بعد أشهر من الدعم الهائل للكيان الصهيوني ، بالأسلحة و البوارج ضد قوة محاصرة لا تمتلك أي سلاح يعادل ما يمتلكه الكيان الصهيوني والأمريكي ، لم يتحقق أي نصر حقيقي سوى عمليات إبادة جماعية ، بعد هذا الفشل ظهر نتنياهو للعلن يطالب بايدن بالمزيد من السلاح ، وعدم إيقاف الدعم في هذا الوقت ، بل ذهب إلى أبعد من ذلك نحن(الكيان الصهيوني) ” حلفائكم ونقاتل إيران دفاعًا عن حياتكم ” ، هذا يدل على حجم التخبط الذي يعيشه نتنياهو المتطرف ، خصوصًا بعد مهاجمة الجيش ، الذي بات غير قادر على إعلان أي نصر ، وهذه فجوة كبيرة جداً بين الجيش والقيادات السياسية في الكيان الصهيوني .خصوصًا بعد الفشل في إيقاف الإعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل أيرلندا وإسبانيا والنرويج ، لتلتحق بهم أرمينيا، وهذا ما أثار أزمة داخلية حادة بين المعارضين لسياسة نتنياهو وبين المستوطنين الذين أصبحوا على يقين بأن دولتهم المزعومة لن تستطيع البقاء ، خصوصًا بعد التصعيد الذي بدأ يتنامى في الضفة الغربية في فلسطين ، أصبح التفكير -بجدية- العودة إلى أوروبا، هذا من جهة… أما من جهة أخرى، بعد الإنجاز الاستراتيجي “لهدهد” حزب الله لبناني ، أمست حكومة نتنياهو الإرهابية بين أمرين؛ أحدهما ؛ إستخدام المطارات جزيرة قبرص ، مستغلة تواجد قواعد بريطانية فيها ، لكون مطارات الكيان قد تصبح خارج الخدمة في أي تصعيد مع حزب الله لبناني ، تلك القواعد التي تم استخدامها منذ مدة ضد سوريا واليمن ، هذا يعني أن قبرص إذا فتحت المجال ستكون هدفًا مشروعًا لصواريخ المقاومة في اليمن و العراق ولبنان ، لكن سارع المسؤولون في قبرص بأنهم ( لا يزالون يعانون من تبعات الغزو التركي لشمال قبرص عام ١٩٧٤ بعد إنقلاب قصير الأمد بإيعاز من اليونان ولا يريدون بالتالي مواجهة مشكلات أخرى) .
وإن تصريح السيد حسن نصر الله جعلنا نشعر ” بالقلق ” ونحن ( لا شأن لنا بهذه الحرب… بل على العكس نحن نساعد في السلام بالمنطقة ونساعد الفلسطينيين) ، بعد علمهم بأن ما يسمى “بحلف الناتو” ، لا يستطيع إيقاف أي هجوم من محور المقاومة إذ ما تم استخدام مطاراتهم ، خصوصًا وأن الحلف لم يحقق أي إنجاز يذكر لا في أوكرانيا ولا في سوريا ولا حتى في اليمن ، علمًا أن قبرص أرسلت عددًا من ضباط جهاز المخابرات إلى لبنان !!! ، وعلى ما يبدوا بأن أوروبا ستدخل بشكل مباشر على خارطة الحرب في المنطقة لكون قبرص إحدى دول الإتحاد الأوروبي، وهذا الأمر محتمل ومستبعد بذات الوقت!, بسبب الصراع في أوكرانيا ، هناك نتائج لا تكون بصالح الإتحاد الأوروبي إذما ذهب بخطة نتنياهو .
والأخرى ؛ نقض الإتفاقيات الموقعة مع الضفة الغربية ، وجعل المستوطنون يهاجمونها من جديد وهذا بحد ذاته الذهاب إلى النهاية بشكل أسرع .
أما ملك الأردن الذي يواجهه كم هائل من الإنتقادات ، وهناك شعب أصبح مقتنعًا عكس ما ينشر في الإعلام ، بأن هذا الحاكم لا يمثل الأردنيون ، بعد مدة قليلة من إشهار سيفه ! ، يظهر للعلن مطالبته لأمريكا ( بإرسال قوات عسكرية ) إلى الأردن وحصل ذلك فعلًا ، الحكومة الأردنية شريك أساسي وقاعدة متقدمة للكيان الصهيوني، لذأ؛ زيادة القوات الأمريكية في الأردن تأتي لثلاثة أسباب :
_ حماية ملك الأردن من أي تحرك شعبي ضده ، وهي عملية ترهيب للداخل الأردني وعشائره الأصيلة ، التي تطالب أن يكون الأردن دولة حرة لا تخضع للسياسات الكيان الصهيوأمريكي .
_ توجه أمريكي لفتح قواعد عسكرية جديدة داخل الأردن ، والاستعداد لأي طارئ أو تصعيد قد يحدث في المنطقة .
