المنتخبان لم يضيعا ولو لحظة واحدة من أجل الدخول في صلب الموضوع، فحماسة لشبونة والنشيد الوطني البرتغالي جعلت أصحاب الأرض ينزلون بكل ثقلهم الهجومي منذ البداية، فكانوا قاب قوسين أو أدنى من افتتاح التسجيل في الدقيقة الثالثة بعد أن وضع ميريليش زميله جواو موتينيو وجهاً لوجه مع حارس المنتخب السويدي إيزاكسون، فنجح لاعب موناكو في المراوغة إلا أن الكرة طالت عليه ليسدد كرة اكتفت بهز الشباك الخارجية للمرمى.
رد السويديين جاء في الدقيقة السادسة عن طريق ألماندير الذي كان قريباً جداً من تسجيل أول أهداف فريقه مستغلًا عرضية ممتازة من لوستيغ من الرواق الأيمن، إلا أن كرة مهاجم المنتخب السويدي مرت محاذية لمرمى باتريشيو.
وتواصل اللقاء في أجواء حماسية كبيرة، إلا أن الزوار بدوا أكثر ذكاءً في التعامل مع اللقاء، إذ أنهم عملوا على غلق جميع المنافذ أمام رونالدو وأصدقائه قبل محاولة التسجيل عن طريق الكرات الثابتة أو الهجمات المرتدة.
الدقيقة الـ٢٠ عرفت أخطر فرصة على الإطلاق في الشوط الأول، حيث انطلق كاكانكيليتش عبر الرواق الأيسر ومرر كرة عرضية تركها زلاتان إبراهيموفتيش تمر للارسون بذكاء كبير، هذا الأخير سدد كرة رائعة جداً من على حافة منطقة الجزاء ولم يحل بين الكرة الشباك إلا صدة إعجازية من باتريشيو أمام سكوت مخيف في ملعب النور.
ولم تقف شجاعة المنتخب الأصفر والأزرق عند هذا الحد، حيث كاد كيم كالشتروم يحول ركلة حرة مباشرة قريبة من منطقة الجزاء إلى المرمى، إلا أن تسديدته القوية جداً افتقدت لشيء من الدقة لتمر بجانب القائم الأيمن.
فرصتي السويد جعلتا رجال باولو بينتو أكثر حذراً، فتراجع نسق المباراة بشكل واضح، وقلت الفرص رغم مناورات أصحاب الأرض الكثيرة والتي انتهت جلها بعرضية طائشة لم يجد الدفاع السويدي مشكلة في التعامل معها.
تسديدات بوستيغا ومناورات رونالدو وناني لم تأت بالجديد لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي من دون أهداف.
منتخب البرتغال حاول تدارك ما فاته في النصف الأول من اللقاء، فخلق مجموعة من الفرص مع بداية الشوط الثاني، أولاها كان عن طريق مهاجم فالنسيا هيلدير بوستيغا الذي سدد كرة رائعة في الدقيقة ٤٨ مرت بجانب القائم الأيسر لمرمى إيزاكسون .
بعدها بدقيقتين، انسل لويس ناني عبر الرواق الأيسر ثم مرر كرة عرضية خطيرة كادت تسفر عن الهدف الأول بعد دربكة أمام الشباك السويدية أنهاها الحكم بصافرته مشيرا إلى لمسة يد من طرف بيبي.
واستمر الضغط البرتغالي بتسديدة من خارج منطقة الجزاء عن طريق راؤول ميريليش في الدقيقة ٦٠، إلا أن كرته مرت فوق مرمى المنتخب السويدي، ثم حاول بعد ذلك بوستيغا برأسية خطيرة.
المنتخب السويدي تراجع بشكل مفرط إلى مناطقه وهو ما أتاح الفرصة لـ"برازيل أوروبا" من أجل التركيز في الشق الهجومي والبحث عن فرص إضافية لتسجيل هدف قد يكون وزنه من ذهب، فحاول ناني بتسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء صدها إيزاكسون بنجاح ليبدأ الإحباط والشك يدخل في أنفس الجماهير البرتغالية التي يئست من كثرة الفرص الضائعة والاستحواذ العقيم لمنتخبها.
كلمة السر كانت عند نجم نجوم البرتغال رونالدو الذي تمكن من افتتاح التسجيل في الدقيقة ٨٢ بارتماءة رأسية رائعة حول بها عرضية مثالية من فيلوسو إلى شباك إيزاكسون مطلقاً العنان لفرحة جماهير لشبونة التي لم تصدق نفسها خاصة وأن الهدف كان يبدو صعب المنال.
دقيقتين بعد ذلك، كان رونالدو قاب قوسين أو أدنى من مضاعفة تقدم فريقه لولا العارضة التي وقفت في وجه رأسيته التي حول بها عرضية من ألميدا.
نهاية المباراة عرفت بعض المناورات من جانب أصحاب الأرض بحثاً عن الهدف الثاني، إلا أن السويد واصل اللقاء بصمود كبير لينتهي اللقاء بتقدم أصدقاء رونالدو بهدف نظيف ليبقى الحسم إلى المباراة التي ستجرى يوم الثلاثاء المقبل في السويد.