الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم وسط مدينة الديوانية بامامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي امام جمعة الديوانية . وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم .. بعدها تطرق الى حديث الامام ابي عبد الله الصادق (ع) . الذي تحدث فيه فيه عن المسلمين الذين لهم وجهين ولسانين .
مؤكداً على ما تحدث به سماحته سابقاً وعن جملة من المفاهيم الاخلاقية وهي الاساس في بناء المجتمع وصيانته وبقائه . وكذا المفاهيم السلبية التي تؤثر على المجتمع وخرابه ودماره . مشيراً الى صفة الصدق وماله من اثر على العلاقات الاجتماعية وكذا الكذب وماله من مؤثرات سلبية في تفكك المجتمع وفقدان الثقة وايضاً الامانة وخيانتها والصدق بالوعود والايفاء بها وعدم نكلها . مبيناً ان الرسول الاكرم (ص) . قد جاء بهذه الاخلاق وجاء اهل البيت (ع) . ليؤكدوا على هذه المفاهيم الاخلاقية والنهي عن الخروج من هذه المفاهيم وما لها من مردودات تؤثر على صفاء المجتمع وثقتهم في ما بينهم . فهي تشمل جميع الاوساط كالاوساط التجارية والعلمية والسياسية والاجتماعية وحتى الاسرية . مشدداً على ضرورة ان يكون الانسان او المسلم تحديداً لساناً واحداً ووجهاً واحداً يتعامل بهما مع الناس .
فان كان يتعامل بغير ذلك فهو محسوب منافق ويتعامل بتعاملات الشياطين فالصفات الحميدة ان لم تجدها في شخص هذا معناه انه يحمل الصفات الذميمة . واي مجتمع فقد فيه الثقة سيسوده سوء الضن والتشكيك ونجد الكل يطعن بالكل والكلم لن يوثق احد بالاخر . فنحن نشاهد ما يحصل في مجتمعنا عندما يأتي زيد او عمر ويتشكى من مسؤول له او مديره في دائرته واذا به ما ان يدخل عليه نجده يتملق له وياخذه بالاحضان وهذه من اكبر واوضح صفات المنافق . ومن له لسانان في الدنيا فعندما ياتي في الاخرة نجد له لسانان من النار وهذا ما قاله مولانا الامام الصادق (ع) .
كما اننا نشاهد العديد من الظواهر التي تنتشر في مجتمعنا ايضاً فعندما نجد ان البعض ياتي الى الفقراء والبسطاء ليجعل لهم ايامهم القادمة نعيم ويصورها لهم بانه سينهي على الفقر وانه منهم واليهم وما ان يصعد سيارته ويذهب واذا به يصدر امره الى عناصر حمايته بحرق المعاملات التي اخذها من اولائك البسطاء . كما اننا نجد الكثير من هذه الحالاات قبل الانتخابات وبعد ان تنتهي هذه الانتخابات واذا به لم يلتفت خلفه ويترك الناس جميعاً ممن اوعدهم ورفع امامهم الشعارات وتحدث لهم بلسان التواضع . ولذا علينا ان نحذر من المنافقين الذين لهم وجهين ولسانين لانهم يقربون لنا البعيد ويبعدون عنا القريب . مؤكداً على ان هذه الظاهرة انتشرت في الاوساط السياسية مكرراً هذه الجملة مرتين .
اما في خطبته الثانية : فقد تحدث عن علاقة الحاكم بالرعية وبناءها واصلها وهي من الاصول التي ينبغي ان تكون العلاقة بين الحاكم والمحكوم مبنية على الثقة المتبادلة . والوقوف على العناصر التي تدعو الى زعزعة الثقة وفقدانها . فعندما يقصر الحاكم مع المحكوم ويجوع جائع وتحصل فوارق وتكون هناك حفاة ومحرومية . فهنا يبدأ فقدان الثقة لان الحاكم متخم ولم يسمع الجائع ولا صرخاته ولا مناشداته . مستذكراً وصية امير المؤمنين الى مالك الاشتر التي ركز فيها الامام على الصدق والصراحة عندما اوصاه ان يصحر لهم وعندما يعترف الحاكم بالتقصير تجاه المحكوم ويعتر فان لهم الحق ويعتذر لهم فان في ذلك رياضة لتربية النفس ورفقاً بالرعية . فيجب ان تكون هناك صراحة وصدق ووضوح من قبل الحاكم تجاه الرعية .
