واكد السيد الحكيم خلال الاحتفالية التي اقامها المكتب الخاص لسماحته بذكرى المبعث النبوي الشريف الاربعاء ٢٩/٦/٢٠١١، ان هذه النقاط ستجعل العراق والعراقيين يتطلعون الى مستقبل واعد، مشيرا في تلك النقاط الى (محاربة الفساد المالي والاخلاقي والاداري، توفير الخدمات الضرورية، تدعيم الواقع الامني، انزال القصاص العادل بحق المجرمين، الالتزام بالاتفاقات السياسية، تعزيز الشراكة الحقيقية في القرار والادارة، تعميق الثقة بين الفرقاء السياسيين، وضع ملامح دولة بناء المؤسسات).
محاربة الفساد وتدعيم الواقع الامني
مبينا سماحته الى ان الشارع العراقي يطالب بمحاربة الفساد المالي والاداري والاخلاقي بما يضمن التطبيق الصحيح لقيمنا الاسلامية والحضارية الموروثة.
مؤكدا على ان الشعب العراقي يريد توفير الخدمات الضرورية ومن حقه المطالبة بها، مشيرا الى ان الحاجة للكهرباء والخدمات الاخرى هي من ضمن المطاليب العادلة والشرعية التي كفلها الدستور للمواطن، مشددا سماحته على اهمية تدعيم الواقع الامني عبر خلق واقع امني مستدام مقرونا بالنجاح، وكذلك بناء منظومة امنية تحقق الاستقرار لابناء الشعب العراقي وتبتعد عن النجاحات الوقتية، مبينا بان ذلك يتطلب تنازل وتواضع الكتل السياسية عن بعض مطاليبها من اجل اشغال الوزارات الامنية خدمة لمصالح الناس.
انزال القصاص العادل بحق المجرمين
واشار السيد الحكيم في كلمته التي القاها في المناسبة، الى ان الشعب العراقي موحد تجاه انزال القصاص العادل بحق المجرمين مطالبا بضرورة الاسراع في تطبيق الاجراءات الحاسمة خاصة التي صدرت بحقهم احكام الاعدام وتنفيذها نصرة لدماء الشهداء وعوائلهم، منتقدا في الوقت ذاته اولئك المتحدثين عن مبادئ حقوق الانسان التي يمتلكها الغرب ويجهلها الكثير، مبينا ان هذه الحقوق مكفولة بمعايير وانظمة ويراد ان لا تطبق في العراق.
الالتزام بالاتفاقات وتعميق الثقة والشراكة بين السياسيين
وجدد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي مناشدته الاطراف السياسية الالتزام بالاتفاقات والمواثيق السياسية التي بُنيت عليها العملية السياسية، مشيرا الى ان السياسة لا تعني نقض الاتفاقات، مؤكدا ان العراق صاحب حضارة وقيم وعلى الجميع ان يلتزم بتلك المواثيق والاتفاقات.
مشددا على ضرورة تعزيز الشراكة الحقيقية في ادارة البلد بشكل جماعي حتى نصل الى معايير منطقية وموضوعية تبعد العراق عن أي ضرر مستشهدا بتلك الاستغاثات التي تطلق من قوى سياسية وقوى جماهيرية مطالبة بالشراكة الحقيقية في حكم البلد، مشيرا الى ان القرارات الهامة يجب ان تتخذ بشكل جماعي وبعيدا عن أي مناكفات سياسية.
وحث سماحته الفرقاء السياسيين الى الابتعاد عن التراشق الاعلامي الذي من شأنه التشويش على تركيز المواطن ويجعله بحالة استنفار دائم مطالبا بتعميق الثقة بين الفرقاء والعمل وفق مبدأ الفريق الواحد حتى يستطيع الجميع خدمة هذا البلد وشعبه لان الناس تريد العيش والخدمات والتطلع الى المستقبل وهو حقهم.
مشروع بناء الدولة
واكد السيد الحكيم ضرورة وضع ملامح واضحة لمشروع بناء الدولة الحديث حتى يتم الابتعاد عن المزاجات والمواقف المستعجلة فان بناء الدولة ومؤسساتها وفق سلم اولويات تحكمه الظروف سيجعل تلك الدولة ذات منعة وقوة وهذا يحتاج الى اصدار نظم داخلية لمجلس الوزراء ولكل وزارة والتي من شانها ان تحدد وتنظم العمل في كل مفاصل الدولة.
