وعبر المجلس عن قلقه العميق ازاء تطورات الاوضاع في ليبيا في بيان اصدره المجلس باجماع الدول الـ ١٥ الاعضاء في ختام مناقشات الاجتماع الطارئ لتطورات الاوضاع في ليبيا.
وقالت ماريا لويزا ريبيرو فيوتي، سفيرة البرازيل ورئيسة مجلس الامن لهذا الشهر ان اعضاء مجلس الامن الدولي "دانوا العنف واستعمال القوة ضد مدنيين ونددوا بالقمع ضد متظاهرين مسالمين واعربوا عن اسفهم العميق لمقتل مئات المدنيين".
ودعا البيان الحكومة الليبية الى "تحمل مسؤولياتها لحماية الشعب" و "اتخاذ اجراءات تأخذ بالاعتبار المطالب المشروعة للشعب".
كما طالب السلطات الليبية بالتحرك "مع ضبط النفس واحترام حقوق الانسان والقانون الانساني الدولي". مع التأكيد على "ضرورة ان تحترم الحكومة الليبية حرية الاجتماع السلمي وحرية التعبير بما في ذلك حرية الصحافة".
"ابادة"
وفي مؤتمر صحفي عقده في نيويورك طالب نائب سفير ليبيا في الامم المتحدة ابراهيم الدباشي بالقيام بعمل فوري ازاء عمليات العنف ضد المدنيين في ليبيا محذرا من ان فرقا امنية شرعت في الهجوم على المحتجين في مناطق غرب ليبيا.
واضاف للصحافيين بعد انتهاء اجتماع مجلس الامن "الناس غير مسلحين واعتقد ان ابادة بدأت الان في ليبيا". مؤكدا ان النظام الليبي يستخدم مرتزقة اجانب لقمع شعبه.
واجمل متحدث باسم وزارة الداخلية الليبية لاول مرة الحصيلة الرسمية لضحايا احداث العنف التي رافقت الاحتجاجات في ليبيا بـ ٣٠٠ قتيل بينهم ١٨٩ مدنيا و١١١ عسكريا.
واوضح ان معظم الضحايا سقطوا في بنغازي (١٠٤ مدنيين و١٠ عسكريين)، ثاني مدن البلاد التي تبعد الف كلم الى شرق طرابلس والتي انطلقت منها حركات الاحتجاج والبيضاء (١٨ مدنيا و٦٣ عسكريا) ودرنة (٢٩ قتيلا مدنيا و٣٦ عسكريا).
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد قدمت ارقاما اكبر من ذلك بكثير للضحايا المدنيين اذ تحدثت عن سقوط اكثر من ٢٢٣ قتيلا من المدنيين في الايام الاولى للاحتجاجات.
ونقلت عن اثنين من المستشفيات الليبية بعد ظهر الثلاثاء ان عمليات القمع اوقعت "ما لا يقل عن ٦٢" قتيلا في طرابلس منذ الاحد.
استقالات
وفي طرابلس قال رئيس مؤتمر الشعب العام الليبي (الذي يماثل البرلمان في بلدان اخرى) محمد بلقاسم الزوي ان "الهدوء عاد الى معظم المدن الكبرى واستعادت قوات الامن والجيش مواقعها".
واشار الى مواصلة العمل لتنفيذ الاصلاحات التي تحدث عنها سيف الاسلام القذافي المتمثلة في قانون الصحافة وقانون المحاكمات وتنظيم المجتمع المدني ووضع دستور دائم لليبيا، بيد انه استدرك ان "الظروف الراهنة لا تسمح بعقد اجتماع لمؤتمر الشعب العام الليبي لمناقشة الاصلاحات" كما ان وضع الدستور يتطلب مشاورات قانونية واسعة.
واكد الزوي على تشكيل لجنة التحقيق حول اعمال العنف التي رافقت التظاهرات ضد نظام والتي اعلنت عنها نجل الزعيم الليبي الاثنين الماضي.
