وقال مدير الآثار السورية مأمون عبد الكريم " تلقينا معلومات ميدانية مفادها أن قوس النصر دمر، وكان التنظيم الإرهابي فخخه قبل أسابيع".
وأضاف "نعرف أن داعش فخخ معالم أخرى. إنهم يريدون تدمير المسرح. ونحن نخشى على مجمل المدينة الأثرية".
ويقع قوس النصر، البالغ من العمر ٢٠٠٠ عام، عند مدخل شارع الأعمدة في هذه المدينة التاريخية ، ويعود إلى عهد الدولة الرومانية.
وتعد مدينة تدمر التي يسيطر عليها التنظيم منذ الـ٢٠ من شهر مايو/أيار الماضي إحدى أقدم المدن التاريخية في العالم، وتنتشر الصروح المختلفة فيها على مساحات واسعة وتعود معالمها الحضارية إلى القرنين الأول والثاني الميلاديين، وقد ازدهرت بشكل خاص في عهد الملكة زنوبيا ونافست الحضارة الرومانية وقتها، وأدرجتها منظمة اليونيسكو عام ٢٠١٣ على لائحة التراث العالمي المعرض للخطر.
ومنذ اقتحامها بدأ تنظيم "داعش" باستهداف آثارها وشخصياتها الثقافية.
ففي ٤ سبتمبر/أيلول دمر ٣ مدافن أثرية على شكل أبراج وهي "جمباليك وإلاله بل وكيتوت".
وسبق ذلك تفجيره في الـ ٢٣ من أغسطس/آب معبد بعل شمين الشهير في المدينة.
وهو معبد يقع في الحي الشمالي للمدينة فوق أنقاض معبد أقدم منه، يتألف بناؤه من الحرم وساحتين شمالية وجنوبية تحيط بهما الأروقة، وأمام الحرم عتبة تحمل ٦ أعمدة وجبهة مثلثية، ودخلته بعض العناصر المعمارية الإغريقية والرومانية.
عملية تفجير معبد بعل شمين جاءت بعد أيام قليلة من عملية ذبح عالم آثار في مدينة تدمر قام بها مسلحو التنظيم وعلقوا جثته على عامود في ميدان عام.
إلى ذلك، أظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية تعرض معبد "بل" في مدينة للتدمير، ليصبح بذلك ثاني معبد يدمره تنظيم "داعش" في غضون أسبوع في المدينة الأثرية.
ويعد معبد "بل" في تدمر أبرز معالم هذه المدينة الأثرية الملقبة بـ "لؤلؤة الصحراء"، وقد استغرق بناء هذا المعبد، الذي كان يزوره قبل بدء النزاع في البلاد نحو ١٥٠ ألف سائح سنويا، نحو قرن من الزمن إذ بدأ تشييده في عام ٣٢ وانتهى في القرن الثاني.
وفي ٢ يوليو/تموز الماضي دمر التنظيم تمثال أسد اللات الذي كان موجودا في حديقة متحف مدينة تدمر وسط سوريا، وهو قطعة فريدة بارتفاع أكثر من ٣ أمتار وتزن قرابة ١٥ طنا.