تستمر اللقاءات السعودية الإسرائيلية على أعلى المستويات وبعد أن كانت تجري سرا ويتم تسريب جزء بسيط من بعضها تطورت في المرحلة الأخيرة إلى علنية دون حياء وباتت مواقف الطرفين المتطابقة تؤكد عمق تحالفهما والتنسيق الذي يتم بينهما في ملفات عديدة في المنطقة.
وكشفت إذاعة إسرائيل أمس عن اجتماع أطلقت عليه صفة "تاريخي" بين ممثلين إسرائيليين وسعوديين على هامش أعمال "مؤتمر السياسةِ" العالمي الذي يعقد في إمارة موناكو
وقالت الإذاعة إن السفير السعودي لدى الولايات المتحدة سابقا تركي الفيصل صافح سفير إسرائيل في واشنطن سابقا ايتمار رابينوفيتش وعضو الكنيست مئير شيتريت الذي دعاه لإلقاء خطاب أمام الكنيست الإسرائيلي.
ولم يرفض الفيصل وهو الذي كان يشغل منصب رئيس الاستخبارات السعودية دعوة عضو الكنيست الإسرائيلي إلا أنه اكتفى بالقول كما أوردت الإذاعة الإسرائيلية "إنه ما من جدوى في مثل هذه الخطوة طالما لم تتبن إسرائيل مبادرة السلام السعودية".
ورغم الانحياز الأمريكي الواضح للاحتلال الإسرائيلي في ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بدا الفيصل أكثر حرصا من الأمريكيين على مصلحة الإسرائيليين إذ "شكك في مصداقية الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن هذه المفاوضات" وفق ما ذكرته الإذاعة و"حث إسرائيل على قبول مبادرة السلام السعودية".
وكان مقطع فيديو انتشر مؤخرا بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر الفيصل وهو يجتمع بتاريخ ١٥ تشرين الأول الماضي مع يوسي ألفير مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود باراك ومعهم أساتذة من قسم الدراسات الإسلامية في جامعة جورج تاون الأمريكية الذين اكتفوا بمداخلات وتعليقات جانبية.
ونشرت جريدة صنداي تايمز البريطانية تقريرا في الشهر ذاته تقول فيه إن بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية يعقد لقاءات دورية مع مسؤولين وضباط كبار في الموساد الإسرائيلي بهدف التنسيق لمواجهة عدوهما المشترك وإن السعودية أعطت ضوءا أخضر للإسرائيليين من أجل استخدام أجوائها في أي ضربة عسكرية تقرر تل أبيب توجيهها لطهران.
وظهر التحالف السعودي الإسرائيلي بشكل واضح خلال الأزمة في سورية إذ لكليهما مواقف وتصرفات على الأرض متطابقة من حيث دعم الإرهاب والإرهابيين وتهريب الأسلحة والمرتزقة بالتعاون مع دول إقليمية على رأسها تركيا إضافة للمواقف الأخرى على كل المستويات ليزداد وضوح منظومة التحالف الدموية تلك بعد الاتفاق الذي حصل بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد بشأن ملف إيران النووي السلمي إذ يجهدان في عرقلة أي توجه إلى حل مسائل المنطقة بالطرق السياسية ويواصلان التحريض على التدخلات العسكرية الخارجية في دولها.
