وقال في خطبته بصلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني المطهر اليوم انه " لايوجد في الافق اي تحرك جدي لحل الازمات السياسية في البلاد ، مما يشير الى ان هناك مخاطر جدية وحقيقية على مستقبل العملية السياسية والاوضاع الامنية والاقتصادية للبد ، ولابد ان يتنبه السياسيين الى تلك المخاطر".
وأضاف الكربلائي ان " العملية الديمقراطية من طبيعتها ان تفرز اراءاً متعددة وهذه هي ظاهرة صحية وفي اطار حرية التعبير والوصول الى الرأي الناضج ، وتكون المشاركة في القضايا الحساسة ذات تأثير على نتائج العملية السياسية وهي ظاهرة صحية ايضاُ ، لكن تعدد الاراء والاختلاف بالرأي حينما يتحول الى مشاحنات ومهاترات وتسقيط واتهامات حينئذ لايكون ظاهرة صحية بل يكون خطراً على العملية الديمقراطية".
وتابع إنه " لا يوجد في الافق اي حل للدوامة السياسية في البلاد ، وهذا الامر له تداعيات على البلد وله تأثير على البناء النفسي للمواطن العراقي وتجعله يعيش دوامة الخلافات والتصعيد في الموقف بدلاً من اعتماد لغة الحوار مع الاخرين ، فحينما يرى قادة بلده في مشهد التأزيم بدلاً من الحوار سيتأثر المواطن بصورة غير مباشرة بذلك وسيتعامل مع افراد المجتمع بلغة التأزيم ، وعلى العكس فأن عدم التسقيط وسوء الظن سيجعل المواطن هو ايضاً يتطبع بصورة غير مباشرة بذلك ليتعامل مع مجتمعه بنفس الطريقة".
وتشهد الساحة السياسية تصاعداً ملحوظاً في حدة تبادل الاتهامات لاسيما بين القائمة العراقية والأكراد من جهة وائتلاف دولة القانون من جهة اخرى على عدة ملفات تتعلق بادارة الدولة والشراكة في صنع القرار والملف النفطي وقضية نائب رئيس الجمهورية المطلوب للقضاء طارق الهاشمي والمناطق المتنازع عليها وغيرها من الملفات العالقة.
وقد تم تأجيل الاجتماع الوطني لحلحة الازمة السياسية الراهنة والذي كان من المقرر ان يعقد في الخامس من الشهر الحالي الى اشعار اخر ، كما تم تأجيل اجتماعات اللجنة التحضيرية له الى اشعار اخر ايضاً.
وبشأن التفجيرات التي شهدتها البلاد امس بين الكربلائي بانه " لابد ان يكون هناك تشخيص للخروقات واتخاذ الاجراءات الامنية التي يذهب ضحيتها العديد من الشهداء والجرحى "، متسائلاً عن اسباب تكرار الخروقات بالقول "هل هو فقدان التنسيق بين الاجهزة الامنية اوعدم اتخاذ الاجراء المناسب للحد منها سيما ان الهجمات متناسقة ؟".
وذكر" حينما يكون هناك علم اجمالي بانه في المنطقة الفلانية سيقع تفجير ولاتتخذ الاجراءات المناسبة يؤشر ذلك على وجود خلل امني على الرغم من علم بعض المسؤولين بوقوع ذلك"، مستشهداً على ذلك بالقول أن " احد الاشخاص القريبين بموقع القرار في الدولة حذر عائلة دينية من خارج العراق زيارة مدينة الكاظمية المقدسة لحدوث تفجيرات فيها وبالفعل حدث التفجير".
وقتل امس ٣٨ شخصا على الاقل بينهم عناصر في الشرطة والجيش واصيب اكثر من ١٧٠ بجروح في هجمات متزانة الخميس استهدفت بغداد وست محافظات اخرى.
وفي احد محاور خطبته دعا الكربلائي الى " الاستعانة بذوي الخبرة والاختصاص الاقتصاديين من اجل درء المخاطر الناتجة عن انخفاض الدينار العراقي امام الدولار "، مشيرا الى إن " البنك المركزي اتخذ خطوات ايجابية للحفاظ على سعر الدينار لكنها تحمل في طياتها جوانب سلبية ايضا".
كما وحث ممثل المرجعية في كربلاء على " استشعار الجوانب الدينية والثقافية والاجتماعية في خطب الجمعة وليس التركيز فقط على الجانب السياسي" ، موضحاً إن " بعض الاخوة يعتقد ان الاهم هو الامور السياسية في خطبة الجمعة وتترك الجوانب الدينية ويؤخذ منها الجانب السياسي ، بل لابد ان نبحث عن كل الاسباب التي تخدم وتطور المجتمع وليس فقط الامور السياسية ، ونستشعر الامور الاخرى في خطب الجمعة كالثقافية والاجتماعية والتي تهم بناء المواطن العراقي".
واشار الى انه " ليس من الصحيح الاعتناء بالامور السياسية فقط بل يجب مراعاة الجوانب الفكرية والثقافية في ضوء الانفتاح على تقاليد وعادات الشعوب الاخرى وعدم وجود التوجيه الكافي للتعامل مع وسائل الاعلام الحديثة ، وبالتالي يتأثر شبابنا بالغزو الثقافي الذي له خطر كبير على مجتمعنا كما نشاهد ذلك في بعض الظواهر التي بدات تطرأ على شبابنا".
وبين الكربلائي " لذلك ندعو الاسر والكوادر التعليمية التدريسية والجهات المعنية وخصوصاً وزارة الشباب بتوجيه الشباب في صرف وقتهم بالامور النافعة "، مشيرا الى إن " نسبة الانتحار ارتفعت في عدد من محافظات البلاد وان بعض اسبابها اجتماعية ونفسية وبعض اسبابها الاخرى هي نظرة الانسان الى الحياة"