وترتبط هجمات ٩/١١ عادة باسم اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة٬ في حين ان المخطط الحقيقي كان خالد "شيخ محمد" الذي علمت الاستخبارات الاميركية لاحقاً ان لديه قدرة لا مثيل لها على تنظيم هجمات ارهابية كبيرة بخلاف بن لادن الذي لم تكن لديه قدرة كهذه.
كان خالد شيخ محمد باكستانيا نشأ في الكويت وأمضى اربع سنوات في الدراسة لنيل شهادة جامعية بالهندسة الميكانيكية من جامعة ولاية نورث كارولاينا.
وكان محمد ضالعاً في عمليات ارهابية من مانيلا الى تايلاند الى نيويورك حتى ان الاستخبارات الاميركية وضعته في عام ١٩٩٦ على رأس الارهابيين الخطرين الذين ما زالوا طلقاء في العالم٬ وجعلت اكتشاف مكان وجوده اولوية عليا. وأخيراً وجدته في قطر حيث أعطي وظيفة شكلية في المؤسسة العامة للماء والكهرباء.
ويقول ريتشارد كلارك منسق الشؤون الأمنية ومكافحة الارهاب في ادارتي كلينتون وبوش ان القرار بشأن الخطوة التالية بعد معرفة مكان وجود خالد شيخ محمد أنيط بلجنة تمثل الأجهزة والوزارات ذات العلاقة تولى هو رئاستها.
وبحسب كلارك فانه "كان هناك اتفاق في اللجنة على اننا لا نستطيع ان نثق بالحكومة القطرية للقيام بما هو بديهي٬ أي أن نطلب من الجهاز الأمني المحلي القاء القبض عليه وتسليمه. فان للقطريين تاريخاً من التعاطف مع الارهابيين
ويبدو ان وزيراً معيناً ينتمي الى الأسرة الحاكمة كانت له ارتباطات بجماعات مثل تنظيم القاعدة وهو الذي يرعى خالد شيخ محمد٬ على مايبدو" ٬ كما يكتب كلارك في صحيفة نيويورك ديلي نيوز.
وفكرت الاجهزة الاستخباراتية الاميركية في خطف محمد من قطر ونقله الى الولايات المتحدة لمحاكمته هناك. ولكن بسبب التداعيات المحتملة لمثل هذه العملية قررت ادارة كلنتون في النهاية ان الخيار الوحيد المتاح لها هو مفاتحة الحكومة القطرية نفسها.
وللتقليل من خطورة مثل هذه الخطوةُ طلب من السفير الاميركي في الدوحة ألا يتحدث إلا مع الأمير نفسه وان يطلب من الأمير التحدث فقط مع رئيس الاستخبارات القطرية.
وكان الطلب الاميركي يتمثل في توقيف خالد شيخ محمد لبضع ساعات ريثما يصل فريق اميركي بيده مذكرة القاء قبض لاعتقاله ونقله الى الولايات المتحدة.
ويكشف ريتشارد كلارك ان خالد شيخ محمد المطلوب لضلوعه في عمليات ارهابية في انحاء العالم٬ اختفى عن الأنظار في غضون ساعات من لقاء السفير الاميركي مع أمير قطر.
ولم يتمكن أحد من العثور عليه في مدينة صغيرة مثل الدوحة آنذاك.ويتذكر كلارك "ان القطريين قالوا لنا لاحقاً انهم يعتقدون انه غادر البلد. ولم يقولوا لنا قط كيف غادر".
ظل خالد الشيخ محمد طليقاً لينظم هجمات ٩/١١ وتفجيرات بالي في اندونيسيا وقتل الصحافي الاميركي دانيل بيرل وهجمات ارهابية اخرى.
وفي عام ٢٠٠٣ اعتقله مسؤولون اميركيون في باكستان يرافقهم ضباط باكستانيون. وهو اليوم مسجون في معتقل غوانتانامو.
ويؤكد المسؤول الأمني الاميركي السابق ريتشارد كلارك انه "لو سلمه لنا القطريون كما طلبنا في عام ١٩٩٦ لكان العالم مكاناً مختلفاً جداً اليوم"