وكان عبعوب ارجع انسداد قنوات الصرف، وتجمع المياه في الاحياء والشوارع، الى وجود صخرة زنها ١٥٠ كغم القتها جهات خارجية وداخلية عن عمد في احد شبكات الصرف مما تسبب في انسداد الأنبوب وغرق الناس، مبينا في الوقت ذاته ان "هناك الكثير من المواطنين قاموا برمي الاوساخ والسوائل الثقيلة في فتحات تصريف مياه الامطار".
وعلى رغم ان عبعوب، في تصريحاته لوسائل الاعلام كان "جديا"، في تفسره لظاهرة الفيضانات في بغداد، ولم يتخلل كلامه الشك في ان احد اسباب كارثة الفيضانات كانت تلك الصخرة، لكنه فاته، ان تصريحاته هذه، لم تقنع الغالبية الكبيرة من العراقيين بل تركت وراءها سخرية لاذعة وانتقاد واسع للطريقة التي يفكر بها المسؤول العراقي.
ويقول الكاتب العراقي كريم ناصر المقيم في بروكسل والذي يتابع فيضانات مدن العراق لاسيما بغداد عن كثب عبر الفضائيات أنه "لو صمت عبعوب لكان افضل من كلام غير مقنع اثار سخرية الناس".
وكانت امانة بغداد قد اعلنت في تشرين الاول الماضي عن تنفيذ حملة واسعة لتنظيف خطوط وشبكات مياه الصرف الصحي والامطار في عموم مناطق العاصمة ضمن إستعداداتها لموسم الشتاء، لكن ذلك لم يسفر عن نتائج، حيث أدت فيضانات الاسبوع الماضي الى اثارة غضب عراقيين، قالوا ان "الفساد عطّل الكثير من مشاريع الاعمار لاسيما ما يتعلق بقنوات تصريف المياه"، فيما ابدى آخرون قلقا بالغا من تكرار حوادث مدن العراق، كالذي حدث الاسبوع الماضي.
ودوّن الكاتب حميد قاسم على حائطه الرقمي "صخرة سيزيف لن تكون الصخرة الوحيدة في التاريخ الاسطوري، ثمة صخرة عراقية لكنها أقوى أثرا، وبدلا من ان (تطيح حظ) صاحبها المدعو سيزيف..فان صخرتنا رفعت رافعها الى اعلى المراتب".
ويعتقد مسؤولون ان ارتدائهم بدلات العمل والنزول الى مواقع الفيضانات سينال استحسان المواطنين وسيحل المشكلة.
ويتهكم المصور الفوتوغرافي سفيان الخزرجي على كلام عبعوب بالقول "سألت صاحبي: ما قصة الصخرة التي اغرقت بغداد؟،فأجاب: انها صخرة سيزيف التي كانت رمزا للعذاب الابدي تدحرجت في مجاري بغداد، فقام (عبعوب) بمساعدة (الكرندايزر) بتحطيمها لينهي العذاب الابدي "
وأضاف "فكرت مليا وقلت انه عصر المعجزات".
و عطلت الفيضانات الناتجة عن مياه الامطار الغزيرة التي لم يشهدها العراق منذ ٢٠ عاماً وتجاوزت نسبتها ٥٠ مللم، الحياة في العاصمة، ومحافظات الجنوب وعطّلت مدارسها وإداراتها العامة.
الى ذلك نشر الاعلامي محمد العزاوي، صورة مواطن عربي ارتدى ملابس الغوص، وهو يتهيأ للقفز في الماء، وكتب معلقا على الصورة "رحلة البحث عن الصخرة التي اقلقت مضاجع امانة بغداد".
وشهدت الاعوام الماضية، وعود مسؤولين في الحكومات المحلية والوزارات المعنية، بانجاز المزيد من مشاريع البنى التحتية لاسيما المجاري وقنوات تصريف المياه، لكن وقائع الاحداث هذا الشتاء، اثبتت بطلان تلك الوعود.
وسخر بيرق المفرجي من التصريحات "غير الواقعية لعبعوب، بالقول "يجري البحث عن الصخرة وثمة معلومات استخباراتية تفيد بان الصخرة جرفتها المياه الى منطقة (جرف النداف) وحين يتم العثور عليها بشكل رسمي سيتم اشعار الجهات المختصة بالموضوع".
ومن وجهة نظر محمد الدهام فان "الصخرة ترتبط بأجندات خارجية".
وهطلت على بغداد وحدها الاسبوع الماضي، كمية من الأمطار بلغت اكثر من ٥٨ ملم بحسب تقديرات هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي التابعة لوزارة النقل.
وعلى نفس الصعيد ينتقد غسان ابو رغيف، استغفال المسؤولين للمواطن.
الى ذلك دعا فائز الفائز المسؤولين الى الكف عن " الضحك على الذقون" معتبرا ان "مثل هذه التصريحات، تثير سخرية المجتمع الدولي".
واشهر علي الربيعي اعلانا على صفحته يقول "عاجل.عاجل..امانه بغداد تتعاقد مع هرقل لرفع الصخره الملعونة التي سببت غرق بغداد كما القي القبض على المجموعه اﻻرهابية وضعت الصخرة في المجاري".
كما اضحك سيد مهدي الحجار، اصدقائه الرقميين حين دوّن باللهجة الدارجة "هاي شلون خلو الصخرة، اكو سحابة بالشارع، فسحو الشارع وخلو الصخرة ورجعوا السحابة.. هاي سوالف الحشاشة".