيليين بعد اربعة او خمسة ايام من وصول المسؤول الامريكي ثم بعد ثمانية ايام اغتيال الشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه . فما كان للسياسي ان يقنع بان هذا الملف لم ياخذوا موافقة المسؤول الامريكي برجنسكي ومجيئه الى العراق يحمل في طياته كانت الحرب المجنونة على الثورة الاسلامية في ايران التي كانت قد انتصرت للتو الى ذلك اشير الى مجلة التايم التي عادة تعبر عن السياسة الاستكبارية بشكل واضح وصريح قالت وبالنص ( اذا ما هزمنا اية الله واحد في ايران فعلينا ان نتخلص من ايات الله الاخرين وكان العراق هو الساحة الاولى التي يتوقع منها ان تلتحق بركب الثورة الاسلامية او تعلن فيها الثورة الاسلامية بل دعوني اقولها بشكل اوضح في العراق كنا قد تفاجئنا بانتصار الثورة الاسلامية في ايران لاننا كنا نعد انفسنا متقدمين بشكل كبير في عملنا وحركتنا على غيرنا من الحركات الشيعية الاسلامية ، لكن على اي حال حينما يكون العراق يعيش مثل تلك اللحظة لا يمكن لنا نعزي عملية قتل قائد التحرك الاسلامي ومفجر ثورته ان نعد قرار قتله بمجرد قرار من المجرم صدام فصدام لم يكن الا صعلوك بيد امريكا تحركه مرة هنا ومرة هناك وهذا ما يلفت انتباهنا الى طبيعة ارادة الله سبحانه وتعالى صحيح ان الالم تفجر في يوم التاسع من نيسان ولكن ثمة تاسع من نيسان اخر جاء من قتل الشهيد الصدر بشكل حقيقي جاء بنفسه ليسلط نفسه على الظالم وعلى الديكتاتور الذي زرعه فينا وكان دعاء المؤمنين اللهم سلط عليهم ظالما لا يرحمهم دعاءا معبر للغاية يوم قتل الشهيد الصدر واذا به يتحول الى يوم اسقاط الصنم .
دعوا عنكم ان امريكا جاءت لتحرر الشعب العراقي فهذه اكذوبة كما هي اكذوبة الربيع العربي . لان امريكا بعمرها لم تكن محررة بقدر ما كانت مستبدة ومبتزة تصنع الدكتاتور فينشغل الناس بالديكتاتور فتاتي وتضع نفسها وكانها حمامة السلام التي تدافع عن الديمقراطية في العالم نعم ديمقراطية في بلادها ولكن في بلداننا صانعة للديكتاتوريات الكبرى .
فهذه الحجاز وهذه البحرين وهذه بلدان كثيرة كانت ولازالت تان من ديكتاتوريات في غاية البشاعة ولكن الذي جرى انهم بقوا محميون من قبل الامريكان وكأن شيئا لم يكن ولكم ان تتساءلوا لماذا جاء ما يسمى بالربيع العربي وهو لا يحرك شبرا واحدا من اشبار عروش ملوك المنطقة فلماذا ذهبوا الى بلدان لا ملوك فيها اذن هي رسالة الى الشعوب بان المطلوب هو مزيد من الاستعباد , اما حكاية حقوق الانسان وحرية الشعوب , اليس نحن الذين ذبحنا في عام ١٩٩١ بنفس السيف الامريكي ماذا اتفق شوارسكوف مع المجرم صدام في خيمة البؤس التي عقدت في صفوان فهل اتفق على ان يوزع علينا رياحين ؟؟ لحد الان الذاكرة المشؤومة التي تشير الى وجود القوات الامريكية على بعد امتار من الجيش الذي جاء بنقمة كبيرة لا ان ينتقم من الامريكية وانما جاء لينتقم منا . فقد ربطوا الكثير من الناس على دباباتهم نسائهم واطفالهم في العمارة والناصرية والبصرة ناهيك عن بقية المناطق وضربونا بصورايخ ارض ارض في النجف ولم يتحرك الضمير الامريكي قيد انملة لذلك هذا الضمير لا يمكن لنا ان نصدق به لكن انظروا الى ارادة الله سبحانه وتعالى كيف حولت الامنا الى امال واعدة جدا ولو قدر لنا ان راينا في ذلك الوقت ان مشروع شيعة اهل البيت قد بدا يلوح امام الاعين ثم ننظر لاحقا كيف ان هذا المشروع بدا يتبخر فلا تبتعدوا النظر الى الايادي الامريكية التي تتحرك في الكواليس وطبيعة الاتفاقيات التي تعقد مع هذا وذاك من اجل ان يبقى هذا وذاك في هذا المكان او ذاك من اجل ان تستمر المعادلة وهي العراق وتبعيته الى هؤلاء .
