إن ما نشاهده من خروقات سياسية ودبلوماسية في تعامل الدول الإقليمية والعالم مع العراق أمر يدعو إلى الوقوف عنده لمعرفة اهم الأسباب التي أدت الى الوصول لهذه النتيجة ..
مثال على ذلك:
اولا: في لقاء السيد السوداني مع الرئيس الأمريكي بايدن ..قال بايدن (أن أمريكا تدعم أمن اسرائيل وتقف معها في حال تعرضها لاعتداء خارجي ... يقول هذا وهو يعلم موقف العراق من العدو الصهيوني والقضية الفلسطينية .
وندد بالضربة الإيرانية لاسرائيل ولم يندد بضربة اسرائيل للقنصلية الإيرانية.
وهذا يعني رسالة للحكومة العراقية لتغيير مواقفها تجاه القضايا المصيرية بالمنطقة.
أنه يدفع باتجاه تغيير الثوابت.
فياترى هل بإمكان العراق الحفاظ على هذه الثوابت مع هذا الضغط الأمريكي الكبير.
المثال الثاني: أن زيارة اوردگان للعراق لاتخلو من الفائدة ولقاءه بالبرلمانيين السنة أمر طبيعي فلقاءه معهم في العراق بشكل علني افضل من لقائه معهم في الغرف المغلقة في تركيا ..
إن الفرق بين البرلمانيين السنة و البرلمانيين الشيعة أن البرلمانيين السنة لديهم وضوح وشجاعة في نعاطيهم مع علاقتهم بالخارج .
أما البرلمانيين الشيعة فهم دائما يحاولون التنصل من علاقتهم بالخارج ويبررون ذلك باعذار واهية يقف على رأس هذه الأعذار انتمائهم الوطني وهو شعار يتكأ عليه أعداء العملية السياسية في الداخل لاستخدامه وسيلة لإسقاط الخصوم
إن انفتاح العراق على دول المنطقة الإقليمية أمر في غاية الأهمية ويعود بالفائدة الأمنية والاقتصادية على العراق ولكن بشرط التوافق السياسي بين مكونات العراق وخصوصا المكون الشيعي الذي يعاني من صراع مرير داخلي بسبب الزعامة والسيادة والتفرد بالقرار.
إن السياسة الخارجية والارتباط مع الدول أمر في غاية الأهمية اذا كانت الحكومة العراقية منبثقة عن تحالف رصين يضع نصب عينه المصلحة العامة .
إن وحدة الموقف والنظر إلى مصلحة العراق العليا بعين الحرص الشديد ومصارحة الجماهير بحقيقة من يحاول هدم جدار الامان للعملية السياسية في العراق وتقديمه للمحاكمة الشعبية وتعريف الشارع من هو السبب والعائق في عدم قدرة المنظومة السياسية من أداء مهامها .. ودخولها في دوامة الخصومة السياسية والوقوف أمام مشاريع تنموية ومكافحة الفساد المالي والإداري.
✍️ كاظم الجابري