نصب زعيم المعارضة في الكونغو "إيتين تشيسيكيدي" نفسه رئيسا للبلاد وأدى اليمين متحديا بذلك جوزيف كابيلا الذي يعتبر رئيسا شرعيا للكونغو وفقا لقرار لجنة الانتخابات، بينما أعربت أميركا والاتحاد الأوروبي عن قلقهما إزاء تعامل اللجنة مع اتهامات التزوير لصالح كابيلا.
وأقيمت مراسم صغيرة لأداء اليمين مساء الجمعة في منزل تشيسيكيدي الواقع في كينشاسا، وسط وجود مكثف للشرطة في المنطقة، بحسب شهود عيان.
وكان من المقرر تنظيم المراسم في ملعب مارتير بالمدينة إلا أن الشرطة استخدمت الغازات المدمعة والقنابل الصوتية لمنع تنظيم مسيرة وفرقت الآلاف من أنصاره الذين قدموا لمشاهدة تنصيب زعيم المعارضة (٧٩ عاما).
من جانبه أدى كابيلا (٤٠ عاما) يوم الثلاثاء الماضي اليمين الدستورية لبدء فترة ولاية ثانية في منصبه، بعد أن قالت لجنة الانتخابات والمحكمة العليا في البلاد أنه فاز بالانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم ٢٨ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وحسب النتائج الأولية للانتخابات التي جرت الشهر الماضي في الكونغو، حصل كابيلا الذي انتخب للمرة الأولى عام ٢٠٠٦ على ٤٨.٩٥% من الأصوات، متقدما على المعارض إتيان تشيسيكيدي الذي حصل على ٣٢.٣٣% من الأصوات.
ويخشى المراقبون أن تؤدي خطوة تشيسيكيدي إلى إشعال المزيد من أعمال العنف المرتبطة بالانتخابات في هذا البلد الغني بالمعادن في وسط أفريقيا.
وتحدثت المعارضة عن وقوع "تزوير ضخم" لصالح الرئيس الحالي، بينما رفضت الحكومة التي كانت قد هددت باعتقال تشيسيكيدي في حال تنصيب نفسه رئيسا للبلاد، عملية تنصيب المعارضة قائلة إنها لا معنى لها.
على صعيد اخر أعرب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن قلقهما إزاء تعامل لجنة الانتخابات مع اتهامات التزوير لصالح كابيلا.
اما الاتحاد الأفريقي فرحب بالنتائج، معتبرا أنها ناجحة؛ وشارك مسؤولون بارزون من عدد من الدول الأفريقية بينهم وزير خارجية جنوب أفريقيا في مراسم أداء كابيلا اليمين.
وتعد انتخابات العام الجاري في الكونغو أول انتخابات تنظمها الحكومة وهي الثانية فقط منذ الانتهاء الرسمي في عام ٢٠٠٣ للحرب الأهلية المدمرة بالكونغو والتي راح ضحيتها ما يقدر بخمسة ملايين نسمة.
وكانت أبرز أحزاب المعارضة في الكونغو الديمقراطية قد رفضت نتائج الانتخابات الرئاسية، وحذرت الرئيس المنتهية ولايته جوزيف كابيلا ودعته إلى احترام إرادة الشعب.
وفي سياق متصل يعتقد زعيم المعارضة تشيسيكيدي إنه حصل على ٤٠% من الأصوات مقابل ٢٦% فقط للرئيس الحالي جوزيف كابيلا، معبار عن شكره "للشعب على انتخابه" داعيا الكونغوليين إلى "البقاء موحدين خلفه لمواجهة الأحداث التالية" وإلى التزام الهدوء.