فما شاهدناه من احتجاجات ومظاهرات وصيحات وصرخات جاء بعد فقدان الثقة ، فمن نزل الى الشارع هو نفسه الذي كان يثق بالمسؤولين ايام الانتخابات وهو من خرج وصوت ووضع ثقته في المسؤولين وعندما وجد ان هناك حيف يقع عليه فقد الثقة ونزل الى الشارع وهؤلاء هم نفسهم من اوصل المسؤولين الى مقاعدهم التي يتبجح احدهم بان له كذا الف معه . ولكن كثرة الوعود والمراشقات والقاء التهم على هذا وذاك وفتح ملفات وتشهير وتسقيط والشعب يأن ويصرخ ويصيح بان هناك سراق محميون نهبوا خيرات البلد فالشعب لا يريد قصور ولا منتجعات بل هو يريد لقمة العيش ويريد العمل وان شعر بان الحاكم صريح معه ويعترف باخطائه ويعتذر للشعب فالشعب سيكون بجانبه . ونحن نسمع الوعود بالمئة يوم التي فوجئنا بانها مهلة فقط للوزراء كي يقدموا برامجهم وليس هي فرصة لتقديم شيء من اجل الفقراء . فنحن نستغرب من كثرة التصريحات والخداع في القول وعندما يخرج علينا من يقول ان سوء الخدمات هو سببه عدم تشريعات القوانين . متسائلاً سماحته هل ان مفردات البطاقة التموينية تحتاج الى قانون ؟.
وهل الكهرباء تحتاج الى قانون ؟. والخدمات ووووووو؟. فاليوم لا يجدون الا القاء اللوم على الغير بل البعض يهدد بفتح ملفات تاركاً الامة غارقة في ما هي عليه الان ولم ينظر فقط الا للتناحرات والصراعات السياسية ويحاولوا القاء اللوم على غيرهم . مستخدمين الاساليب الرخيصة . فان كنتم صادقين دعوا اعمالكم تتكلم كما عمل غيركم ممن سبقكم . فانتم تتاجرون اليوم ومن خلال القاء التهم واستخدام الاساليب الرخيصة بدماء الشهداء وبعوائلهم وبايتامهم وباراملهم وامهاتهم الثكالى . فكفوا عن استخدام هذه الاساليب الرخيصة وعليكم الالتفات الى الشعب الذي يريد لقمة العيش ويريد العمل والخدمات . وركزوا على شعاراتكم وان بقيتم على اساليبكم الرخيصة والقاء اللوم على الغير فهذا معناه انكم ماضين الى الهاوية والسقوط . فاليوم يفكرون بعقلية معارضة ويحتكرون لاحزابهم ونحن نقول ان العراق دولة وليس حزب او لحزب معين فعلى الحاكم ان يكون عادلاً مع الجميع .
وكذا مجلس النواب الذي مر على انتخابه مدة عام وقد عقدنا عليه الامال وكنا نستبشر منه خير ولكنه لحد الان لم يشرع اي قانون بالاضافة الى القوانين التي رحلت من الدورة السابقة بعدما ركزوا على امتيازاتهم ورواتبهم وتركوا هذه القوانين حتى جاءت اليكم وانتم اليوم تعطلونها من جديد .
مطالباً مجلس النواب بالتعجيل لتشريع القوانين وكذا تفعيل الدور الرقابي للمجلس ولجان النزاهة والمتابعة فهو مطالب بان يشرع القوانين التي تخدم الشعب وليتركوا الخطابات داخل مجلس النواب لان هذا وقت الشعب وهناك وسائل اعلام ومنابر اخرى يستطيعوا ان يخطبوا منها خطاباتهم التي شبع منها البلد . فعليكم يا مجلس النواب ان تركزوا على قضية الفساد وفتح ملفاته والكف عن تشكيل اللجان التي لا تجدي نفعاً والتي لم نسمع منها اي نتائج وعليكم يا مجلس النواب ان تقفوا عند مطالب الجماهير وتهتموا بها والتي قد حاول البعض ان يخفيها ويغطيها وهي مطالب مشروعة .
اما عن الوزارات الامنية فقد اكد سماحته ان من سياتي لهذه الوزارات سيكون حزبياً وفئوياً وان ما يطلق من خلال الاعلام على انهم مستقلين فهذا كذب وليطمأنوا ابناء الشعب فان هاتين الوزارتين سوف تقودهما الاحزاب .
كما طالب من جميع الوزراء الذين يحملون صفات الامانة العمة ويجمعون بينها وبين موقع المسؤولية ان يستقيلوا من مناصبهم في احزابهم لانهم بالتاكيد سوف يسخرونها لاحزابهم .