مبينة ان كلفته ستكون "(٦٠٠) مليون دولار ويتسع لـ (٢٠٠) الف زائر" بمدة تنفيذ تصل الى خمس سنوات، وفي حين أوضحت أن المشروع يموله "ديوان الوقف الشيعي وجهات مانحة متعددة"، أشارت الى أنها "مستمرة بمشاريع التوسعة" عبر استملاك العقارات المحيطة بالعتبة من الجهتين الشمالية والشرقية .
وقال نائب الأمين العام للعتبة زهير شربة إن "إدارة العتبة تقوم بتنفيذ جملة مشاريع بدأت العمل بها منذ العام الماضي وما زالت متواصلة للعام الحالي وستستمر الى عام ٢٠١٧"، وأوضح أن "اهم المشاريع المهمة هو مشروع التوسعة في الجهة الغربية أو ما يعرف بصحن فاطمة الزهراء (ع)".
وأضاف شربة أن "هذا المشروع يستمر العمل به لمدة خمس سنوات انتهت منها سنة كاملة وسينتهي العمل به بعد اربع سنوات"، عادا إياه بأنه "من المشاريع الكبرى والاستراتيجية في مدينة النجف والعتبة كونه يقدم خدمة كبرى للزائرين ويضفي جمالية على المنطقة المحيطة بالعتبة العلوية المقدسة".
وأشار الى أن "المشروع يتضمن مجموعة من الخدمات تقدم للزائرين منها قسم للزيارات والعبادة يتسع لـ (٢٠٠) الف مصلي"، وتابع "كما يتضمن متحفا كبيرا وفق التقنيات الحديثة تعرض فيه الاثار والمقتنيات النفيسة الموجودة في العتبة بالإضافة الى مكتبة تضم ثلاثة ملايين عنوان في مختلف الاختصاصات وتضم في جنباتها كافة الخدمات التي تخدم الكتاب من طباعة وتجليد وصيانة وحفظ".
وبين نائب الأمين العام أن "الكلفة التقديرية الأولية لهذا المشروع تقدر بـ (٦٠٠) مليون دولار"، ولفت الى أنه "تشارك في العمل مجموعة من الشركات المنفذة منها شركات باكستانية وشركات إيرانية وشركات عراقية".
وذكر شربة أن "هناك نوعين من التمويل، تمويل من ديوان الوقف الشيعي وتمويل من جهات مانحة متعددة"، مشيرا الى أن "مساحة المشروع تبلغ (٤٠٠) متر طولا و(١٢٠) متر عرضا وتغطي هذه المساحة منطقة العمارة القديمة الممتدة من جدار العتبة الغربي الى مقام صافي الصفا وزين العابدين".
واستطرد شربة قائلا إن "أمانة العتبة تباشر حاليا بالإضافة الى هذا المشروع بتوسيع الصحن الشريف من الجهتين الشمالية والشرقية امتدادا الى الجهة الجنوبية أو ما يعرف بباب القبلة منذ بداية عام ٢٠١٣"، مضيفا أن "هناك مشاريع أخرى تهدف الى خدمة الزائر وتوسيع المنطقة المحيطة بالعتبة العلوية المقدسة بدءا باستملاك المنطقة المحيطة بالعتبة"، وتابع "تم الآن الشروع بالتوسعة من جهة باب الطوسي وسمي بصحن الإمام الحسين (ع) حيث يتم تعبيد الأرضية بالمرمر وتسقيف الصحن بالخيام الحديثة المتطورة".
وأشار الى أن "هذا المشروع سيستمر الى الجهتين الآخرتين وهما جهة باب القبلة وجهة باب الساعة من جهة السوق الكبير"، وبين أنه "سيتم نصب خيام متحركة مضلات اربع مضلات من كل جهة بكلفة (١١) مليار دينار عراقي"، مبديا أمله بـ "إنجازه في نهاية ٢٠١٣ ".
وأردف شربة "سيشرع العمل في بداية عام ٢٠١٤ بمشروع مهم جدا بكلفة (١٦) مليون يورو تقوم بتنفيذه شركة ألمانية متخصصة في بناء السقوف الزجاجية"، موضحا أنها "نفس الشركة التي نفذت محطة قطار برلين"، مؤكدا أن "هناك مشاريع متناثرة منها إنشاء مستشفى ودار استراحة ومجاميع صحية للزائرين ستظهر الى الواقع خلال العامين القادمين بشكل اكثر وضوحا".
وذكر شربة أن "الامانة العامة للعتبة العلوية مستمرة ببرنامجها لاستملاك العقارات المحيطة بالعتبة وبحدود (٩٠) مترا طول من جهة الصحن على ان تنفذ في المرحلة التي تليها لمسافة (١٩٠) مترا لغرض إيجاد مساحات واسعة للزائرين في الزيارات المليونية"، مشددا على أنه "قررنا ان تكون عمليات الاستملاك رضائية قضائية من خلال الاتفاق على السعر بين العتبة والبائع وقضائيا من خلال استكمال إجراءات الاستكمال من خلال القضاء"، مستبعدا "وجود أي عقبات في هذا المجال"، مستدركا "لكن الإجراءات ستأخذ وقتا " .
يذكر أن وزارة البلديات والأشغال العامة أعلنت، في (٢٧ كانون الاول٢٠١٢)، عن نيتها منح الأراضي التابعة للبلدية إلى الأمانة العامة للعتبة العلوية لاستثمارها في توسيع الصحن الحيدري، في حين أكدت العتبة العلوية انها ستتولى تعويض المواطنين والمستثمرين الذين لديهم أملاكاً على تلك الأراضي تمهيداً لتنفيذ مشاريع التوسع التي تصب في خدمة المدينة وأهلها.
يذكر أن العتبة العلوية باشرت منذ بداية العام ٢٠١٢ الماضي بالتوسع غرباً وبناء صحن جديد أطلق عليه اسم "صحن فاطمة"، بعد الحصول على إذن استملاك الأرض من قبل رئاسة مجلس الوزراء.
وكان مسؤول الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العلوية، هاشم الباججي، قال في تصريحات صحافية، في أيار من العام المنصرم، إن الامانة العامة للعتبة العلوية ستباشر قريباً بمشروع توسعة الصحن الحيدري من الجهة الغربية، موضحاً أن المشروع يعد "الاضخم" بين المشاريع التي تشهدها العتبات المقدسة الأخرى في البلاد، وأن التوسعة ستكون على مساحة ٥٢ ألف متر مربع بطول ٤٠٠ م وعرض ١٣٠ م.