يؤكد معنيون في قطاع التربية في البصرة التي تعد أغنى محافظة عراقية من حيث الموارد النفطية أن الواقع التربوي في المحافظة مترد للغاية وأن المدارس تعتمد على وسائل قديمة مثل "الألواح الخشبية" للتدوين عليها وافتقارها إلى المختبرات وأجهزة الحواسيب وغيرها فضلا عن استخدام "الكرفانات" لسد النقص في عدد ا١٢لمدارس.
وتعرب نقابة المعلمين في المحافظة عن "استيائها من تردي الوضع التربوي في اغلب مناطق المحافظة"، مشيرة الى ان "هذا الامر لا يمكن السكوت عليه وعلى وزارة التربية وتربية المحافظة الالتفات إليه بعين الجدية".
ويقول نقيب المعلمين جواد المريوش لـ"شفق نيوز"، "من المعيب ان نتحدث في اغنى محافظة في العراق عن وقوف البعض امام السبورات ويمسك بقطع الطبشور امام التلاميذ ليدون الواجبات المدرسية عكس بعض المدارس الاخرى الموجودة في المدينة التي تستخدم اللوحات المدرسية البيضاء".
ويشير إلى ان "مدارس البصرة واغلبها تفتقر الى اجهزة الحواسيب وبعض الاثاث واجهزة الاستنساخ والمختبرات وهذا مؤشر واضح على تردي الوضع التربوي في البصرة ومدارسها، والسامع لما نتحدث عنه قد يخجل لاننا نتحدث عن اغنى محافظة في العراق".
وفيما يتعلق بموضوع بعض المدارس التي يتم تنفيذها اوضح المريوش ان "هناك بعض المدارس تم التأخر في تنفيذها ويتم الاعتماد على الكرنافات وهو مؤشر آخر على تردي الواقع التربوي"، مطالبا وزارة التربية وتربية البصرة والحكومة المحلية بـ"التشديد على موضوع الاسراع في تنفيذ مشاريع المدارس".
ويستغرب المريوش من "التعامل السيء في بعض الاحيان لبعض الكوادر التعليمية خلال المراجعة الى مديرية تربية محافظة البصرة"، موضحا ان "هناك شكاوى بهذا الخصوص تتعلق بتأخير بعض الكتب الادارية او صعوبة الوصول الى مدير التربية بسبب الموظفين العاملين بالقرب من الادارة".
لكن مديرية تربية محافظة البصرة تبدي استغرابها من تصريحات نقيب المعلمين، وتقول إنها "قامت بتخصيص مختلف التجهيزات لمدارس البصرة وحسب الميزانية"، مضيفا ان "موضوع قلة التجهيزات في المدارس يشمل كل مدارس العراق وليست البصرة لوحدها".
ويوضح مدير تربية البصرة مكي محسن مهوس " ان "التربية لها عمل دؤوب وحركة متواصلة في موضوع التخصيصات المدرسية"، مبينا ان "التربية قامت بشراء مستلزمات كثيرة من خلال التخصيصات المالية بعد زيارة وزير التربية الاخيرة الى البصرة".
ويلفت إلى أن "التربية قامت بشراء اربعة الاف جهاز حاسوب تم توزيعها الغالبية العظمى منها على المدارس الحديثة، وكذلك تم توزيع أجهزة استنساخ وصل عددها الى ٥٥٠ جهازا فضلا عن الاف الكراسي الثابتة والمتحركة الخاصة بالمدارس واثاث مدرسي للمعلمين"، لافتا الى ان "هناك موازنة ستصل من قبل الوزارة بعد ايام سوف يتم الاطلاع عليها لانفاقها على المؤسسات التربوية في المحافظة".
ويضيف "قامت المديرية بشراء ما يقارب (٤٠٠) جهاز تبريد للقاعات الامتحانية للمرة الاولى فضلا عن تجهيز ثلاثين مدرسة للتعليم الالكتروني بشاشة العرض وتجهيز مروحات سقفية وتجهيز باقي المدارس المسائية بمولدات تيار كهربائي وصلت بحدود (٤٠٠) مولد.
وطالب مدير التربية نقيب المعلمين في المحافظة بـ"التعاون مع تربية البصرة لا توجيه الاتهامات"، مبينا ان "التربية لا ترى ان الواقع التربوي متكامل بشكل عام ومشرق بل يحتاج الى تكاتف الجهود من قبل الجميع"، موضحا ان "الواقع التربوي تدمر بسبب سياسات النظام السابق ومن يتحمل المسؤولية الجميع وليس طرف واحد".
ويؤكد أن "هناك بعض المدارس ربما تحتاج الى بعض الاحتياجات رغم نقوصاتها وهذا الموضوع تعمل التربية على توفير الاحتياجات فيها مع الايام القادمة".
ويقول الطالب اكرم منصور وهو من احدى المدارس في منطقة القبلة ان "واقع المدارس في المنطقة متردي واغلب المدارس تحتاج الى الاهتمام من ناحية المختبرات واجهزة الحاسوب"، معربا عن امله بان "تتطور المدارس في المنطقة كباقي المدارس الحديثة التي افتتحت مؤخرا".
ويتحدث احد المعلمين من قضاء المدينة ورفض الكشف عن اسمه لـ"شفق نيوز" عن ان القضاء يحتاج الى الكثير من الاهتمام من ناحية توفير اجهزة الحاسوب وبعض اللوحات واجهزة التبريد لبعض المدارس.
ويقول ان "هناك بعض المدارس تحتاج الى مختلف هذه المستلزمات من اجل خلق بيئة تربوية تعليمية متطورة".