في الوقت الذي اعلن وزير الداخلية الليبي اللواء الركن عبد الفتاح يونس العبيدي استقالته وانضمامه الى ما اسماه "ثورة ١٧ فبراير" في ليبيا، في في بيان مسجل في شريط فيديو بثته قنوات فضائية.
وقال العبيدي في التسجيل المصور "اعلن انا اللواء ركن عبد الفتاح يونس اني تخليت عن جميع مناصبي استجابة لثورة ١٧ فبراير وذلك لقناعتي التامة بصدق مطالبها العادلة".
ودعا القوات المسلحة الليبية الى الاستجابة الى "مطالب الشعب ونصرة لثورة ١٧ فبراير".
وكان القذافي ذكر في خطابه الذي القاه الثلاثاء ان العبيدي يقف الى جانبه. وانه تعرض لاطلاق النار في مدينة بنغازي التي انطلقت منها حركة الاحتجاج وان مصيره مجهول.
وكان وزير العدل الليبي مصطفى عبد الجليل استقال الاثنين احتجاجا على استخدام القوة ضد المتظاهرين. كما اعلن عدد من الدبلوماسيين الليبين في الخارج استقالاتهم وانضمام الى الشعب.
خطاب القذافي
وكانت مراسلة بي بي سي في ليبيا افادت انها سمعت أصوات إطلاق النار في الهواء في طرابلس بعد أن انتهى الزعيم الليبي معمر القذافي من إلقاء خطابه.
وأضافت مراسلتنا أن الالعاب النارية أطلقت في سماء المدينة، وانطلقت سيارات بسرعة كبيرة في شوارعها مطلقة أبواقها.
وكانت شوارع المدينة شبه خالية قبل الخطاب باستثناء المنتظرين في طوابير الخبز ومحطات الوقود، كما ساد المدينة جو من التوتر.
وكان القذافي قال في خطاب حماسي بثه التلفزيون الرسمي مباشرة، الثلاثاء انه ليس رئيسا حتى يستقيل، واصفا نفسه بأنه "قائد الثورة الى الابد"، وانه محارب بدوي جاء بالمجد الى الليبيين، وان صورة ليبيا شوهت امام العالم، بسبب الاحداث الاخيرة، ملوحا باستخدام القوة عند الحاجة.
واضاف القذافي، الذي بدا غاضبا ملوحا بقبضته مرارا، ان "الثورة معناها التضحية الى نهاية الزمن".
كما تعهد القذافي بمواجهة المحتجين المطالبين بتنحيته، او الموت "شهيدا"، وانه "لم يستخدم القوة بعد"، وانه سيستخدمها عند الحاجة، حسب وصفه.
ودعا القذافي مؤيديه الى الخروج في الشوارع الاربعاء ومواجهة المحتجين، الذين وصفهم بانهم "جرذان، وعصابات، ومرتزقة"، ولا يمثلون الشعب الليبي، مناشدا مناصريه الى تذكر الانجازات التي تحققت خلال عهده.
وقال ان المحتجين يريدون تحويل ليبيا الى دولة اسلامية او "افغانستان جديدة".
واضاف انه لم يصدر الامر باستخدام السلاح، ولو فعل حينها "سيحرق كل شيء، ونحن قبائل مسلحة وبامكاننا التمرد، وهذا يقودنا الى حرب اهلية".
الى ذلك ذكرت انباء ان طرابلس تعيش حالة من التوتر الشديد، حيث بدت شوارعها خالية تماما، الا من بعض طوابير الناس لشراء الخبز او وقود العربات.
واقفلت مقرات ومصالح الحكومة ابوابها امام المواطنين، الا ان بعض المحلات فتحت ابوابها.
ويقول مراسل بي بي سي في طرابلس ان هناك دلائل على حدوث حرائق وشغب، كانت ظاهرة في بعض شوارع العاصمة.
كما شهدت تلك الشوارع حضورا عسكريا مكثفا، وعلى الاخص في نطاق المناطق المهمة والحساسة، اما الاتصالات فوصفت بانها صعبة.
![](http://wscdn.bbc.co.uk/worldservice/assets/images/2011/02/22/110222162130_libya_tripoli_624map_arabic.jpg)