وقالت المنظمة في بيان على موقعها، "وتلقت "شبكة فدكـ" ، إن "نتائج الفحص المختبري أكدت ظهور أول إصابة بمرض شلل الأطفال في بغداد"، مشيرة إلى أن السلطات الصحية المعنية لم تكشف بعد عن الإصابة، برغم أنها باشرت بحملة تلقيح شاملة ضد المرض المعدي لاسيما أن ذلك يسهم في تلافيه بسهولة".
وجاء في البيان، أن "الفحوصات المختبرية قد تحققت من السلالة الجينية لمرض شلل الأطفال WPV١ لدى طفل ذكر يبلغ من العمر ستة أشهر لم يتم تلقيحه من قبل، ويسكن في أحد الأحياء الفقيرة شرقي بغداد"، مبينة أن هذه هي "الحالة الأولى التي تكتشف فيها إصابة بالمرض منذ سنة ٢٠٠٠".
وأضاف المنظمة، أن هذه "الحالة تتطابق مع أخرى مماثلة اكتشفت في سوريا العام ٢٠١٣ المنصرم تحمل فصيلة المرض نفسها"، لافتة إلى أن "أحداً لم يعلم لحد الآن كيف وصل الفايروس إلى العاصمة العراقية لأن العائلة لم يسبق لها السفر لسوريا".
وأعربت WHO عن "خشيتها من إمكانية انتشار فيروس شلل الأطفال في مناطق واسعة من البلاد".
ونقل بين المنظمة، عن ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في العراق، مارزيو بابلي، قوله إن "لدينا قلق شديد من احتمال أن تكون هذه ليست الحالة الوحيدة المكتشفة"، مضيفاً أن "المنظمة تستعد لحالات أخرى".
وتابع بابلي، عندما "تكون لديك حالة مؤكدة فغالبا ما تكون عملية انتقال العدوى قد استمرت لمدة أربعة أو خمسة أشهر على الأقل"، مستطرداً أن "كل حالة شلل أطفال معينة ينبغي توقع احتمالية وجود ما لا يقل عن ٢٠٠ أو ٢٥٠ طفلاً آخر قد يكون حاملاً للفايروس وينقله لآخرين".
وجاء في البيان أيضاً، أن هنالك "عملية مسح واسعة في المناطق السكنية مع تزويد الأطفال باللقاحات في مناطق العراق كافة في محاولة لاحتواء المرض ومنع أي احتمالية لانتشار الفايروس"، وأن "منتسبي وزارة الصحة سيركزون على محافظة الأنبار أيضا التي تشترك بحدود طويلة مع سوريا، التي سجلت فيها ٢٥ حالة في تشرين الأول ٢٠١٣ المنصرم".
ونقل البيان عن مدير بعثة منظمة الصحة الدولية في العراق، الدكتور جعفر حسين، قوله، إنه ليس هناك في تاريخ عائلة الطفل المصاب، أي حالة سفر أو انتقال إلى سوريا أو اختلاط بلاجئين سوريين"، مستدركاً "لكن هناك مهجرين داخليين من محافظة الأنبار في المنطقة، لهذا فنحن نتحقق من احتمالية أن تكون أي عائلة مهجرة من محافظة الأنبار تكون حاملة للمرض في هذه المنطقة".
وقالت منظمة الصحة الدولية، في بيانها، إن "العراق ومنذ تشرين الأول من العام ٢٠١٣ المنصرم، قامت بحملتين وطنيتين شاملتين للتلقيح ضد مرض شلل الأطفال حققت نسبة تلقيح عالية وصلت إلى ٩٥ بالمئة من الأطفال خلال الحملتين".
وكان تقرير برلماني، عرض خلال جلسة المجلس الأربعاء الماضي،(الـ١٩ من آذار ٢٠١٤ الحالي)، وحصلت صحيفة (المدى)، على نسخة منه، كشف عن تعرض محافظة الأنبار بعامة ومدينتي الفلوجة والرمادي فيها بخاصة، إلى "مأساة" إنسانية من جراء استمرار العمليات العسكرية فيها منذ ثلاثة أشهر، وفي حين بين نزوح ٦٦ ألف و٤٣٣ عائلة تضم أكثر من نصف مليون شخص إلى داخل المحافظة أو خارجها، أوصى الحكومة بضرورة زيادة التخصيصات المالية لتغطية الحاجات الأساس لتلك العوائل وشمولها جميعاً بالمعونات والمساعدات، وإطلاق رواتب الموظفين وصرفها من مصارف خارج الأنبار.