الترشيق الوزاري
كما اشار السيد الحكيم الى اهمية الترشيق الوزاري المطروح هذه الايام عادا ذلك مطلبا شعبيا بعدما ادرك الناس ان التضخم الحاصل في الوزارة هو الذي اربك الامور وعطل تقديم الخدمات، مؤكدا في الوقت ذاته على ان الترشيق يحتاج الى بث روح الطمأنينة بين الفرقاء السياسيين وجمهورهم وان لا يمثل الترشيق هروبا الى الامام وانما خطوة حقيقية لتعزيز الثقة بين الاطراف والجمهور، مبينا ان خطوة الترشيق تعني رفع الكفاءة والاداء وترشيح الاكفاء لان تركيز العمل في ظل وجود غير الكفوئين يمثل انتكاسة سيكون ضررها كبيرا .
المبعث النبوي الشريف واهميته
اكد السيد الحكيم خلال كلمته بالمناسبة على ان الاسلام يمثل حقيقة التواصل لا التقاطع بل هو تكامل مع باقي الاديان، مشيرا الى ان المبعث النبوي والاسراء والمعراج يمثل ثلاث احداث متصلة تؤكد في مجملها على ان الرسالة الاسلامية هي انطلاقة ثم التوسع وصولا الى الطموح، لان تلك الرسالة بنيت على اساس الاحترام لكل الاديان ولا تحمل ين طياتها أي مضامين للاقصاء او التمرد على الاخر بل هي عملية تواصل مع جميع الرسالات الاخرى.
وتطرق السيد الحكيم الى عدة خصائص اتسمت بها الرسالة الاسلامية ومنها الخاتمية التي تحدد متى ينقطع الخط بين الارض والسماء حينما يصل الانسان الى مرحلة الرشد ويكون قادرا على تحمل اعباء المسؤولية ، ومن ثم بداية مرحلة الامامة الالهية التي تحتاج الى قيادة معصومة بعد النبي ومن مفهومها ايضاً الرجوع الى الفقيه العادل ، لان هناك امامة غائبة ، مشيراً الى اننا بذلك نضع حدا فاصلا بين الامامة المعصومة كما في نظرية الامامة الالهية وبين الفقيه غير المعصوم الذي يجد ويجتهد في قراءة رأي المعصوم ، مؤكدا سماحته ان الرسالة الاسلامية فيها قوانين للحياة وضعت في اطار فيه المرونة والتكيف وكذلك الشمولية والتوازن للانسان على اعتباره المادة الرئيسية لتلك الرسالة، مشددا على ان العراق في ظل ظرفه الحالي يحتاج الى التوازن والانصاف.
مشدداً على ان الرسول الاكرم (ص) هو موحدنا ومقرب فيما بيننا ولا بد ان نستلهم منه واقعا تتكامل فيه الادوار ولا تتقاطع .
واستذكر السيد الحكيم ذكرى استشهاد راهب بني هاشم موسى بن جعفر (ع) مباركا زحف الحشود المليونية، مبينا بان الكلمات تعجز عن شكرها او وصف مشهدها في ظل تحديات امنية خطيرة وارتفاع درجات الحرارة، حيث وصلت الحشود الى اكثر من سبعة ملايين زائر.
واشار سماحته الى ان هذه المسيرات المليونية تمثل الوفاء والولاء والتحدي لكل اطياف العراق في تخليد ذكرى ال بيت الرسول (ع)، كما قدم شكره للاجهزة الامنية لنجاحها في تأمين الزيارة، مشيرا الى ان امتزاج الفرح والحزن في مصاب النبي واهله انما هو طريق الالتزام بمنهج الرسول واله، كما استذكر سماحته ذكرى وفاة ابي طالب ذلك الرجل الذي دعم النبي ورسالته.
وتخللت الاحتفالية القاء قصائد بمدح الرسول واله للشعراء سامي الربيعي ومحسن الجوراني وعلي اللامي وغسان العداي كما شاركت فرقة الوفاء الاسلامية باوبريت عنوانه (سبيل النجاة).