وقالت المواطنة سمية كريم احدى اللاجئات في المخيم في حديث إلى (المدى برس)، "أسكن في أحد الأحياء العشوائية في شارع ٨٠ بمدينة الحلة، ولقد أجبرتنا الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها المحافظة مؤخرا، على مغادرة منازلنا التي تعرضت للغرق واللجوء إلى المخيم في منتجع بابل".
وأشارت كريم إلى أن "٥٤ بيتا في منطقتها تعرضت للغرق، لذا قامت فرق من الجيش العراقي، بإجلائنا من منازلنا إلى منتجع بابل، لتقوم جمعية الهلال الأحمر بنصب العشرات من الخيم في هذه القاعة لتوفير سكن بسيط لعوائلنا"، مطالبة "الحكومة المحلية بالإسراع بسحب وتصريف المياه التي أغرقت بيوتنا وتقديم المساعدة لنا".
وقال المواطن عبد نور جاسم من قرية حمزة الدلي الواقعة على شارع ٦٠ في حديث إلى (المدى برس)، "نحن نسكن دورا متجاوزة وعددها أكثر من ٤٠ بيتا، ولقد تعرضت للغرق بالكامل".
وأشار جاسم إلى أن "فرقا شبابية قامت بإخلائنا من مناطقنا، ونقلتنا إلى هذا المخيم"، متسائلا "هل يرضى المسؤولون الكبار في الحكومة الاتحادية والمحلية بأن يعيشوا في مثل حالتنا التي لا تقرها كل الأعراف والقيم".
وأوضح جاسم "نحن نعيش مأساة حقيقية، في وقت يطفو بلدنا على بحيرات من النفط وميزانيته تعادل ميزانية ثمانية دول من دول الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أننا "هنا في المخيم منذ ثلاثة أيام ارتدي نفس الملابس، ونطالب بأن يلتفت المسؤولين لنا ويعوضونا بما لحقنا من دمار".
من جانبه قال مدير مكتب جمعية الهلال الأحمر العراقية في بابل أمير كامل في حديث إلى (المدى برس)، إن "الجمعية سارعت إلى فتح المخيم وتوفير ما يمكن توفيره للنازحين بالتعاون مع الحكومة المحلية"، مشيرا إلى أن "عدد العوائل النازحة بلغ اكثر من ٣٠٠ عائلة لجأت ٢٥٠ عائلة منها إلى مخيم منتجع بابل السياحي، والباقين تم إيوائهم في الأقضية والنواحي، فيما بلغ عدد المواطنين النازحين ضمن هذه العائلات أكثر من ٥٠٧ مواطنين بينهم نحو ١٥٠ طفلا".
وأضاف كامل أن "النازحين قدموا إلى المخيم من مناطق مختلفة في مدينة الحلة، وخاصة من شارع ٨٠ وحي البصاروة والطينية وقرية خمزة الدلي وأبو خستاوي"، منوها أن "كل عائلة زودت بخيمة وسلة غذائية وموادا منزلية للطبخ وفرش وأغطية مختلفة".
وتابع كامل أن "الجمعية أعدت مطبخا متكاملا لإعداد الطعام وتوزيعه بين اللاجئين"، مشيرا إلى أن "الجمعية استنفرت جميع طاقتها للإسراع في تقديم المساعدة والعون للعوائل المتضررة من جراء الأمطار الغزيرة، ويساعدها في هذا العمل أكثر من ١٥٠ متطوعا توزعوا على الأقضية والنواحي".
يذكر أن محافظة بابل تعرضت قبل أيام إلى أكبر موجة أمطار، إذ بلغت مناسيب المياه الساقطة ١٨٦ ملم، وأدت إلى غرق العشرات من الأحياء والشوارع في المحافظة، وبسببها اعتبرت الحكومة المحلية بابل محافظة منكوبة.
وكان العشرات من سكان مدينة الحلة تظاهروا، امس الخميس (٢١ تشرين الثاني ٢٠١٣)، احتجاجا على الفيضانات المستمرة في مناطقهم، وفيما طالبوا بإنقاذهم من الوضع المأساوي الذي تعيشه مناطقهم جراء الفيضانات، رفضت محافظة بابل الاعتداء على المتظاهرين، فيما أكدت قرب حل الأزمة من خلال فتح المبازل والجداول لتصريف المياه.
وكان مجلس محافظة بابل أعلن، يوم الخميس (٢١ تشرين الثاني ٢٠١٣)، اعتبار محافظة بابل" منكوبة وإعلان حالة الطوارئ القصوى فيها"، وطالب الحكومة المركزية بتقديم الدعم المادي والمساعدات، بسبب الأضرار التي لحقت بها جراء الأمطار، فيما أكد انهيار أكثر من ٦٠ دارا وتشريد ٢٠٠ عائلة ووفاة ثلاثة أشخاص وجرح عدد آخر بسب الأمطار الغزيرة".
وكانت وزارة البلديات والأشغال العامة أعلنت، يوم الخميس (٢١ تشرين الثاني ٢٠١٣)، أن مشكلة الفيضانات التي حدثت في مدن العراق سببها الأمطار الغزيرة "غير المسبوقة" وعدم اكتمال مشاريع المجاري التي تُنفذ في معظم المحافظات ، وفي حين بينت أن المشكلة الأكبر في العراق هي في مركز محافظة بابل كون كميات الأمطار التي سقطت فيها بلغت نحو ١٥٨ ملم، فيما رجحت عودة مشكلة الفيضانات اذا لم تنجز مشاريع البنى التحتية.
وكان مجلس محافظة بابل، قرر، يوم الأربعاء (٢٠ تشرين الثاني ٢٠١٣)، اعتبار اليوم الخميس عطلة رسمية في المحافظة باستثناء الدوائر الأمنية والخدمية، مبينا أن القرار جاء بسبب كثافة سقوط الأمطار في بابل وامتلاء الشوارع بالمياه، فيما تعرضت المحافظة إلى أمطار غزيرة استمرت لمدة ١٦ ساعة متواصلة أغرقت فيها العشرات من المحلات والشوارع وهدمت عددا من الدور فيما نزح العشرات من الأسر من منازلهم بسبب الأمطار.