اذن هي هجمة ذات شقين الأول إرهابي بعثي استهدف المكون الشيعي في كل مناطق تواجده في العراق والثاني تنفذه قوى مأجوره متمركزة في مركز المكون الشيعي وتعمل على تفكيك اواصره وخلق مراكز استقطاب غريبة لا تمتلك جذور واصالة في المكون الشيعي الذي تربى على يد مرجعية واحدة ورشيدة تشكلت عبر قرون عديدة واكتسبت التجربة الرسالية لاهل البيت عليهم السلام في إطفاء الفتن وحل الأزمات والملمات التي تحدث في مثل هذا المنعطف الحاد الراهن ، وقد جاءت هذه الهجمة بأشرس صورها وفي ضرف خانق تمثل في تعدد الأزمات والخنادق والانحيازات ، ويبدو ان استهداف المرجعية سيستمر مع استمرار الهجمات الإرهابية ضد الشيعة ولم تنقطع الهجمات على مكاتب وممثلي المرجعية حتى في اثناء وبعد مجازر التفجيرات التي حلت يوم الخميس ٢٣ ٢ ٢٠١٢ وكان آخرها اعتداء امس الجمعة في الكوفة .
ان استهداف المرجعية واتهامها بأفعال لا ترتقي ابدا الى مساراتها ومنهجها التسامحي بوصفها صمام امان الامة وضمان وحدتها واستقرارها وأمنها هو مستوى خطير من التطاول والوقاحة على مؤسسة ارشادية تمثل ملايين المؤمنين ويراد من وراء ذلك تهوين هيبة المرجعية في المكون الشيعي ونزع القدسية عنها تمهيدا لعزلها وتقليل تأثيرها الارشادي في المجتمع الشيعي ومن ثم تمرير المخطط الذي الذي يراد منه بعثرة المكون الشيعي وصولا الى اضعافه وشل وحدته وفعاليته بالتزامن مع ما يحدث في سوريا وغيرها لانشاء امارة سلفية وهابية تخطط علنا وسرا لابادة شيعة العراق واستعبادهم وإخضاعهم وإذلالهم ومصادرة ثرواتهم وهدم عتباتهم المقدسة .
ويبدو واضحا الان ان التآمر على الشيعة بلغ مراحل خطيرة بعد ان وصل الى مركز البيئة الشيعية ومحاولة العبث بمقدراتها ، وعلى اثر ذلك بتنا نسمع اقاويل تطلقها بعض الأطراف الطفولية وهي اقوال يريد مطلقها ان يكون ندا للمرجعية و (( مصححا )) لها او معادلا لها ، وفي المقابل نرى تحركات اخرى لا تمتل الاصالة والشرعية تحاول ات تضع نفسها على مستوى واحد مع مكانة المرجعية وكل ذلك يصب في هدف واحد هو الاقلال من دور المرجعية اولا وتحطيم النسيج الشيعي .
ان القراءة الاستقصائية لآفاقنا تدل على ان الخروقات الأمنية ستستمر وان القوى الأمنية قد آماطة اللثام عن قدراتها الهزيلة وان الاموال الطائلة بما في ذلك حصتها من ميزانية ٢٠١٢ والبالغة اكثر من ١٤ مليار دولار وهي ميزانية تزيد على ميزانيات ثلاثة دول سوريا والاردن ولبنان - اقول ان تلك الاموال لن تمنع المجازر التي ينفذها التحالف الارهابي البعثي ومن معه في العملية السياسية كما ان استهداف المرجعية هو الآخر سيستمر ما لم تتخذ الاجراءات المناسبة والفورية لوضع حد لهذا التطاول المخطط له . ان الدفاع عن المرجعية يعني فيما
ما لم تتخذ الاجراءات المناسبة والفورية لوضع حد لهذا التطاول المخطط له .
ان الدفاع عن المرجعية يعني فيما يعنيه الدفاع عن الاسلام والسلم والتعايش والاستقرار والثوابت القيمية والهوية والامن والمنجزات بل ، يعني البقاء نفسه وعلى ذلك فأن قول السيد عمار الحكيم حول استهداف الوكلاء والمعتمدين ومكاتب المرجعية الدينية هو (( ظاهرة غريبة وشاذة في مجتمعنا لم تحصل من ذي قبل بالرغم من الظروف الصعبة التي مرت بالعراق مما يتطلب وقفة جادة ومراجعة لمثل هذه الافعال والبحث عن الجهات التي تقف ورائها )) يحتاج الى تدابير واقية وسريعة لوقفها واخماد البؤر التي تنطلق منها من خلال تطبيق القانون وتفعيله . .