وقال خلال الحفل التأبيني الذي عقد في العاصمة بغداد، بذكرى رحيل زعيم الطائفة أية الله العظمى الإمام السيد محسن الحكيم "قدس سره" يوم الأربعاء، أنه" اعتدنا أن نقيم هذا الاحتفاء لهذا المرجع الكبير {قدس} والذي يتزامن مع السيد مهدي الحكيم{قدس}",مشيرا إلى انه" حينما نستذكر الشخصية الكبيرة للإمام الحكيم إنما هو احتفاء بالمنهج والمشروع الكبير الذي حمله وهو احتفاء بجميع المراجع الماضين والباقين ".
وأضاف" نحن بأمس الحاجة إلى مفهوم القدوة في حياتنا لأنهم مثلوا القدوة في حياتهم وتركوا القدوة ، وضرورة أن نأخذ على أنفسنا توجهات ورؤية المرجعية فنلتزم بها ونتخذها منهجا في حياتنا ", مبينا أن" السيد محمد باقر الصدر{قدس} نعى السيد الإمام محسن الحكيم{قدس} بعد رحيله برسالة طويلة وجاء في بعض نصوصها{لن أنسى الحياة المشتركة في ظل الزعامة الرشيدة وبودي أن يشتروا المؤمنين هذه الزاعمة الرشيدة بدمائهم}".
وبين ،أن" شخصية الأمام الحكيم{قدس} تميزت بالشمولية على جميع الأصعدة العلمية والسياسية والاجتماعية وكان مميزا حتى في بعده الشخصي الذي عاش يتيماً ، كما عاش الفقر المتقع وكان طعامه لعقود طويلة هو الخبز واللبن".
ولفت إلى، أن" المرجع السيد الحكيم تميز بالسلوك العرفاني والأخلاقي وتتلمذ على أيدي الكثير من العلماء".
ومضى قائلا، "كان {قدس} من البكائين في انقطاعه إلى الله وكان يتفاعل مع المظالم التي يتعرض عليها الناس وكان يبكي لمحنة الناس لما يتعرضون عليه وكان يتسم برقة القلب وكان يهتم بالصدق والأمانة ".
وتابع أن" الإمام الحكيم {قدس} غرس المسؤولية في نفوس حاشيته وأبنائه وكان يمارس أموره الخاصة بنفسه حتى في شرب الشاي ".
وأشار الى أن" الرسائل التي تأتيه كان يرد عليها بنفسه دون تكليف شخص آخر",مبينا " مهما كان مرموقاً فانه كان متواضعا ",موضحا أن" الإمام {قدس} امتاز بالإيجاز والاستيعاب مع الدقة والرصانة في مؤلفاته وبيانه وتعاطيه العلمي".
ولفت إلى، ان" كتاب منهج الصالحين للفتاوى والمسائل الشرعية للإمام السيد الحكيم{قدس} أصبح كتاباً لكل المراجع ",مضيفا أن" الإمام {قدس} اهتم كثيرا بالحوزة العلمية وبنائها وتطوير طلبتها والرعاية للطلاب الأجانب ".
وقال، أن" الإمام {قدس} كان أول مرجع يحدد مخصصات شهرية ثابتة لطلبة العلوم الدينية ، مما ولد استقرارا نفسية لطلبة العلوم الدينية وأدائهم البحث الخارج".
وأضاف " كان يهتم كثيرا بمناسبات ولادات ووفيات أهل البيت عليهم السلام وكان الرأي العام يركز عليها وكانت حالة فريدة من نوعها في ذلك الوقت وساهم في تشكيل شبكة من الفضلاء وإيفادهم إلى مختلف المناطق للتواصل مع الناس ورفع مستوى الثقافة الدينية وأوفد السيد مهدي الحكيم {قده} إلى بغداد".
وبين، انه" كما أسس الكثير من المشاريع التي خدمت الجميع كما أسس ٧٠ مكتبة في ظروف استثنائية والتي ساهمت في رفع المستوى الثقافي كما أسس الكثير من المكتبات في مختلف بلدان العالم ".
