حققت كرة القدم العراقية الكثير من النجاحات خلال السنوات الأخيرة بفضل تألق منتخب أسود الرافدين الذي فاز بكأس الأمم الآسيوية ٢٠٠٧ وشارك في كأس القارات ٢٠٠٩ FIFA ووصل مؤخراً إلى الدور الرابع من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم البرازيل ٢٠١٤ FIFA.
ولعب المدافع باسم عباس دوراً مهماً بالنجاحات التي حققها المنتخب العراقي حيث شارك بجميع مباريات العراق في كأس آسيا ٢٠٠٧ كما ساهم بتقديم المنتخب العراقي لأداء جيد خلال مشاركته بجنوب أفريقيا ٢٠٠٩ بعدما لعب مباريات العراق الثلاث أمام نيوزيلندا وأسبانيا وجنوب أفريقيا.
وبعدما تنققل بين العديد من الأندية في العراق وإيران ولبنان وقطر وتركيا، عاد المدافع الصلب حليق الرأس إلى موطنه لينضم إلى نادي بغداد وهو يستعد حالياً مع المنتخب العراقي للمشاركة في الدور الرابع الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى البرازيل ٢٠١٤.
موقع FIFA.com تحدث مع المدافع ذو التاسعة والعشرين من العمر حول الإنجازات الكبيرة التي حققها ومسيرته الكروية بالإضافة إلى حظوظ المنتخب العراقي في التأهل إلى البرازيل ٢٠١٤.
موقع FIFA.com: كابتن باسم، بدايةً كيف ترى المجموعة التي وقع فيها المنتخب العراقي في الدور الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم ٢٠١٤؟
باسم عباس: في الحقيقة المجموعة حديدية حيث أن كل المنتخبات على مستوى عالي ولكن الفرصة متاحة لكل المنتخبات حيث أنه ليس من السهولة الوصول إلى الدور الرابع. إذا لم يكن المنتخب على مستوى عالي، لن يستطيع الوصول لكأس العالم خصوصاً وأن المنتخبات كلها قوية ولكننا كلاعبين وجهاز فني نأمل بتحقيق الإنجاز.
- لطالما وصف الجيل الحالي بأنه جيل ذهبي للكرة العراقية. إلى أي مدى تستطيعون التأهل إلى كأس العالم وما هي حظوظكم في المجموعة؟
الحظوظ متاحة لكل الفرق ولكن الجيل الحالي للمنتخب العراقي من الصعب أن يتكرر لفترة طويلة وأن يكون هناك منتخب بالمستوى الحالي. بالإضافة إلى ذلك ضم المدرب زيكو بعض اللاعبين الشباب لصفوف المنتخب، وأعتقد أن مزيج الخبرة والشباب سيؤدي إلى وجود تشكيلة مناسبة. أتمنى أن يكون هؤلاء الشباب هم مستقبل كرة القدم العراقية خصوصاً وأنه مع انتهاء التصفيات الحالية لكأس العالم سيكون هناك تغيير في المنتخب من جهة اللاعبين.
- ما هي الفلسفة التي جاء بها المدرب العراقي زيكو وما الذي اختلف به عن المدرب السابق الألماني وولفجانج سيدكا؟
هناك الكثير من الأمور التي قدّمها المدرب زيكو للمنتخب. عموماً، المدرب البرازيلي هو شخص قادر على فهم اللاعب العراقي وقد أثبتت التجربة أنه قريب من اللاعب العراقي. لقد نجحنا في الفوز بكأس آسيا بقيادة المدرب البرازيلي جورفان فييرا الذي فهمنا بصورة صحيحة. لقد نجح المدرب زيكو باستغلال العامل النفسي واستطاع فهم اللاعب العراقي بصورة سريعة. لقد تحدث معنا في الكثير من الأمور وشخصياً أحببت ملاحظة قالها لنا عندما استلم التدريب وهي أنه سيحاول أن يتجنب الأمور التي لم يكن يحبها عندما كان لاعباً وأنه سيقوم بتطبيق الأمور التي ستفيدنا بشكل كبير وهذا الأمر يظهر بأنه يتعامل معنا بإحترافية كبيرة. باختصار زيكو من بين أفضل المدربين الذين مروا على المنتخب العراقي.
- سبق وأن خضت مواجهات مع المنتخب العراقي أمام أستراليا وعمان والأردن. من هو المنتخب الأصعب الذي واجهته؟
لقد لعبت مع المنتخب أمام كل من أستراليا وعمان والأردن وكل هذه المنتخبات قوية. المنتخب الياباني هو الوحيد الذين لم ألعب بمواجهته ولكن المدرب زيكو سبق وأن درب المنتخب الياباني وبالتأكيد سيقوم بإعطاءنا معلومات كافية عن المنتخب الياباني القوي. بالنسبة لمنتخبات عمان والأردن وأستراليا، فإننا نعرفهم بشكل جيد ونعرف أسلوبهم ونقاط الضعف والقوة لديهم.
