فهذه الدقائق حملت من المفاجآت ما لم يكن يخطر ببال المسؤولين العراقيين وحتى الاميركان الذين تفاجأوا بصوت صدام حسين يرتفع في الغرفة التي جلب اليها ١١ من رجالاته في الحكم انذاك الوقت.. فقد روت مصادر حضرت جلسات المحاكمة ل "شيحان" ان جدلاً عنيفا نشب بين صدام وطارق عزيز اللذين التقيا لاول مرة منذ سقوط بغداد في التاسع من نيسان العام الماضي.
وقالت ان الحراس المكلفين بنقل صدام الى قاعة المحكمة تفاجأوا بالاخير "يبصق" على طارق عزيز نائبه في رئاسة وزرائه السابقة اثناء مروره بطابور المحاكمين الـ١١.
اما لماذا بصق صدام على عزيز فلاعتقاد الاول بأن المعلومات التي ووجه بها امام هيئة المحكمة لا يملكها الا شخصان هما عزيز وعزت الدوري الذي لا زال البحث عنه جارياً, ولذلك فهو لم يتوان حينما واجه طارق عزيز من البصق عليه وكيل الشتائم له.
فصدام قال لعزيز يا كلب, يا خائن وتابع موجها كلامه الى عزيز لم تكن مسؤولا عن شيء ولا علاقة لك بشيء.. يا كلب يا خائن.. تفي عليك وعليه تدخل الحرس العراقيون واسرعوا باخراج صدام من الغرفة التي اصطف بها اركان النظام السابق الـ١١.
فما علمته شيحان من مصادر رفيعة في الحكومة العراقية ان صدام طلب من الحراس التريث في نقله لمحاسبة اثنين اخرين من المصطفين بالطابور وهما وزير الدفاع السابق سلطان هاشم احمد وقائد الحرس الجمهوري السابق كمال مصطفى عبدالله.
وبحسب تلك المصادر كان عزيز يقف ثالثاً في الطابور الذي كان على يسار صدام اثناء خروجه من المحاكمة بينما كان سلطان هاشم وكمال مصطفى يقفان تاسعا وعاشراً من الطابور ذاته.
اما لماذا حاول صدام الذي تم تقييده بالسلاسل قبل مروره من امام رفاقه السابقين التطاول على وزير دفاعه وقائد حرسه الجمهوي فلانهما قدما معلومات للمحققين لا يعرف بها الا هما وهو ما اعتبره صدام خيانة عظمى له.
وافادت مصادر اطلعت على محاضر التحقيق مع اركان النظام العراقي السابق ان طارق عزيز اخذ وعداً بأن يتم ايجاد تصريفة قانونية له لمحاكمته دوليا مقابل الاعتراف بممارسات لا انسانية لصدام اثناء حكمه.
وقالت ان عزيز قدم اعترافات مهمة هو واخرون منهم سلطان هاشم وكامل مصطفى من شأنها تثبيت التهم الموجهة الى صدام حسين.