قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال مؤتمر صحفي مع الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز إنه يشارك الرياض الشعور بالقلق بشأن اليمن والحاجة لاستعادة عمل الحكومة ومعالجة الوضع الإنساني.
كما أعلن أوباما أنه والعاهل السعودي سيواصلان التعاون الوثيق لمواجهة الإرهاب في العالم بما في ذلك قتال تنظيم الدولة الإسلامية، مضيفا أنه سيبحث مع الملك السعودي سبل التصدي لأنشطة إيران التي تزعزع استقرار المنطقة.
ومن جهته صرح الملك سلمان بأنه يعتزم التعاون مع الولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
وشدد الملك سلمان أن اهتماماته تنصب على تحقيق الاستقرار لصالح شعوب الشرق الأوسط، مؤكدا في الصدد على أهمية العلاقات السعودية الأميركية في كافة المجالات.
هذا وأكد الرئيس الأمريكي أنه والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، الذي يزور واشنطن، يمكنهما بحث تحول سياسي لإنهاء الصراع السوري، مبينا أنه يعتزم مناقشة الوضع في اليمن والاتفاق حول برنامج إيران النووي، إلى جانب قضايا أخرى مع الملك السعودي.
أما اقتصاديا فقد أشار أوباما قبيل المؤتمر الذي جمعه بالملك أنه يعتزم مناقشة أسواق الطاقة التي شهدت أسعار النفط فيها تراجعات حادة في الشهور القليلة الماضية.
وتعتبر هذه أولى زيارات الملك سلمان للولايات المتحدة منذ أن تسلم مقاليد الحكم خلفا للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، في يناير/كانون الثاني ٢٠١٥.
أما عسكريا، فقد أعلنت مصادر مطلعة أن السعودية باتت في مرحلة متقدمة من مباحثاتها مع الولايات المتحدة لشراء فرقاطتين، بقيمة تفوق مليار دولار، ويتوقع الوصول إلى اتفاق في هذا الشأن نهاية العام الحالي، مشيرة إلى أن برنامج التحديث الأكبر سيشمل التدريب والبنية الأساسية ومعدات حربية مضادة للغواصات، وقد يشمل طلبيات من بلدان أخرى.
ومن المنتظر أن تفتح صفقة الفرقاطتين الباب أمام المملكة العربية السعودية لتحديث أسطولها البحري من السفن الأمريكية القديمة والذي سيكلف الرياض مليارات الدولارات.
يذكر أن المسؤولين الأمريكيين والسعوديين بصدد وضع اللمسات الأخيرة بشأن تفاصيل شراء عشر مروحيات "أم إتش ٦٠ آر" التي تستخدم في العمليات الحربية المضادة للغواصات ومهام أخرى، بقيمة ١.٩ مليار دولار، علما بأن شركة "سيكورسكي إيركرافت" تقوم بتصنيع تلك الطائرات.
الجبير: الحل في سوريا سياسي يشمل رحيل الأسد
قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الجمعة ٤ سبتمبر/أيلول خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب القمة السعودية الأمريكية في واشنطن، إن اللقاء بين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي باراك أوباما كان إيجابياً ومثمرا، مضيفا أن اللقاء بينهما يعد مؤشرا على عمق العلاقات بين البلدين.
وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن المباحثات شملت الاتفاق النووي مع إيران، مشيرا أن أوباما أكد لخادم الحرمين أن الاتفاق يمنع إيران من تطوير سلاح نووي.
ووجه الجبير في كلمته أصابع الاتهام إلى إيران قائلا إنها تقوم بالاعتداء على جيرانها منذ ثورتها عام ١٩٧٩، مبرزا أنه على طهران وقف دعم الإرهاب وتغذية الخلافات الطائفية الداخلية، قائلا إن الكرة الآن في ملعب إيران وعليها أن تثبت جديتها في فتح صفحة جديدة.
هذا وصرح عادل الجبير بأن المملكة العربية السعودية تدعم القوة العربية المشتركة وأنها تتشاور مع مصر والدول العربية بشأنها، مبينا أن القمة الأمريكية السعودية بحثت التعاون العسكري ومواجهة الإرهاب.
وفي الشأن السوري وبخصوص الأزمة، أفاد وزير الخارجية السعودي بأن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته ولا بد من حل سياسي يشمل رحيل الأسد، مشددا على أن موقف المملكة بالنسبة لسوريا لم يتغير، هذا وأضاف الجبير أن الرياض تقف مع الشعب السوري ووحدة الأراضيه وأن القمة السعودية الأمريكية بحثت حل الأزمة وفقا لبيان جنيف ١.
أما بخصوص اليمن فقد أكد الوزير السعودي أن أكثر من نصف مليون يمني استفادوا من سياسة توفيق الأوضاع في السعودية، وأن المملكة ستواصل توزيع مواد إغاثة في اليمن مع توخي الحذر حتى لا يصادرها مسلحو الحوثي والموالين لهم.
