حيث قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم في الملتقى الثقافي الإسبوعي المنعقد بمكتبه في ببغداد يوم الاربعاء ٣٠/٥/٢٠١٢ : "تمر علينا الذكرى السنوية لرحيل الامام الخميني ( قدس سره الشريف ) هذا المرجع الكبير الذي ترك بصماته في تاريخنا المعاصر ليس على مستوى الشعب الايراني وحده وليس على مستوى المنطقة والدول الإسلامية وإنما ترك بصماته في واقعنا الدولي بشكل عام وقف بوجه حكم الاستبداد البهلوي وتحمل ما تحمل من المعاناة وعاش النفي عن البلاد وعن الوطن لخمس عشر عاما وهاجر فيها الى تركيا ثم العراق ثم الى فرنسا ثم كانت العودة الى ارض الوطن , عاد منتصرا بعد معاناة طويلة ومحنة وألم كبيرين تحملهما خلال فترة النفي من البلاد ومتابعة المواجهة المستمرة للنظام المستبد والدكتاتوري البهلوي في ايران , ان ثبات الامام الخميني وإصراره على مشروعه وعلى ثوابته وعلى رؤيته في انقاذ الشعب الايراني وإيمانه الكبير بالله سبحانه وتعالى وبنصرة الله للمؤمنين حيث لم يتزحزح ولم يتردد في لحظة من اللحظات بالرغم من المعاناة الطويلة التي مر بها وقيادته الحقيقية للملايين من ابناء الشعب الايراني المسلم في ظروف بالغة التعقيد وتوحيده للمعارضة الايرانية بكل اطيافها وتوجهاتها وانتماءاتها كل ذلك مكّن الامام الخميني ان يحقق هذا الانتصار الكبير للثورة الإسلامية في ايران وان يكون مرجعا يقود هذا الشعب ويقود هذه الدولة الكريمة باتجاهات الرفاه والبناء والاعمار والازدهار على المستوى الديني والخدمي , ان المرجعية الدينية كانت دوما سندا ومنارا ومحورا للوحدة الوطنية ومقارعة الظلم والطغيان والوقوف بوجه الاستبداد وتحملت كل الالام والمتاعب من اجل رفاه وحرية الشعوب الإسلامية , ان المهم في شخصية الامام الخميني هو الشمولية في شخصية هذا الرجل الكبير فكان فقيها واستطاع ان يجدد في الفقه ويقدم نظريات مهمة وجديدة ولاسيما على مستوى الفقه السياسي والفقه الدولي , وكذلك كان عارفا استطاع ان يؤسس لمدرسة عرفانية على ضوء مدرسة اهل البيت ( ص ) وكان فيلسوفا وكان مصلحا اجتماعيا وكان قائدا سياسيا بارعا استطاع ان يقف بوجه كل الاخطار والتحديات ويحقق انجازا عظيما لشعبه والشعوب الإسلامية وللمستضعفين في العالم فأصبح منارا يقتدى به ويستفاد من تجربته ليس في التجربة الايرانية وحدها وانما في كل مواقع العالم وكان له اهتمام كبير بالشباب وبالمراة لمجمل مشروعه وحركته
ويمكننا ان نختزل النظرية السياسية للامام الخميني التي اصبحت اساسا في فلسفة الدولة الإسلامية وفي الاطار العملي للنظام السياسي القائم في ايران يمكن اختزالها في ١٢ نقطة :
اولا / سيادة القوانين الالهية , الامام الخميني كان يرى ضرورة ان يكون الحكم اسلاميا وان يرجع الى التشريعات الإسلامية وان تكون اساس في التشريعات والقوانين التي تسير بها البلد الكريم.
ثانيا / تحكم الجماهير بمصيرهم وان يكون للجمهور الدور بمصير البلاد وشؤون البلاد المختلفة في كل ما يحصل من قرارات وتوجهات .
ثالثا / قيادة الفقيه العالم العادل , لهذه الدولة حتى يحكم بالعدل وحتى يطمئن من ان القرارات المتخذة قرارات تنسجم مع الفهم الاسلامي .
رابعا / اعتماد مبدأ الخدمة وليس مبدأ السلطة والرئاسة , ونجد ذلك بشكل مكثف في احاديث وبيانات سماحة الامام .
خامسا / ابتناء النظام السياسي الاسلامي على اصوات الجماهير واقتراعهم ونجد بغضون ثلاثين عاما هناك ما يقرب من هذا العدد من عمليات انتخابية تمت في الجمهورية الإسلامية ، أولى الاهتمام الكبير بالانتخابات وصناديق الاقتراع والعودة الى الشعب في حزم الكثير من الخيارات والترشيحات .
سادسا / الغاء جميع الوان التمييز والاحتكار والطبقية في المجتمع .
سابعا / الغاء جميع صنوف الاستبداد والإكراه والدكتاتورية وفرض الراي والهيمنة في الداخل والخارج على المستوى الداخلي والمستوى الخارجي .
ثامنا / الحرية ومكافحة الظلم والجور والاستكبار وكان لسماحته الادوار المشهودة على هذا الصعيد تاسعا / الغاء كل اشكال الصنمية ومحورية الفرد الواحد وهذا ما نجده في تنظيراته بشكل واسع .
عاشرا / مراعاة حقوق كافة الناس والعدالة الاجتماعية .
حادي عشر/ التأكيد على المعرفة والتعريف بالاسلام المحمدي الاصيل , حيث كان يُعتقد ان الاسلام له قراءة مشوشة وفهم مغلوط وله قراءة صحيحة تتمثل بالرؤية الاصيلة لنبينا محمد (ص) , ويجب ان تقرا هذه القراءة الصحيحة للاسلام.
ثاني عشر / الوحدة بين جميع الاجيال والشرائح والمذاهب والقوميات والمكونات , فكان مصدرا للوحدة بين المكونات للشعب الايراني ولكل الشعوب المسلمة وكذلك نادى بالوحدة والتكامل بين الحوزة والجامعة كرافدين اساسيين للمعرفة . هذه كانت البناءات الاساسية التي انطلق منها الامام الخميني في مشروعه .