ومن مواقف الكتل السياسية العراقية بشان عزل الرئيس المصري، والقيادي الإخواني، محمد مرسي، رفض التيار الصدري تسمية حكم التنظيم في مصر بـ "الإسلامي"، بينما توقع قياديون في القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي ان تنال القوى العلمانية في المنطقة دفعة سياسية كبيرة، خلال المرحلة القادمة.
وقال علي الشلاه، العضو في دولة القانون، لـ"العالم"، إن "(الاخوان المسلمين) تنظيم عابر للحدود، ولديه اذرع عالمية في العديد من الدول، ولسنوات طويلة قام بتأهيل قيادات إسلامية لها تجارب مختلفة داخل وخارج مصر".
وأشار إلى أن "فشل الاخوان في مصر سيؤدي الى فشل اخر قادم في تركيا التي يحكمها الاخوان باسم احد الاحزاب، وقد يؤدي إلى انتاكسة جديدة لمشروعهم".
وأكد أن ما حصل في مصر قد "ينسحب على مدن ودول اخرى في المنطقة يعيش فيها التنظيم، مثل بعض مدن لبنان، وسورية التي ستتاثر بهذا الفشل ايجابا".
وتوقع الشلاه ما اسماه "سباتاً اخوانيّاً" قد يستمر خمسين سنة قادمة، بسبب "الانذار الشديد الذي وجهه مجيء الاخوان الى السلطة في مصر واحدث نفورا كبيرا في مصر والعالم العربي، فالرموز الثقافية والفنية والادبية في مصر وقفت بمجملها ضد حكم الاخوان".
في المقابل، أكد حامد المطلك، العضو في جبهة الحوار الوطني، لـ"العالم"، أن "الاسلاميين، سواء السنة او الشيعة، في تنظيم (الإخوان المسلمين)، أو في غيره، فشلوا فشلاً ذريعاً في المصداقية وفي وضوح توجهاتهم السياسية، والدليل على ذلك انهم اذكوا الطائفية وتعاملوا مع المسائل الوطنية بطائفية كاملة".
وتابع المطلك حديثه موضحاً أن "البلدان العربية والاسلامية في المنطقة بامس الحاجة إلى احزاب ذات توجهات مدنية تترك حرية الدين للشخص وتعمل على قيام مؤسسات دولة تحترم المواطن ايا كانت توجهاته".
وقال إن "ما يحدث في مصر وسوريا ولبنان، والعراق أيضاً، خير دليل على ذلك، واعتقد ان الاسلاميين سواء في العراق أو مصر، اخفقوا بشكل كبير في مشروعهم السياسي".
وأضاف أن "المدن التي تدمر في سوريا وتقصف في الطائرات والناس التي تقتل تحت الانقاض، من جراء التدخل الايراني وحزب الله من جهة، ومن جراء التكفيريين وتنظيم القاعدة من جهة أخرى، أوضح دليل على هذا الفشل".
ويرى محما خليل، العضو في التحالف الكردستاني، أن "الحركات الاسلامية فشلت في تقديم الخدمات وفي تنفيذ برامجها الانتخابية، فيما تعرفت المنطقة على مشروع الاخوان وغيره من حركات وأحزاب الاسلام السياسي، حيث كُشِفَ لها كيف يتم عدم الالتزام والايفاء بالوعود الانتخابية". وقال خليل في حديث لـ "العالم"، إن "الشعوب أظهرت بشكل واضح أنها ترفض مثل هذه الحركات والتنظيمات، ولا توافق على توجاهاتها"، وأن "ما حصل في مصر سينعكس على دول المنطقة لا سيما التي تحكمها احزاب ذات طابع اسلامي وتؤمن ايديولوجيا بالاسلام السياسي".
وقال أيضاً إن "الدول العربية تتأثر ببعضها وبمصر خصوصا سواء كان الإخوان يحكمون أم فشلوا في الحكم".
وتابع بالقول "كان هناك تعاطف مع تنظيم الإخوان في جزء من الشارع العراقي، وهذا الطيف الشعبي العراقي بدأ يفقد ثقته بالمشروع الاسلامي السياسي، ما قد يجعله يلجأ إلى التيارات الليبرالية والمدنية بعد ان رأى فشل الاخوان في مصر وانقلاب الشعب عليهم".
بدوره جاء موقف كتلة "متحدون"، التي يتزعمها رئيس البرلمان اسامة النجيفي، مخالفاً لوجهة النظر التي سادت بشأن انتكاسة تنظيم الإخوان المسلمين.
وقال مظهر الجنابي، العضو في كتلة متحدون، لـ"العالم"، إن "جميع الاحزاب الدينية التي انتهت، والتي يتمنى البعض أن تنتهي في العراق، لن تتاثر بمصر (...) لا اعتقد ان الحدث المصري سيلقي بضلاله على الوضع العراقي، وما نتمناه ان يلجأ القادة السياسيون الى خدمة ابناء هذا الشعب، وان يتركوا أوضاع البلدان الاخرى".
وأوضح الجنابي أن "الكثير من قادة الكتل السياسية رغم وجود تاثيرات محتملة على الحركات الإسلامية في العراق بعد فشل حكم الاخوان في مصر، لكنني لا اظن ان يحصل أي تاثير". واكد الجنابي أن "الحدث المصري لن يؤثر في العراق، لان وضعنا لا يشبه وضع مصر، وجيشنا لا يشبه جيش مصر، والجماهير العراقية لا تشعر بالقوة كما يشعر الشعب المصري مع الجيش".
وأشار الجنابي إلى أن "خارطة الانتخابات المقبلة لن تختلف عن خارطة انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، وفيها تعرفنا على حجم التغيير في قواعد كل حزب وجمهوره في المجتمع (...) لا شيء ثابتاً في موازين القوى السياسية".
أما التيار الصدري، فيرى أن الاحداث المصرية الاخيرة تثبت ان حكم الإخوان المسلمين في مصر لم يكن حكما إسلامياً على الإطلاق.
وقال النائب جواد الجبوري، عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري، في تصريح صحفي، إن "حكم الإخوان المسلمين في مصر لا يمكن أن يعد حكماً إسلامياً". وأضاف أن ""حكومة الإخوان المسلمين في مصر كانت طائفية ومارست التهميش والاقصاء والعنف بحق الطوائف الأخرى ولا يمكن وصفها بأنها حكومة مسلمين"، بحسب تعبيره.
ويدعو الجبوري، الدول والأحزاب العربية إلى "إعادة النظر بتوجهاتها بعد سقوط حكومة مرسي"، ويحثها على أن "تبتعد عن تأجيج الصراعات الطائفية من أجل مصالحها وأن تكون صادقة في تقديم برامجها لشعوبها وإلا ستلاقي مصير الرئيس مرسي".