أعتقد أن وجود لاعبي الخبرة مع المنتخب العراقي سيلعب دوراً مهماً خلال مشوارنا بالتصفيات وأتمنى أن ننجح في تحقيق ما نصبو إليه وأن نتواجد بالبرازيل بعد عامين.
باسم عباس
- ستكون المباراة الأولى أمام الأردن. ما مدى أهمية تحقيق نتيجة إيجابية في بداية المشوار من أجل الإنطلاق بشكل كبير في المباريات التالية؟
المباراة الأولى هي مباراة مدربين حيث أننا كلاعبين نعرف بعضنا البعض والأوراق مكشوفة للمنتخبين سواء لعدنان حمد أو المدرب زيكو. سبق وتكلمنا كلاعبين بين بعضنا البعض أن المباراة الأولى أمام الأردن والثانية أمام عمان تشكّل نسبة كبيرة من مشوار التأهل لمنتخبنا خصوصاً وأنها أقل صعوبة من مباراتي أستراليا واليابان. بالتالي سيكون هناك ست نقاط حاسمة جداً في مشوارنا وبالتأكيد نحن مصممين على تحقيق نتائج إيجابية في هاتين المباراتين.
- خضت العديد من التجارب سواء في لبنان أو إيران أو تركيا أو قطر والآن عدت إلى العراق. ما هي التجربة الإحترافية التي تحمل ذكريات كبيرة بالنسبة لك؟
الإحتراف في تركيا ترك انطباع أكثر من رائع لدي حيث أنه ليس من السهولة بمكان اللعب بالدوري التركي خصوصاً وأنه دوري أوروبي مميز. لعبت موسمين هناك وكانا من أجمل المواسم بالنسبة لي وهناك الكثير من الأمور الإيجابية التي لا أزال أتذكرها. شخصياً كنت أطمح أن أحترف بدوري أفضل من الدوري التركي، ولكن الظروف العائلية التي تعرضت لها، أجبرتني على العودة إلى العراق.
- بالحديث عن الظرف العائلي، هل تم حل الأمور وهل سنرى باسم عباس محترفاً من جديد خارج العراق؟
لقد تذللت الآن جميع العقبات وانتهت الظروف العائلية وأتمنى أن أعود للإحتراف مجدداً خصوصاً وأن أي لاعب يطمح للإحتراف بدوري قوي. أتمنى أن يكون ظهوري مع المنتخب خلال تصفيات كأس العالم جيد وأن يساهم هذا الأمر بالحصول على عروض من أندية أوروبية. حالياً كل تفكيري منصب على تصفيات كأس العالم والمساهمة بتقديم الأفضل للمنتخب.
- شاركت في جميع البطولات الممكنة مع المنتخب سواء كأس آسيا أو الألعاب الأولمبية أو كأس القارات ولكن ينقصك فقط المشاركة بكأس العالم FIFA. ما مدى رغبتك بالمشاركة في هكذا حدث عالمي؟
لقد تحدثنا نحن اللاعبون معاً حول هذا الأمر كثيراً حيث أننا لعبنا معاً لفترة طويلة سواء عندما كنا في منتخب الشباب أو المنتخب الأول. لقد فزنا بكأس آسيا للشباب وشاركنا بالألعاب الأولمبية ٢٠٠٤ حيث حصلنا على المركز الرابع وفزنا مع المنتخب الأول ببطولة غرب آسيا وبطولة كأس آسيا ٢٠٠٧ كما شاركنا بكأس القارات. كل هذه الأمور التي كنا نحلم بها تحققت وما ينقصنا هو المشاركة بكأس العالم. الجيل الحالي هو جيل ذهبي للمنتخب العراقي وكل اللاعبون مصممون على التأهل لكأس العالم. هناك تصميم كبير في المعسكر الحالي للمنتخب وتركيز كبير على التأهل وان شاء الله بدعاء العراقيين جميعاً نستطيع تحقيق الإنجاز.
- تشارك مع المنتخب العراقي منذ ١١ سنة. ما مدى أهمية وجود عناصر الخبرة في الدور الحاسم لتصفيات كأس العالم FIFA؟
باعتقادي الدور الرابع من التصفيات المؤهلة لكأس العالم يحتاج إلى عناصر الخبرة والتي سبق وأن شاركت ببطولات كبيرة وتنجح بالتعامل مع الضغوطات. ليس من السهل على اللاعبين الشباب أن يشاركوا بهكذا مباريات حاسمة وكبيرة خصوصاً بمواجهة منتخبات قوية وفي ظل وجود ضغط نفسي وإعلامي وضغط من الجمهور أيضاً. أعتقد أن وجود لاعبي الخبرة مع المنتخب العراقي سيلعب دوراً مهماً خلال مشوارنا بالتصفيات وأتمنى أن ننجح في تحقيق ما نصبو إليه وأن نتواجد بالبرازيل بعد عامين.
