وتقول الصحيفة الفرنسية ان العراق، أسبوعا بعد أسبوع، يقترب من وضع يشبه الوضع في الدولة الجارة الغربية. لا بل في تموز الجاري فاق عدد القتلى الذين يسجلون يوميا نظراءهم في سورية. ويظهر ان العراق يغطس في حرب داخلية جديدة.
وقالت الصحيفة الفرنسية انه في 'نهار يوم ٢٠ من تموز يعطي فكرة عن الحال. ففي يوم السبت الماضي، وفي لحظة إفطار يوم رمضاني، عندما كانت عائلات باكملها تسرع في الشارع، نثرت موجة من اعتداءات بسيارات مفخخة الخراب على بغداد. قتلى يعدون بالعشرات، والجرحى بالمئات. وفي اليوم اللاحق، حدثت هجمات جديدة، وهذه المرة على السجون في العاصمة العراقية'.
وترى الصحيفة البارزة ان 'العراق، وهو من متصدري انتاج النفط في العالم، وبعد عشر سنوات بعد غزو الولايات المتحدة، متزعزع الآن اكثر من اي وقت مضى'.
وتضيف لو موند 'بعد ثمانية عشر شهرا على انسحاب القوات الاميركية، ما زال هذا البلد الذي يسكنه حوالي ٣٥ مليونا، منقسما على الدوام. ففي الشمال، يعيش الجزء الكردي من السكان بسلام في منطقة يتزايد استقلالها عن السلطة المركزية. وفي باقي مناطق البلد، تحدث الحرب حنقا بين العرب الشيعة وهم الاغلبية والسُنّة الاقلية'.
وتشير الصحيفة الفرنسية الى ان 'التدخل الاميركي في ربيع العام ٢٠٠٣ اسقط الديكتاتور صدام حسين، الذي كان يستند الى الاقلية السُنية. وجاءت الانتخابات بالشيعة، المقموعين زمنا طويلا، الى السلطة. ويقود الحكومة الان رئيس وزراء شيعي، هو نوري المالكي'.
وترى الصحيفة ان 'المالكي، المستند الى ايران، يحكم بطريقة طائفية: فقد جهد بتهميش السُنة في مستويات الدولة كلها. ويتهمه معارضوه بانتهاج سلوك يزداد ديكتاتورية'.
وتضيف ان 'العشائر السُنية الكبيرة، التي ترى نفسها مبعدة منذ تدخل الولايات المتحدة، يتمردون الآن من جديد ـ كما كان الامر في ذروة الحرب الأهلية التي تلت الغزو الاميركي'.
...وتضيف ان 'الحرب الأهلية السورية فاقمت الصراع العراقي،' موضحة ان 'المالكي المقرب من طهران صار في صف نظام بشار الاسد ضد الأغلبية السُنية السورية. وهذه الأغلبية تتلقى الدعم من مجموعات مسلحة عراقية، لاسيما الجماعات الجهادية'...