ذكرت الوثيقة مؤخراً، ان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل اوعز في رسالة موجهة الى سفير المملكة في القاهرة ببذل كافة الجهود الممكنة لمنع فوز المرشحين الاسلاميين في الانتخابات الرئاسية المصرية.
وخص وزير الخارجية السعودي بالذكر مرشح الاخوان المسلمين "محمد مرسي" معزيا ذلك الى ما وصفه بان جماعة الاخوان تمثل "خطرا حقيقيا" على بلاده، ومضيفا "انه في حال صعود الجماعة فاننا سنفقد موقعنا في زعامة العالم العربي والاسلامي"، حسب قوله.
وشدد الفيصل على السفير السعودي في القاهرة على بذل شتى الوسائل بغرض تحقيق هذا الامر.
كما اشار في ختام رسالته الى ارسال كافة التقارير المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المصرية الى ما يسمى "مكتب المتابعة الخاصة" في وزارة الخارجية السعودية مع توخي كافة الضوابط الامنية، حسب ما جاء في نص الرسالة.
من جانبها نفت وزارة الخارجية السعودية، أي علاقة او صلة لها بالوثيقة المنشورة على الإنترنت، والموجهة من الوزير إلى سفارة المملكة في القاهرة، حول الانتخابات الرئاسية، فيما يكشف الاعلام السعودي تناقض المواقف الحكومية التي تحرض على التدخل ووضع العراقيل للحيلولة دون وصول الاخوان الى سدة الحكم في مصر.
وفي هذا الشأن، نشرت صحيفة الجزيرة السعودية مقالا تحت عنوان (الاخوان: حلم يتهاوى) تمادت فيه بكيل التهم الى الجماعة الاسلامية بدءا من استئثارها بالمجلس وحتى الرئاسة، متكهنة بشكل مسبق عن فشل المشروع السياسي الاخواني بحجة انه يقوم على محاكاة العواطف وليس الواقع وفقدان التجربة السياسية والاقتصادية.
اما صحيفة الحياة السعودية فهي ايضا دخلت المعترك الموجه من قبل النظام السعودي لتنشر مقالا تحت عنوان (السعودية والرئيس المصري القادم) اشارت فيه الى ما اسمته المفاجات في الجولة الاولى من الانتخابات المصرية وهو تأهل مرشح الاخوان للجولة الثانية، واسهبت في تقديم صورة قاتمة عن الدول التي شهدت ثورات شعبية اطاحت بطغاتها بدءا من اليمن وليبيا وسائر الدول العربية لتخرج بنتيجة مفادها ان مبدأ التوازنات قد اختل بعد هذه الثورات.
واعلنت صراحة ان الاستحقاق الرئاسي المصري يتسم بالاهمية، لانه قد يفقدها حليفا يعيد اليها التوازن الذي فقدته بسبب عمالتها الفاضحة للغرب وتآزرها معه ضد الشعوب الاسلامية، او على اقل تقدير يجب ان يتمخض الاستحقاق الرئاسي عن حكومة لا تتصادم معها ولا تعرض دورها ومصالحها للخطر.
وخلال هذه الحرب الاعلامية الضروس ضد الاخوان، جاء الدور الى صحيفة الرياض لتوجه حرابها نحو الجماعة عبر نشرها مقالا تحت عنوان (رئيس مصر.. ام رئيس الاخوان؟!) كشفت فيه عن مدى دعم المملكة للنظام السابق وحقدها الدفين للجماعة، حين استهلت المقال بالقول ان الغليان الديموقراطي الذي شهدته مصر خلال الأيام الماضية أشعل الكثير من الأفكار المحظورة والمطمورة.
اما الوطن السعودية المقربة من الحكومة فقد حاولت تحميل الاخوان مسؤولية سوء ادارة الفترة الانتقالية وكأن الجماعة هي التي تحكم البلاد وليس العسكر الذي يبذل ما بوسعه لتأزيم الاوضاع من اجل وأد مكاسب الثورة واعادة النظام السابق ولكن بحلة جديدة عبر مقال لها تحت عنوان (الأزمة: لا تصنع إلا في مصر) .