ربما لا ترون الصورة بصورة دقيقة لكن اتمنى على الجميع حينما يذهبون الى البصرة ليلقوا نظرة على ما يجري في الرميلة وما يجري في الحدود بين العراق والسعودية والعراق والكويت وكيف بيعت الاراضي العراقية والابار العراقية بيعت الى الشركات بطريقة بخسة للغاية ولمدة سنوات عديدة , وما هي الصلاحيات التي اعطيت للشركات الامريكية والشركات البريطانية انظروا ودققوا كيف بيع العراق اما ماذا سيحصل في ابار مجنون في العمارة وقد حصل بالفعل قسم منه وما سيحصل لاحقا يحكي نفس القصة ونفس الاتجاه لذلك اخواني الاعزاء الان لدينا فرصة سبق لي ان اشرت اليها في الاسبوع الماضي ولم اتمكن من الاطناب بها لعدم سعة الوقت , اقول فرصة الانتخابات فرصة الامل لهذا المشروع الذي كان الشهيد الصدر يطمح لتحقيقه وكان شهداءونا يطمحون لتحقيقه مصلونا الذين كنا نراهم حينما تسقط القذائف في تلك الفترة اثناء الصلاة وفي بداية الخطبة الثانية من كل جمعة كيف كانوا يتحدون الارهاب ويهتفون بالله اكبر والسبب لانهم كانوا يريدون هذا المشروع الاف مؤلفة كانت منهم كانوا معنا هنا رايناهم سمعناهم صلينا معهم كتفا الى كتف ذهبوا مظلومين وتحسرنا لم لم نذهب معهم ولكن شاء الله ان يرينا امانة اثقل من تلك الامانات امانة دمائهم وثقل الامهم ومظلوميتهم .
لذلك الانتخابات لا تعد بالنسبة لنا مجرد لحظة عابرة او مجرد تجربة سياسية نريد ان نكررها واذا ما كررناها سابقا ووجدنا خيبة امل في هذا او في ذاك يعني علينا ان نقطع الصلة بهذه التجربة فهذا مشروعنا ودماء شهدائنا في هذا المشروع صحيح ان خيبتنا كبيرة جدا آملنا وكانها قد وأدت مزقت حطمت ولكن علينا ان لا نقطع الامل والان عودوا الى جدران المسجد وانظروا الى الثقوب الموجودة في كل صحن المسجد اذهبوا الى باب المسجد وانظروا الى اثار الدمار حيث سقط عند الباب ٣٤ شهيد وسقط في باحة المسجد بقية الشهداء في وقتها كانت الازمة في نفسي في غاية الشدة اسمع كلاما وانظر الى دماء هي الاعز والاغلى ويقولون ان الناس تقتل بسببي وهؤلاء قتلوا وانت فلت من القتل فذهبت الى سيدنا المفدى السيد علي السيستاني خصوصا بعد التفجير الثاني الذي حصل هنا رغم اننا لم نفقد الا شهيدين شهيد اختار بنفسه ان يستشهد ويحتظن المجرم والشهيد الاخر الذي كان يجلس الى جنبه
لكن ذهبت الى سماحة السيد وانا محمل بثقل كبير فقلت له سيدنا انا اشعر بنفسي انني السبب في قتل هؤلاء المصلين فكان كلام سماحة السيد وهو مسؤولية الجميع فقال لي لست انت من تكتب الآجال فواجبك ان تذهب وتصلي والله سبحانه وتعالى هو المؤتمن على هذه المسيرة والامام هو المؤتمن على هذه المسيرة وهو الذي يرعاها لا تخافوا واستمروا هذا كان كلام المرجعية وهو بنفسه يحملنا المسؤولية من جديد ويعيد لنا كرة المسؤولية من جديد وعدنا رغم ان الالاف من اخواننا غادروا لاسباب متعددة ومع حرصنا الشديد في ادارة المسجد كان قراري لاخواننا في الحرس خففوا الحضور في المسجد بقدر ما تستطيعون اغلقنا المسجد لمدة كبيرة لم يكن في داخل المسجد شيء ولكن رغبتي في ان يمتنع مجيء الناس الي رغم انني انا المستهدف ما ذنبكم .
لكن على اي حال الرسالة رسالة والدماء دماء والمسؤولية تبقى هي المسؤولية وطريق حمل المسؤولية لا يكن في الكلام وانما في هذه المشاريع السياسية التي يجب ان نكرس لها كل عناصر النجاح وكل عناصر الديمومة لان ديمومتها ديمومة لنا ولان وجودها وجود لنا ولان ضعفها ضعف لنا .