وكانت المرجعية في اوقات سابقة وقبل أي استحقاق انتخابي لم تصرح بدعمها او وقوفها مع أي جهة سياسية وكثيرا ما كانت تعتبر نفسها على مسافة واحدة من جميع المتنافسين, في حين رأت هذه الاوساط ان خطاب المرجعية الاخير بخصوص الية الاختيار والطريقة التي تمت به قراءة وتوضيح هذا الخطاب تعطي انطباعا واضحا برغبة المرجعية في التغيير واختيار مرشحين اكفأ من الموجودين ممن وصفتهم المرجعية بانهم فشلوا في ادارة الحكومة بملفاتها المتعددة سواء كانت اقتصادية او امنية او خدمية وهذا ما تؤكد على ضرورته المرجعية الدينية بعديد من بيانتها السابقة,
وفصل ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي بشرح وافي ماورد في جواب مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني على السؤال الموجه من بعض المواطنين حول الانتخابات معتبرا ان هذه العبارات الواردة في الجواب مركزة ودقيقة.
ويرى مراقبون لاوضاع الحوزة العلمية في النجف في خطاب السيستاني تغير نوعي مرجحة تصاعد وتيرته وصولا الى الانتخابات, مرجحين ان يصدر من المرجع السيستاني مزيدا من البيانات التي يهدف من وراءها احرزا التغيير الذي طلبه في بيانه,
من جهتهم اشار محللون سياسيون الى ان بيان السيستاني جاء بعد يومين فقط من خطاب رئيس الوزراء نوري المالكي التصعيدي باتجاه حل البرلمان وعدم الحاجة اليه معتبرين ذلك انقلابا على العملية السياسية بقوله ان البرلمان فقد شرعيته كما اعتبر المراقبون بيان السيستاني رسالة شديدة اللهجة لما قاله المالكي بخصوص البرلمان,
واضاف ممثل المرجعية في كربلاء عبد المهدي الكربلائي: ان احد المطالب الجوهرية من الانتخابات هو التغيير نحو الافضل الذي يمكن ان يضمن تحققه بالمشاركة وحسن الاختيار ثانياً..مبينا ان معنى ذلك ان الانتخابات هي الالية الاساسية لتكوين حكومة رشيدة وصالحة ومجلس نيابي يقوم بدوره كما يفترض وفق الدستور ومصالح الناس.
ولفت الى المعنى المراد من وقوف سماحة السيد على مسافة واحدة من جميع المرشحين والقوائم هو ان سماحته لا يدعم ايَّ واحد من هؤلاء المرشحين او القوائم ولا يتوهم اَحَدٌ ان معنى ذلك هو انه يساوي بين الصالح الذي بذل ما بوسعه في خدمة الناس ومكافحة الفساد الذي ينخر في مؤسسات الدولة وبين من لم يعمل الا لمصلحة نفسه وجماعته وحزبه وكيانه.
وتابع ممثل المرجعية العليا وخطيب جمعة الصحن الحسيني في كربلاء ان السيد المرجع لم يترك بيان معايير حسن الاختيار مجهولة ً او غامضة بل اوضح الالية الموصلة لذلك فوضع اساسين للاختيار الحسن والصحيح،مبينا ان الاختيار الاول هو توفر عنصر الكفاءة لِنَضْمَنَ حسنَ الادارة وحسنَ الاداء من النائب او المسؤول للمهمة المكلف بها كُلٌّ منهما. اما الاساس الثاني فهو توفر عنصر الصلاح لِنَضْمَنَ نزاهة َ النائب والمسؤول وعدم استغلال المنصب لأغراض شخصية مادية او معنوية او حزبية فئوية ضيقة.
وبين ممثل المرجعية بشرح العبارة الاخيرة من الجواب (فليحسن الاختيار لكي لا يندم لاحقاً) بقوله ان المرجعية الدينية العليا حينما وضعت المواطنين على السكة الصحيحة من الاختيار وبعد ان اوضح سماحة السيد معايير وآليات حسن الاختيار ولم يترك المواطن مُتحيِّراً في ذلك فأن عليه حيث توفرت له وعلمَ بهذه المعايير ان يكون دقيقاً وحسناً في الاختيار لكي يُسَدَّ الطريق على العناصر السيئة وغير الكفوءة وغير النزيهة للوصول الى مواقع ادارة البلاد ولكي لا يُوَلّى امثال هؤلاء على رقاب الناس وبالتالي لا يحصل له الندم لاحقاً حينما يسئ الاختيار لا سمح الله تعالى.