واخيراً وليس آخرا تحت عنوان (مصر بين خيارين صعبين) كتبت صحيفة عكاظ السعودية: "يبدو أن مصر التي كانت تريد أن تخرج من مأزقها بتحديد رئيسها القادم عبر صناديق الاقتراع انتهت بها صناديق الاقتراع إلى مأزق لا تعرف مصر كيف تخرج منه".
وحاولت الصحيفة تقديم الاخوان على انها جماعة متزمتة لا تعي الطبيعة التي يفرضها موقع مصر الحضاري وإرثها الثقافي وكذلك علاقاتها الدولية وما هي ملتزمة به من عهود ومواثيق، وتصويرها على انها الخطر الداهم الذي يضيق الخناق على مصر في حال فوز الاسلاميين وان كان هذا الخيار هو خيار الشعب.
ومن جهتها قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن المرشحين الباقين فى الانتخابات الرئاسية بمصر، وهما «محمد مرسى» مرشح جماعة الإخوان المسلمين، ورئيس الحكومة الأسبق «أحمد شفيق»، نقيضان متضادان، فشفيق ينظر إليه باعتباره مبارك رقم ٢، فى حين أن مرسى ينتمى للإخوان منذ سنوات طويلة، ومطلع ببواطنها.
وأضافت الصحيفة، أنه قبل أسبوعين من الانتخابات، التقى «عبد المنعم أبو الفتوح» و«عمرو موسى» فى مناظرة تليفزيونية، باعتبارهما المرشحين الأوفر حظاً فى الانتخابات، لكنهما حلا فى المركزين الرابع والخامس على التوالى، بينما تصدر مرسى وتلاه شفيق.
ويعلق على ذلك «كورت ويرثمولر»، الخبير فى شئون مصر بمعد "هدسون" الأمريكى، قائلاً، إن أبو الفتوح لم يكن أبداً أكثر من مجرد "نكهة الشهر"، فى حين أن حملة موسى اعتمدت بشكل غبى على شهرته، وقال لنفسه، لماذا أقوم بحشد الناخبين فى حين أن الجميع يعرفوننى، واعتبر الخبير الأمريكى أن الإعادة بين مرسى وشفيق ستكون فترة تشهد انقسامات شديدة، رغم أن الخيار سيكون صعباً للغاية للدائرة الصغيرة من ثوار التحرير.
واستطرد قائلا، إن معظم المصريين سينظرون إلى الإعادة باعتباره اختيارا بين هيمنة كاملة للإخوان المسلمين أو عودة إلى الشوارع الآمنة ودرجة معينة من الديمقراطية، مشيراً إلى أنه لا يستطيع أن يتنبأ بأى من هذين الخيارين سيكون أكثر إقناعاً.
وتحدثت جيروزاليم بوست عن شفيق، قالت الصحيفة إن كثيراً من المصريين ينظرون إلى شفيق باعتباره حسنى مبارك الثانى، وكذلك يعتبره المسئولون الإسرائيليون رجلاً عملياًَ حريصاً على استمرار تحالف الرئيس المخلوع مع واشنطن وشراكته الاستراتيجية مع إسرائيل. ولفتت إلى قوله، إنه لو أصبح رئيساً ربما يقوم بزيارة إسرائيل لو فى ذلك مصلحة لمصر.
ويرى ورثمولر أنه لو أصبح مرسى رئيساً سيعمل على الأرجح مع البرلمان على تفكيك معاهدة السلام، من خلال عملية تدريجية تتم على مراحل. ورأى خبير معهد هدسون أن شفيق موقفه بالتأكيد أكثر إيجابية إزاء المعاهدة، بعد تعهده بالحفاظ عليها لصالح أمن واستقرار مصر.
من ناحية أخرى، قال «رافئيل إسرائيلى»، المتخصص فى شئون الشرق الأوسط فى الجامعة العبرية بالقدس، إن شفيق هو الأمل الوحيد لإسرائيل، وهو المرشح الذى ربما يختاره الكثيرون، ليس حباً فيه ولكن خوفاً من البديل المحتمل، فهناك الكثير من المصريين، أكثر بكثير من الذين يريدون شفيق يخشون ببساطة الإخوان المسلمين.