وقال انه" في احدى زياراتي الإرشادية إلى اندونيسيا قبل ١٥ سنة من الان لعله او اكثر , انتقلنا من جزيرة جاوة الى جزيرة سومطرة , لنذهب لإلقاء محاضرات هناك وفي تلك الغابات نسير واذا بلوحة موضوعة مكتبة الحكيم " باللغة العربية واللغة المالاوية وهي لغة اندونيسيا , فاخذني الفضول من هذا الحكيم ومكتبة الحكيم وقلت للسائق قف هنا لننظر ماهذا , فوقف الاخوان ونزلنا لنعرف من هؤلاء مكتبة الحكيم , دخلنا واذا به بالفعل مكتبة وهذه كتبنا وسالنا صاحب المكتبة قال قبل كذا سنة جاء وفد من الإمام السيد محسن الحكيم من النجف ويحمل معه عبر السفن سفينة بهذه الكتب جاء بها الى هذه المنطقة واخرجوا لنا صور وكان يحفظون بعض هؤلاء ألقابهم وليس أسمائهم ورئيس الوفد كان من أل المظفر , الشيخ المظفر لا يعرفون من هو اسمه بالضبط لكن اطلعت على صورهم الوفد الذي جاء والى الان باقية بالذاكرة , كتب صحيح في تلك المنطقة النائية قد لا يوجد الكثير ممن يقرا هذه الكتب لكن اهتمام الإمام الحكيم في ذلك الحين , ان يرسل الكتب حتى الى هذه المناطق البعيدة والنائية فضلا عن إفريقيا ومناطق آسيا المختلفة الى غير ذلك , وهذا كان قد اوجد حركة فكرية وعرفية كبيرة لمسنا آثارها في العراق والحركة الإسلامية بنيت وربت ملاكاتها وكوادرها في رحاب هذه المكتبات العامة , وإضافة إلى المناطق الأخرى في العالم الإسلامي .وكذلك في التبني او الدعم لإصدار العديد من المجلات الثقافية المهمة وكان امرا ملفتا في ذلك الحين "مجلة الأضواء ومجلة الايمان ومجلة النجف , ومجلة رسالة الإسلام" , إصدارات اخرى في كربلاء وفي الكاظمية , هذه الحركة الواسعة من النشر والمجلات والمقالات والحركة الثقافية كانت غريبة في ذلك الحين , تبناها وتصدى لها الإمام الحكيم .
ولفت الى "الاحتفالات الدينية المركزية في النجف وكربلاء اذ يأتي الناس من كل مناطق العراق لتشارك في الاحتفالات فتكون احتفالات ضخمة وهادفة وشعرائها ومتحدثوها يطلقون رسائل سياسية واضحة ويعبرون عن موقف المرجعية في هذه الاحتفالات ، فكانت منطلقا لحركة سياسية واسعة ضمن المعايير والإطار الذي كان يتحرك فيه الإمام الحكيم .
وفي الجانب الاجتماعي بين" نجد ان مرجعية السيد الحكيم {قدس}، وكانت مرجعية منفتحة على المجتمع ومركزة على العشائر بشكل خاص , وكان الإمام الحكيم يعرف الكثير عن هذه العشائر فحينما يدخل عليه احد الشيوخ ولعل في شيوخ الاكارم الحاضرين من حصلت له مثل هذه التجربة حتى يهتم به الإمام الحكيم ويسأل عنه وعن أولاده بأسمائهم وعن أخوانه بأسمائهم , احيانا عن زوجته ويعرفها من أي عشيرة فيسال عن أهلها وعن أسماء أبوها وأخوها, فهذه السعة في المعلومات وفي الأسماء وفي تفاصيل هذه العشائر الكريمة , وكانت قضية جدا ملفتة للعشائر ولذلك نجد ان عشائرنا الكريمة بعد مرور ٤٤ سنة إلى ألان لازالت منشدة بشكل كبير إلى مرجعية الإمام الحكيم {قدس سره }".
وعن الموقف التاريخي للإمام الحكيم {قدس} تجاه الشعب الكردي بين السيد عمار الحكيم ان" هذه الوقفة التاريخية التي حملت الإمام الحكيم الكثير من التبعات ولكنه وقف لانه استشعر ان مسؤوليته الشرعية ومسؤوليته الوطنية ومسؤوليته الانسانية كانت تحتم ذلك ان يقف ويدافع عن شعب مظلوم يتعرض الى هذا الحجم من الضغوط والاستهداف وفتواه الشهيرة بحرمة قتال الكرد في وقت توجهت الحكومة الظالمة الدكتاتورية انذاك لاستهداف الشعب الكردي الكريم هذه ايضا كانت من المواقف الوحدوية الواضحة التي سجلت للامام الحكيم ".
وتابع قوله "نهج الإمام الحكيم هو ليس سردا تاريخيا او تعرفا على شخصية لنخرج وننشغل بهمومنا وانما هو منهج نحن اليوم بامس الحاجة اليه كيف نعمق هذه الوحدة وكيف نعزز هذه اللحمة بين ابناء الوطن الواحد وكيف نتجاوز هذه التحديات التي تقف بوجهنا في الظرف الراهن ،وفي القضية الفلسطينية نلاحظ موقف مميز للامام الحكيم ,هو أول مرجع اسلامي افتى بجواز العمليات الفدائية الفسطينية بكل الوسائل المتاحة ضد الكيان الصهيوني واول مرجع افتى بدفع الزكوات للمقاتلين الذين يقاتلون ضد الكيان الصهيوني".
