منذ تسلط البعثيون على زمام الأمور في العراق عام ١٩٦٨، عدة أجهزة أمنية واستخباراتية كانت تنشط في البلد ومن أهم هذه الأجهزة:
ألف ) جهاز المخابرات العامّة
ب ) مديرية الاستخبارات العسكرية العامّة
ج ) مديرية الأمن الخاص
من بين هذه الأجهزة ، منظمة مجاهدي خلق كانت على صلة خاصة مع المخابرات والاستخبارات العسكرية . لكن مسؤولية المنظمة السياسية والعسكرية والأمنية والمالية كانت تقع على عاتق جهاز المخابرات. وخلال فترة حضور منظمة مجاهدي خلق في العراق توالى على مسؤولية وقيادة جهاز المخابرات كل من:
- لواء الركن صابر الدوري
- لواء الركن مانع عبد الرشيد
- اللواء الركن دحام مجول
- اللواء الركن طاهر جليل حبوش .
وقصي نجل صدام كان أكثر شخصية مؤثرة على الجهاز وجميع التعيينات والتغييرات كانت بأوامره ومع التنسيق مع شخص صدام.
مهام و واجبات جهاز المخابرات العامة تشمل جميع الأمور الاستخباراتية والأمنية ومن ضمن هذه الأمور:
ألف ـ التجسس في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية .
ب ـ الاستخبارات المضادة وإرسال وإدخال العناصر الاستخباراتية إلى دول أخرى.
ج ـ تنفيذ عمليات إرهابية واغتيالات في بعض الدول.
د ـ قمع الحركات الثورية والحركات القومية والشعبية مثل الانتفاضة الشعبانية في عام ١٩٩١.
الوثائق المسربة عن المحادثات السرية بين مسعود رجوي و المسؤولين الأمنيين في العراق ترجع إلى جهاز المخابرات العامّة وإثنان من مسؤولي المخابرات آنذاك ـ صابر الدوري وطاهر جليل حبّوش ـ هما الأطراف الأصلية في المحادثات .
من جهة اُخرى اندلاع الحرب العراقية الإيرانية وهجوم القوات العسكرية العراقية على إيران، وسع نطاق عمل الاستخبارات خلال عامي ١٩٨٣ ـ ١٩٨٢ بسبب احتياج الجيش العراقي بحجم كبير من المعلومات العسكرية عن إيران وتحديه لنقاط الضعف الأمني في الجيش العراقي وضرورة مراقبة العسكريين، انفصلت الاستخبارات عن وزارة الدفاع وأصبحت مباشرتاً تحت إشراف صدام.
تمكنت الاستخبارات بتعاون مع مجاهدي خلق أن تنظم فروعاً قوية للعمليات و لجمع المعلومات. ومن هذه الفترة حصلت الاستخبارات عن طريق المنظّمة على معلومات كثيرة حول المواصلات ونقل القوات الإيرانية.
أهمّ رؤساء الاستخبارات في عهد تعاون المنظّمة كانوا: فريق الركن وفيق السامرائي ولواء الركن خالد التكريتي ولواء الركن معتمد دحام ولواء الركن عابد مخلّف. لكن الشخصية المؤثرة على قرارات وإعمال هذا الجهاز كان قصي صدام .
أبرز المهام الرئيسية والفرعية للاستخبارات كانت :
ألف ـ جمع المعلومات العسكرية عن دول خاصة .
ب ـ جمع المعلومات عن الحدود المشتركة .
ج ـ تدوين خرائط وصور جوية وفضائية من دول خاصة .
د ـ استخبارات مضادة على العدو ومراقبة التحركات المشبوهة للقوات العراقية.
كشف عن العلاقة الأمنية بين رجوي والبعثيين
جرت صحيفة الحياة اللندنية مقابلة مفصّلة مع الفريق الركن وفيق السامرائي، أحد قادة الاستخبارات العسكرية في نظام صدام ولأول مرة كشف عن وثائق تتحدث عن علاقة المنظّمة والأجهزة الأمنية العراقية.
الفريق الركن وفيق السامرائي هو من عائلة معروفة في العراق وبعد هزيمة صدام في الكويت هرب إلى الخارج. وكشف السامرائي الكثير من أسرار الحرب على إيران في هذه المقابلة .
((السامرائي)) أكد على دور صدام في إشعال الحرب ضد إيران ويقول :
((نحن بدأنا الحرب بعد سقوط الشاه ،... لم يكن ذلك الجيش الذي كنا نخشى منه وكان يملك ٢٥ بالمائة فقط من قدرته القتالية والدفاعية. على العكس، نحن كنا في وضع جيد تماماً صندوقنا الاحتياطي كان مليء بأكثر من ٣٠ مليار دولار ولم تكن لنا أيّ مشكلة بالمعدّات والأجهزة العسكرية. في الحقيقة كل شيء كان لصالحنا.
صدام كان على علم بالأوضاع المتوتّرة في إيران ووضعها الراهن في العالم فلذا قرّر الهجوم على إيران وإسقاط النظام هناك وإلحاق جزءا من الأراضي الإيرانية إلى العراق وفصل خوزستان عن إيران وتعيين حكومة عميلة هناك )).
بعد توضيحات مفصّلة عن اندلاع الحرب، يتحدث السامرائي عن ضعف استخبارات النظام الإيراني وبالمقابل قوة نظام صدام الإستخباراتية ويقول :
((صدام لم يكن لدية أيّ تقييد لتمويل النشاطات الاستخباراتية؛ لهذا السبب وبعد مجيء رجوي ومنظّمته إلى العراق، أنفقنا عليهم ما بين ٩ إلي ١٠ ملايين دولاراً شهرياً إضافتاً إلى تأمين كل احتياجاتهم.
قبل غزو الكويت، رجوي كان يستلم ٢٠ مليون ديناراً عراقياً ، ملايين الدولارات كان يستلم أيضاً لإدارة منظّمته في الخارج ... إذا كان هناك أحد يتصور ان صدام بعد السلام الكامل والتوافق مع إيران سيتوقف عن دعم رجوي وتسليمه إلى إيران فهو على خطأ. صدام يحتفظ بمعارضي باقي الدول ويستفيد منهم في الوقت المناسب)).