وكان المشاركون في المؤتمر العلمي الرابع لدائرة صحة كركوك، حذروا، في(الـ١٩ من شباط ٢٠١٤)، من خطورة انتقال مرض شلل الأطفال من سوريا إلى العراق من سوريا.
كما دقّت المنظمات الدولية جرس الخطر، في (الخامس من كانون الثاني ٢٠١٤)، بعد ظهور مرض شلل الأطفال في سوريا ومخيمات اللاجئين بسبب سوء الأحوال الإنسانية وفقدان الأدوية والمعدات الطبية، نتيجة الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد للسنة الرابعة على التوالي، وبدأت حملة تلقيح لمكافحة المرض تستهدف أكثر من مليوني طفل في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، شارك فيها حوالي ثمانية آلاف شخص بين طبيب وفني ومتطوع.
يذكر أن بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أبدت الخميس الماضي،(الـ١٣ من آذار ٢٠١٤ الحالي)، "قلقها البالغ" من الأوضاع الإنسانية لآلاف النازحين والمهجرين المدنيين "قسراً" في العراق بعامة والأنبار بخاصة، وفي حين دعت الجميع لبذل جهود الإغاثة العاجلة، والحوار "المفتوح والصريح" مع أطراف القتال كافة ضماناً لحماية المدنيين، وتحسين الامتثال للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، بنحو "يمهد الطريق" لتحقيق المصالحة الوطنية، أكدت أن المرجع الديني الشيعي الأعلى، علي السيستاني، دعاها لتقديم المزيد من المساعدات للنازحين.
وكانت منظمة الهجرة الدولية، أعلنت في،(الـ٢٨ من شباط ٢٠١٤)، عن تجاوز عدد النازحين من الأنبار الـ٤٠٠ ألف شخص الكثير منهم بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.
يذكر أن محافظة الأنبار، مركزها مدينة الرمادي،(١١٠ كم غرب العاصمة بغداد)، تشهد منذ (الـ٢١ من كانون الأول ٢٠١٣ المنصرم)، عمليات عسكرية واسعة النطاق، لملاحقة المجاميع المسلحة والتنظيمات "الإرهابية" مما أثر على وضع الأهالي واضطر مئات الآلاف منهم إلى النزوح خارج المحافظة أو داخلها، وخلق توتراً واستقطاباً حاداً في عموم العراق نتيجة ما أوقعته من ضحايا بين صفوف المدنيين والعسكريين فضلاً عن تدمير دور المواطنين والبنى التحتية.
وشلل الأطفال مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من الزمن، ويدخل الفيروس جسم الإنسان عبر الفم ويتكاثر في الأمعاء، وتتمثّل أعراضه الأوّلية في الحمى والتعب والصداع والتقيّؤ وتصلّب الرقبة والشعور بألم في الأطراف، وتؤدي حالة واحدة من أصل ٢٠٠ حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال (يصيب الساقين عادة)، ويلاقي ما يتراوح بين ٥ و١٠% من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها.
ويصيب هذا المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، وتؤدي حالة واحدة من أصل ٢٠٠ حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال، بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها.
وانخفض عدد حالات شلل الأطفال منذ عام ١٩٨٨، بنسبة تفوق ٩٩%، إذ تشير التقديرات إلى انخفاض ذلك العدد من نحو ٣٥٠ ألف حالة سُجّلت في ذلك العام، إلى ٢٢٣ حالة أبلغ عنها في عام ٢٠١٢، ويأتي هذا الانخفاض نتيجة ما يُبذل من جهود على الصعيد العالمي من أجل استئصال المرض.
في عام ٢٠١٣ لم يعد شلل الأطفال يتوطن إلاّ في ثلاثة بلدان في العالم، هي أفغانستان ونيجيريا وباكستان، بعدما كان يتوطن أكثر من ١٢٥ بلداً في عام ١٩٨٨.
وطالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض، وقد يسفر الفشل في استئصال شلل الأطفال من هذه المعاقل العتيدة التي لا تزال موبوءة به عن الإصابة بنحو ٢٠٠ ألف حالة جديدة تعم أرجاء العالم في غضون عشر سنوات.