ونقلت الصحيفة عن مصادر موثوقة في القيادة الايرانية ان طهران "فوجئت، كما فوجئ الجميع بالموقف الروسي الذي عبّر عنه وزير الخارجية سيرغي لافروف مع بدء قرع طبول الحرب الاميركية يوم اعلن ان بلاده لن تكون جزءاً من المواجهة العسكرية"، كاشفة عن انه "إثر هذا الموقف أرسل المرشد الاعلى السيد علي خامنئي وفداً رفيع المستوى من القيادة الايرانية، ضمّ شخصيات دبلوماسية وعسكرية للقاء الرئيس بوتين، وهو ما تمّ بسرية تامة".
وتحدثت المصادر الايرانية عن ان "الوفد أبلغ الى الرئيس الروسي ان الجمهورية الاسلامية في ايران ستدخل الحرب بكل ثقلها عند انطلاق اول صاروخ اميركي على سوريا وحتى لو سقط في الصحراء"، موضحة ان الرئيس بوتين "سمع كلاماً حاسماً بان القرار الايراني لا يضمر اي مناورة ولا رجوع عنه، وهو قرار مصيري اتخذته الجمهورية الاسلامية وستتحمّل نتائجه اياً تكن، لان سوريا جزء من الامن القومي الايراني ومن غير المسموح ضربها وإضعافها اولاً ولأن الضربة التالية ستكون في قلب ايران ثانياً".
ونقلت المصادر الايرانية الرفيعة عن الوفد الذي التقى بوتين ان "سيد الكرملين فوجئ بجدية ضيوفه وتصميم القيادة الايرانية على الاندماج المصيري مع سوريا حتى لو كانت النتائج كارثية على المنطقة برمّتها"، مشيرة الى انه "عندما لمس بوتين عزم طهران الدفاع عن الاسد، عّدل موقفه السياسي على النحو الذي يمكّنه من لعب دور متوازن لتجنيب المنطقة حرباً ستطال الخليج العربي والشرق الاوسط".
وخلصت هذه المصادر الى القول انه "لا يمكن الان ترجيح كفة الحرب ولا ترجيح كفة اللاحرب، لكن ايران ما زالت تتصرّف على اساس ان الحرب واقعة، وقرار السيد خامنئي الذي يُطبّق بحذافيره هو الدفاع عن سوريا مهما كلف الامر .