وافقت الحكومة أمس الأحد على ضمان الحقوق التقاعدية لعدد من فدائيي صدام، ضمن تعديلات قانون المساءلة والعدالة الذي سيسمح أيضا لأعضاء الفرق في حزب البعث المنحل بتولي أي منصب حكومي، إضافة الى إغلاق ملف المساءلة والعدالة نهاية العام الجاري، وهو ما يعني رفع التعديلات الى البرلمان، في أوضح رد فعل على مظاهرات المنطقة الغربية المستمرة منذ نحو ١٠٠ يوم.
الى ذلك وصفت كتلة التحالف الكردستاني قرار رئيس الحكومة امس بإعطاء اجازة للوزراء الكرد "بالشكلي" لغياب نظام داخلي لمجلس الوزراء، فيما توجه وفد رفيع المستوى من إقليم كردستان الى الولايات المتحدة الأمريكية لبحث تطورات الأوضاع السياسية في البلاد.
وقال نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك في بيان له تلقت "المدى برس" نسخة منه، إن مجلس الوزراء عقد جلسة استثنائية أمس لمناقشة مطالب المتظاهرين والمعتصمين، وأقر تعديلات مهمة على قانون المساءلة والعدالة، مبينا أن "التعديلات تضمنت السماح لعضو الفرقة في حزب البعث المنحل بتولي أي منصب حكومي بشرط أن يكون من ذوي الكفاءة وتقتضي المصلحة العامة إعادته إلى الخدمة".
وأوضح المطلك أن "التعديلات أعطت الحق لرئيس مجلس الوزراء ونوابه استثناء أي شخص مشمول بقانون المساءلة والعدالة وإعادته الى الوظيفة أو إحالته على التقاعد فضلا عن إمكانية إحالة فدائيي صدام على التقاعد من المنسبين والمنقولين من دوائر الدولة حصرا".
ولفت نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات إلى أن "التعديلات تضمن أيضا عمل أرشيف نهائي نهاية العام الحالي يتم بموجبه حصر المشمولين بقانون المساءلة والعدالة وعدم اضافة اي شخص بعد نهاية العام الحالي".
ودعا المطلك "أعضاء مجلس النواب الى تأجيل العطلة والعمل بجدية من أجل إقرار القوانين التي تصب في مصلحة المواطنين وترفع الحيف عنهم"، مؤكدا أن "باب التفاوض مفتوح للجميع وملزمون بواجبنا بإنصاف المظلومين من العراقيين جميعا سواء تظاهروا او لم يتظاهروا".
ويتوقع على نطاق واسع ان تثير هذه القرارات سجالات حادة في البرلمان حول ملف اجتثاث البعث الذي ظل مثارا للخلاف الحاد طيلة ١٠ اعوام من عمر النظام الجديد في العراق.
الى ذلك قرر المالكي خلال جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية امس، منح اجازة اجبارية للوزراء الكرد، فيما وصف القيادي في التحالف الكردستاني محسن السعدون في تصريح الى "المدى" قرار المالكي بـ"الشكلي" كون مجلس الوزراء لا يعمل بنظام داخلي ينظم صلاحيات رئيس الحكومة والوزراء.
الى ذلك توجه وفد من إقليم كردستان في زيارة الى الولايات المتحدة الأمريكية يضم فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم رئيس الوفد وآشتي هورامي وزير الثروات الطبيعية في حكومة الإقليم وفلاح مصطفى مسؤول دائرة العلاقات الخارجية لحكومة الإقليم وقباد طالباني مسؤول دائرة التنسيق والمتابعة في حكومة الإقليم.
واوضح بيان صدر عن رئاسة اقليم كردستان امس ان "الوفد سيبحث خلال زيارته الى واشنطن العلاقات بين الإقليم والولايات المتحدة، كما ينقل رؤية ووجهات نظر القيادة السياسية الكردستانية الى المسؤولين الأمريكيين بخصوص العديد من القضايا".
واضاف البيان ان "جدول زيارة الوفد يشتمل عقد لقاءات مع كبار المسؤولين في البيت الابيض ووزارتي الخارجية والدفاع إضافة الى إجراء العديد من الندوات والجلسات في مراكز الفكر والدراسات حول جملة من القضايا والمحاور الهامة على الساحة السياسية العراقية وكردستان والمنطقة عموماً، كما وسيعقد وفد الإقليم على هامش زيارته الى واشنطن سلسلة من اللقاءات والحوارات مع الصحف والقنوات الإعلامية المختلفة.
