وقالت روسيا أمس السبت (الثالث من تشرين الأول ٢٠١٥) إنها ستكثف غاراتها الجوية في سوريا تصعيدا لتدخلها العسكري، الذي تقول موسكو إنه ينال من تنظيم "داعش"، فيما تقول قوى غربية إن هدفه دعم الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال مسؤول كبير بالجيش الروسي إن مقاتلات نفذت - انطلاقا من غرب سوريا- أكثر من ٦٠ طلعة جوية خلال ٧٢ ساعة في مختلف أنحاء البلاد. وقال أندريه كارتابولوف من رئاسة أركان الجيش الروسي "لن نواصل الغارات الجوية فحسب... بل سنزيد كثافتها أيضا."
وأضاف كارتابولوف "الغارات نفذت على مدار الساعة من قاعدة حميميم في عمق الأراضي السورية"، مشيرا إلى مطار قريب من الساحل السوري على البحر المتوسط تستقر به المقاتلات الروسية. وتابع "في ثلاثة أيام نجحنا في إضعاف البنية التحتية للإرهابيين وتقليل قدراتهم العسكرية بدرجة كبيرة"، حسب وصفه.
استياء غربي
بيد أن الغارات الجوية التي تنفذها روسيا في سوريا أثارت انتقادات قوية من الولايات المتحدة وحلفائها. وحذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، المتحفظ من أي التزامات عسكرية في الشرق الأوسط بعد ما تكلفته الولايات المتحدة في حرب العراق، نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أنه يدافع عن حليف مستبد وإنه قد ينزلق إلى "مستنقع".
أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فقال إن هذه الضربات تزيد الموقف سوءا وتساعد الرئيس السوري بشار الأسد على البقاء في السلطة. وأضاف كاميرون قائلا: "إنه من الواضح تماما أن روسيا لا تميز بين تنظيم "داعش" وجماعات المعارضة السورية المشروعة، ونتيجة ذلك أنهم بالفعل يدعمون الأسد الجزار ويساعدونه، ويزيدون الموقف سوءا بحق".
بينما قال وزير دفاعه مايكل فالون إن ضربة جوية واحدة بين كل ٢٠ ضربة روسية في سوريا تستهدف تنظيم "داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في شرق سوريا وغرب العراق. واتهم الوزير البريطاني روسيا بإسقاط ذخائر غير موجهة في مناطق يسكنها مدنيون وضد فصائل معارضة تدعمها دول غربية وخليجية في مواجهة الأسد.
المعارضة السورية اتهمت روسيا باستهدافها قائلة إن ضحايا غاراتها معظمهم مدنيون. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو كيان معارض، أن الضربات الجوية الروسية أدت منذ الأربعاء حتى ليل الجمعة إلى مقتل ٣٩ مدنيا بينهم ثمانية أطفال، و١٤ مقاتلا. وأوضح المرصد أن اثنين من المقاتلين هما من جبهة النصرة (إدلب) و١٢ آخرين من تنظيم داعش (الرقة).
وفي وقت لاحق، أكد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس مقتل ستة مدنيين "هم سيدة وأربعة من بناتها وعنصر من الدفاع المدني وإصابة نحو ١٠ آخرين بجروح، جراء تنفيذ طائرات حربية يعتقد أنها روسية ضربات عدة بعد ظهر اليوم على مناطق في بلدة احسم في جبل الزاوية" في إدلب.
كما طالت الضربات الروسية السبت، وفق المرصد، مستشفى ميدانيا في قرية البرناص في ريف اللاذقية (غرب)، قال ناشطون إنه تابع لمنظمة "أطباء بلا حدود". بيد أن المتحدث الإعلامي الإقليمي لدى المنظمة يزن السعدي قال لوكالة فرانس برس إن المنظمة "كانت تدير المستشفى في وقت سابق وسلمته قبل نحو عام إلى طواقم طبية محلية"، مؤكدا "تعرض المستشفى لغارات أدت إلى تضرر بعض أبنيته وإجلاء الطاقم الطبي العامل فيه".