وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون سامي العسكري في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "رئيس البرلمان أسامة النجيفي الذي طرح لدى زيارته للولايات المتحدة في المرة الماضية مسألة إقليم السنة وعاد إلى العراق نافيا تبنيه الأمر، ليعود مرة أخرى ويطرح نفس الموضوع في بريطانيا بهذه الصيغة"، معتبرا تلك التصريحات "تمثل أجندة يتبناها هو وتتولاها دولا إقليمية".
وكان رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي اعتبر في لقاء مع قناة "بي بي سي" البريطانية خلال زيارة يقوم بها حاليا إلى العاصمة البريطانية لندن، أن السنة في العراق يشعرون أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، متوقعاً أن يطالبوا بإنشاء أقاليم جغرافية، فيما أكد أن الصراع بين إيران والسعودية يؤثر على الاحتقان الطائفي في العراق.
وأضاف العسكري وهو مقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي أن "النجيفي يتحدث بنفس وطني عام عندما يكون متواجدا داخل العراق، إلا انه ينزع ثوب الوطنية ويرتدي ثوبا طائفيا حين يقوم بزيارة أي دولة خارجية"، واصفا حديثه بشان تهميش السنة بـ" الغريب والمجافي للحقيقة".
وأوضح العسكري أن "حكومة العراق الآن هي حكومة شراكة وطنية، وحضور السنة فيها واضح في البرلمان الذي يعد السلطة التشريعية الأكبر في البلد ويتولى النجيفي رئاسته، كما أن نمن بين نواب رئيسي الجمهورية والوزراء من السنة"، مشيرا إلى أن "وزارة مهمة كالمالية وغيرها هي أيضا من حصة السنة".
وأشار العسكري إلى أننا "لا نعرف أين هو التهميش الذي يتحدث عنه النجيفي"، لافتا إلى أن "هذه الأحاديث مناغاة لجهات إقليمية ودولية تروق لها مثل تلك التصريحات".
وتابع العسكري أن "هذه التصريحات ليست لصالح العراق أو النجيفي نفسه، وإذا كان الأخير يطمح أن يكون زعيما للعرب السنة فليس بهذه الطريقة"، مؤكدا أن "الزعيم من يستطيع التفاهم مع مكونات المجتمع العراقي الأخرى والتعاون معها، وليس بخلق مشكلة أو التهديد بإقليم".
واعتبر العسكري أن "اللاعب الأساس في عرب سنة العراق هما تركيا والسعودية، حيث أن الأخيرة لم تكن سعيدة بالتغيير الذي حصل في العراق منذ سقوط النظام السابق وحتى الان"، متهما السعودية بـ"الدفع باتجاه عدم الاستقرار في العراق وتحريض السنة بعدم القبول بالعملية السياسية الجديدة".
وكان النجيفي أعلن خلال زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية، في حزيران ٢٠١١، أن هناك "إحباطاً سنياً" في العراق، محذراً من أنهم قد يفكرون في الانفصال إذا لم يعالج سريعاً، فيما نفى تجمع عراقيون الوطني في نينوى الأمر، مؤكداً أن النجيفي يدعم وحدة العراق أرضاً وشعباً، وتحدث عن "خشيته" من أن يطالب أهالي المحافظات بقيام أقاليم فيها وفقاً للدستور وليس على أساس طائفي.
وأثار تصريح النجيفي، حينها ردود أفعال ساخطة من قبل مختلف القوى السياسية، أبرزها القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، والتي يعد النجيفي أحد القياديين البارزين فيها، وحركة العدل والإصلاح العراقي في نينوى المنضوية ضمن العراقية أيضاً، وائتلاف دولة القانون، والتحالف الكردستاني، والمجلس الأعلى الإسلامي، والحزب الإسلامي العراقي وغيرها، فضلاً عن مراجع دينية شيعية وسنية.
يذكر أن الخبير في شؤون تنظيم القاعدة الملا ناظم الجبوري أعلن أن مشروع انفصال السنة الذي أثاره النجيفي يعود إلى العام ٢٠٠٧ ويدعمه عدد من التجار العراقيين المؤثرين، معتبراً أن "الظلم والتمييز" الذي تعانيه المحافظات السنية يقع جزء كبير منه على عاتق مسؤولين من أهل السنة، مؤكداً أن إيران ترفض تقسيم العراق إلى أقاليم، كما أن إسرائيل وبعض دول الخليج "لا ترتاح" لهذا الطرح .