_ مواجهة أي تهديد أو خطر، قد تتعرض له الكيان الصهيوني ، من ” لبنان أو إيران أو العراق واليمن ” ، وسيكون مهمة هذه القوات الرئيسِ الحماية وتقديم المعلومات لـ”تل أبيب” وتناقل المعلومات الأمنية والاستخباراتية في مواجهة أي خطر يهدد الكيان الإرهابي.
بينما يرى كلبنشتاين إحتمال ( إن زيادة القوات الأمريكية في الأردن قد تكون تعويضًا عن إنسحاب الأفراد المقاتلين الأمريكيين من العراق، بعد ضغوط من الحكومة العراقية) …
أبرز الردود للشعب الأردني بعد دخول عدد كبير من القوات الأمريكية إلى بلدهم منها :-
_ أمريكا تقرر زيادة أعداد قواتها في الأردن، وحديث عن فتح قواعد عسكرية جديدة.. لماذا الآن؟ الأردن عبارة عن ولاية أمريكية، وبالتالي؛ إدارة أمريكا تنظر لكامل الأردن كقاعدة عسكرية متقدمة في الشرق الأوسط ، وأقرب قاعدة حامية لإسرائيل ولا تهتم إذا نال مدنها وشعبها الدمار والخراب.
_ القواعد الأمريكية في الأردن أقيمت دون موافقة ممثلي الشعب على وجودها ودورها ومواقعها ، وهذا إنتقاص من سيادة الشعب الأردني في وطنه .
_ سؤال لكل أردني ما قيمة الإنتخابات النيابية في الأردن لمجلس نواب لا يستشار في أمور مصيرية للوطن ؟؟؟. أين البرلمان ….؟؟؟ ، كما عهدناهم لا نسمع صوتهم إلا في التفاهات ووزيادة رواتبهم و بدلاتهم و كوبونات البنزين ! ، أين ( حركة الإخوان المسلمين) أكبر حزب شعبي في الأردن ؟؟؟… ماذا يريدون الأمريكيين منا؟؟؟.
_ من يعرف حقيقة إنشاء إمارة شرق الأردن وماذا مثلاً ، يستطيع فهم حقيقة هذا النظام المأجور.
_ الأردن مغلوب على أمره! شأنه شأن قطر. ..في حالة نشوب صراع مسلح واسع النطاق على طريق القدس، أو غيره بين الغرب والشرق، سيتم إعتبار هاتين الدولتين العربيتين كقواعد عسكرية للعدو و معاملتهما -دون مجاملة- على هذا النحو. فالحكومة التي توافق على إستضافة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها مهما كانت الأسباب تعرض أمنها القومي لكل المخاطر.
_بهذه الطريقة يحمي الأمريكيون مواطنيهم من أي خطر، ولا يهم ما إذا كان سكان البلد المعني يموتون من أجل المصالح الأمريكية.
_ لولا شرف وبطولة و عروبة وإسلام تلك العشائر الأصيلة ، لكان ملوك الأردن جعلوا الأردن أسوأ من الإمارات، في مواقفه من العدو المحتل، لكن الشعب الأردني هو من يجبر ملوكه على السلوك بشكل حذر مع الإحتلال على الأقل علنيًا، وسيرى ملوك الأردن ماذا ستفعل العشائر الأصلية صاحبة الحق الأصلي بالأراضي الأردنية عندما تحين ساعة المواجهة الشاملة .
هناك كم هائل من ردود الأفعال ضد تواجد الأمريكي في الأردن ، وسياسة حكامها هناك ، لكن على ما يبدوا بأن لإخوان المسلمين سيكون لهم (دور كبير ) ، بمسك الراية في الأردن في الأيام القادمة ، خدمة للكيان الصهيوني وأمريكا وهي إحدى الأوراق التي ستستخدم من قبل الأمريكيون .مع ذلك ؛ دول شرق الإسلامي الكبير ، بدأت تغلي بشكل خطير ، وأصبح الجميع مكشوفًا تمامًا ، فأي تصعيد عسكري قادم ، سيكون بمثابة حرب شاملة … الكيان الصهيوني أصبح في موقف ضعيف جداً ، والقوات الأمريكية أصبحت تهوي نحوا مستنقع مجهولة نتائجه ، بسبب سياسات نتنياهو و الوبي الصهيوني في أمريكا …
على ما يبدوا بأن المنطقة يجب أن تحترق ، وهي ضريبة سكوت لسنوات طويلة عن الظلم والذل والعار الذي لحق بشعوب المنطقة، من لدن حكامها الخونة والعملاء ، إذا أرادت الشعوب الإسلامية أن تنهض من جديد عليها أن تنتفض ضد العملاء ، وتساند إخوانهم المقاومون، الذين يدافعون عن دينهم وكرامة الأمة وشرفها … الأيام القادمة هو إختبار حقيقي للشعوب الإسلامية جمعاء ، وليست العربية فقط ، أما العزة والكرامة والحرية ، وأما الذل والخضوع لإرادة الشيطان الصهيوأمريكي…