وبين ان" هذه الفتاوى ادت الى تعاطف والى اهتمام كبير من قبل الشعب اللبناني وفي جنوب لبنان على وجه التحديد مع الفصائل الفلسطينية التي كانت تتحرك وعلى هذه الخلفية انتقلت منظمة التحرير الفلسطينية بمقرها المركزي الى لبنان في هذه المرحلة لانها كانت تحضى بدعم نتيجة هذه التوجهات للامام الحكيم {قدس}.
واشار الى ان " الانتصارات الكبيرة التي يحققها القوات الامنية تسير بخطى واثقة وان كانت بطئيه لطبيعة المناخ في المعركة ولكننا على عاميين واجهنا الدواعش بصبر ونصر وانتصار واليوم ايضا يتميز العراق بانه يستمرون في المعركة بنكهة ودماء وايادي وتضحيات ورجال ابطال اشاوس عراقيين يحققون الانتصارات واحدة تلو الأخرى ونحن نثمن الدور الذي يقون به أصدقاء العراق في الاستشارات والدعم للعراقيين ",مؤكدا ان" العراقيين يقاتلون الدواعش عن العالم اجمع.
وافاد انه" نحن على مشارف عاما جديد فيه تحديات جديدة ",مبينا أن" العام المنصرم كان فيه الكثير من المتغيرات والعام المقبل ستتسارع فيه المتغيرات وسبق أن اشرنا في بداية ٢٠١٦ سيكون عام التسويات ونحن اليوم وصلنا إلى الايام الاخيرة من هذا العام نجد ان هناك العديد الحلول".
واكد بالقول "عانينا كثيرا من الحروب حيث ان الحل يكمن في حوار إقليمي يطرح كل الملفات الخلافية ويصل الى قرار باتجاهها لكن الاستجابة قد تاخرت ولايوجد حال الا بالعودة الى طاولة الحوار والحوار الاقليمي قادم لامحال وكلما وصل الجميع الى قناعة في نفوذهم كان الحل اقرب".
ولفت الى " اهمية الوصول إلى حلول في سوريا تحمي الجميع وتقطع مناشئ التدخل الأجنبي وكلما تأخرت التسوية السياسية في سوريا ستدمر ",مبينا أن" بوادر الحل في سوريا تلوح في الأفق ولاخيار الا بالحلول السياسية "
وبشان اوضاع العراق اوضح السيد عمار الحكيم" نستكمل اليوم معركتنا المصرية وعلينا أن نرسم ملامح المرحلة المقبلة وهي ماهي الخطوات المطلوبة منا وعلينا التفكير بمشروع حافظ وجامع لكل العراقيين حتى نسير بتفاهم حقيقي يضمن مصالح العراقيين وان مشروع التسوية يمثل تحديد ملامح مستقبل عراق المقبل ",مبينا، أن" مشروع التسوية الوطنية هو مشروع التحالف الوطني وليس مشروع السيد عمار الحكيم او كتلة المواطن او المجلس الاعلى الاسلامي العراقي".
ووجه كلامه لمن يرفض مشروع التسوية بالقول " أعطونا مشروعا بديلا"، واشار الى انه "هناك صنف رفض المشروع من اجل المزايدات وإرباك الشارع ، ونقول لهم لسنا من دخل في المزايدات السياسية ونحن إمام استحقاقات مصيرية ",مبينا أن" هناك أجيال عراقية ستقيم مواقفنا في هذه الأيام الحرجة "لافتا إلى إن" هناك صنف يقبل المشروع والمبدأ والمسار لكن له أسئلة بان التسوية لمن ومع من ونقول له أسئلتك على الرأس ومشروعة ونقول نحن نريد تسوية واضحة شفافة ومعروفة تجيب على كل التساؤلات ونتفق معاً لكي نسير سوية".
ولفت إلى أن" هناك صنف تبنى التسوية ويسيرون بخطى واثقة مع الحذر ويتواصلوا مع شركائهم في الوطن لكي نسير معاً والتسوية فيها مخرجات ثلاثة ونسير بقوة وهي أولا نريد الأمن للعراقيين ",مبينا أن" الذين يفجرون لديهم ممرات آمنة لدخول عشرات ألاف الإرهابيين وهولاء المجرمين يضغطون على الدولة ".
وقال ان" الفقرة الثانية في التسوية هي " نريد ان نضع ايدينا بشركاء ينبض حب العراق في قلوبهم ، وعندما يمر العراق بتحدي يقف الجميع صفا واحداً بوجه التحديات".
وختم بقوله " اما الفقرة الثالثة في التسوية هي الاندماج الإقليمي مع العراق ونريد ان يكون العراق لاعبا أساسيا مع جيرانه ويبني علاقات طيبة مع باقي الدول التي يجب ان تعتبر بان العراق بلد ذو سيادة ",مبينا ان" هذه التسوية للعراقيين جميعاً ولاتنحسر بالعرب وحدهم ومساحات محددة وإنما للعراقيين بكل تلاوينهم ",مؤكدا انها" ستجلب الخير لجميع العراقيين".