وعلى الرغم من المكاسب الميدانية الكبيرة التي حققتها القوات السورية الحكومية ٬ والتوصل إلى هدنة عمت سائر أنحاء سوريا٬ باستثناء الأراضي الخاضعة للإرهابيين٬ اعتبرت الصحيفة أن الرئيس السوري٬ بشار الأسد٬ وحكومته٬ لن يتمكنا من استعادة السيطرة بالكامل على البلاد.
وبالإضافة إلى وجود احتمال لانهيار نظام وقف إطلاق النار بين الجيش الحكومي وقوات المعارضة٬ يواصل تنظيم داعش المصنف إرهابيا على المستوى العالمي تمثيل قوة عسكرية كبيرة مناهضة لدمشق في الحرب٬ التي لا دليل٬ حسب الصحيفة٬ على انتهائها خلال العام الجاري.وهو الأمر الذي يؤكده تمكن مسلحي داعش٬ في شهر كانون الأول من العام الماضي٬ من استعادة السيطرة على مدينة تدمر التاريخية٬ التي تم طرد التنظيم منها سابقا في عملية مشتركة للجيش السوري والقوات الروسية.
وقالت الصحيفة٬ إنه حتى التدمير العسكري لـداعش قد لا يؤدي إلى حل القضية الناجمة عنه٬ علما بأن التنظيم نشأ على أسس إيديولوجية قوية تنتشر وتجند مقاتلين من الشباب ليس فقط في سوريا والعراق فحسب٬ وإنما في العالم بأسره.
وفي العراق٬ أدت محاربة تنظيم داعش٬ حسب الصحيفة٬” إلى تقويض أكبر لقدرة السلطات على الحكم٬ وسببت دمارا ضخما وأسفرت عن تجنيد الشباب وجعل المجتمع العراقي جريحا”.وأشار التقرير إلى أن تعميق عملية زعزعة الاستقرار في البلاد بسبب داعش عززت المناسفة بين مختلف القوى السياسية العسكرية داخل البلاد٬ ومنها الطوائف الدينية والعرقية٬ وكذلك بين الدول الأجنبية٬ وعلى رأسها تركيا وإيران٬ على السلطة والموارد.
وتابعت الصحيفة قائلة٬ إن عامل تنظيم داعش أصبح موجودا بالقوة أيضا في تركيا٬ معتبرة أن “يوم الهجوم على ملهى ليلي في اسطنبول ليلة رأس السنة يبدو بادرة لمزيد من العنف في المستقل”.
وأشار التقرير إلى أن هذا الحادث قد يمثل مؤشرا على تصعيد لاحق في البلاد٬ التي تواجه حكومتها في الوقت ذاته نزاعا متدهورا مع المتمردين الأكراد على خلفية انهيار الهدنة بين أنقرة و”حزب العمال الكردستاني” في تموز من العام ٢٠١٥.