وتضاربت الانباء حول عدد السجناء الهربين من سجن ابو غريب المركزي، فهناك انباء تشير الى هروب ٧٠ ارهابياً واخرى تقول ما بين ٥٠٠ و١٠٠٠ سجين، معظمهم من تنظيم القاعدة، حيث شاغلت المجاميع الارهابية القوات الامنية في سجني التاجي وابي غريب بهجوم مسلح لينفذوا عمليات تهريب السجناء.
رأي الأمن والدفاع النيابية..
قال عضو لجنة الامن والدفاع النيابية شوان محمد طه أن" الأوضاع الأمنية في بغداد بشكل خاص والعراق بشكل عام متردية للغاية، مؤكداً عدم قدرة المنظومة الأمنية والدفاعية على التصدي للعمليات الارهابية، واصفاً جهاز الإستخبارات وهو عصب المنظومة الأمنية بالفاشل والمشلول.
وأكدان" المعلومات تشير الى هروب مابين ٥٠٠ إلى ١٠٠٠ سجين من المحكومين بمختلف الأحكام، مشيراً الى أن تكرار عمليات هروب السجناء والعمليات الارهابية، وبشكل مستمر مؤشر واضح وصريح على عدم قدرة المنظومة الأمنية على مواجهة الإرهاب، وفشل إدارة الملف الأمني في البلاد.
وأضاف طه أن" لجنة الأمن النيابية إجتمعت أكثر من مرة مع القادة الأمنيين، مبيناً أن المشكلة تكمن في ان الحكومة الإتحادية لا تاخذ برأي الآخرين بنظر الإعتبار سواء كان لجنة نيابية أو غيرها، مؤكداً ان الحكومة لا تفسح المجال لرفع التوصيات وابداء الآراء بشأن الأوضاع الأمنية.
واعتبر تلك العملية الارهابية ضعف في جهاز الاستخبارات، وضعف وصول المعلومة الى الاجهزة الامنية، كما بينت ضعفاً اخر في ستراتيجية حماية السجون، وكيفية معالجة الاخطاء التي حدثت في عمليات التهريب السابقة.
أحكام سابقة..
الهاربين من السجن ليسوا بتهمين عاديين او مشتبه بهم، بل انهم اشخاص ادينوا بعمليات ارهابية وحُكم عليهم بالاعدام، مما يجعلنا في تساؤل مستمر، لماذا يتم تاخير اصدار احكام الاعدام ضد الارهابيين.
ودارت خلال عملية هروب السجناء مواجهة قوية بين مسلحين والقوات الامنية، استخدم خلالها المسلحون العبوات الناسفة وقذائف "الاربي جي سفن"، والاسلحة الخفيفة، مما اضطر القوات الامنية الى استخدام الطائرات للتصدي الى هجمات المسلحين، (حسب ما أعلنت القوات الأمنية في حينها).
وبدأ الهجومين بتوقيت واحد من خلال قصف السجنين بقذائف الهاون بعدها قام ستة انتحاريين يرتدون احزمة ناسفة بمهاجمة بوابات السجنين بمعدل ثلاثة انتحاريين لكل سجن وسط غطاء من اطلاق نار كثيف من اسلحة رشاشة متوسطة وخفيفة.
أحداث مماثلة
وكانت آخر عملية واكبرها الهجوم الذي تعرض له سجن مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين (١٧٥ كم غرب بغداد) في ٢٨ ايلول (سبتمبر) الماضي اتهمت على إثره وزارة الداخلية العراقية حراس السجن بالتواطؤ مع المسجونين في تنفيذ عملية هروبهم وقالت انهم سمحوا أيضا لعائلات النزلاء بادخال اسلحة إلى السجن، وأشارت إلى هروب ١٠٢ سجين ينتمون إلى تنظيم دولة العراق الاسلامية المرتبط بالقاعدة بينهم ٤٧ محكومًا بالاعدام.
يذكر أن العديد من السجون المنتشرة في مختلف المحافظات شهدت خلال الاشهر الماضية تكرار هروب السجناء وخاصة المطلوبين بقضايا "الإرهاب"، حيث أعلنت وزارة العدل في الخامس من أب (اغسطس) الماضي عن إحباط محاولة لهروب نزلاء من سجن بغداد المركزي غرب العاصمة من خلال نفق حفره النزلاء، فيما اقتحم مسلحون مجهولون مديرية مكافحة الإرهاب وسط بغداد التابعة لوزارة الداخلية، في نهاية تموز (يوليو) من العام الماضي بعد استهدافها بسيارتين مفخختين أسفرتا عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة ٢٧ آخرين بجروح متفاوتة، فيما أعلن جهاز مكافحة الإرهاب عن تطهير مبنى المديرية من المسلحين في هجوم استمر لخمس ساعات وأسفر عن مقتل ثمانية مسلحين وضبط خمسة أحزمة ناسفة.
وكان تنظيم دولة العراق الاسلامية الفرع العراقي لتنظيم القاعدة قد اعلن صيف العام الماضي عن شن عمليات جديدة اطلق عليها اسم "هدم الاسوار" تستهدف اطلاق سراح سجناء التنظيم.