وأضافت الصحيفة في مقال لها اليوم تحت عنوان "حذار من التسويف والتراخي" :إن الوضع الدولي والإقليمي المعقد والناجم عن استمرار الأزمة في سورية بسبب إصرار بعض الجهات المتآمرة للانتقام من الدولة السورية لمواقفها الداعمة للمقاومة والقضية الفلسطينية بات لا يحتمل المزيد من التسويف والتراخي، وإذا ما اتسعت رقعة هذه الأزمة ولم يوضع حل لها فإنها ستأتي على المنطقة بأجمعها وتجر معها الدول الكبرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن المجموعات المسلحة لم تجنِ خلال الأشهر الماضية سوى المزيد من التفكك وسفك الدماء والنقص في عددها، ما اضطر قطر والسعودية إلى استقدام التكفيريين من الكويت والسعودية والجزائر وباكستان وليبيا لنجدة هذه المجموعات في سورية.
وقالت الصحيفة إن التساؤل الملح الذي يطرح نفسه أمام أي مراقب أو مواطن سوري عن القاسم المشترك بين موقف رئيس الكيان الصهيوني شيمون بيريز الداعم لما يسمّى "المعارضة السورية" ومواقف الدول الإقليمية في هذا المجال إضافة الى دخول القاعدة القوي الى الساحة السورية. وأضافت الصحيفة إن العلامة الفارقة في ممارسات هذه الجهات المشاركة في التآمر الدولي على سورية وخاصة السعودية وقطر هو تناقضها الصارخ والفاضح ما بين القول والعمل، فهي من جهة تتظاهر إعلامياً بدعمها لخطة مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان.
ومن جهة أخرى توفر كل مسلتزمات الدعم المالي والعسكري للمجموعات المسلحة لسفك المزيد من دماء أبناء الشعب السوري وتعميق الشرخ وقطع الطريق عملياً لإفشال خطة عنان والدعوة الى وضع سورية تحت طائلة الفصل السابع، وهذا ما يعتبر حالياً من المستحيلات لوجود الفيتو الروسي الصيني.
وأكد المقال أن هذه الجهات المتآمرة سواء الإقليمية منها أو الدولية باتت الآن في مأزق أمام الحراك الجديد لروسيا في دعوة الى عقد مؤتمر دولي بمشاركة الدول الفاعلة والمؤثرة على الساحة السورية بما فيها إيران لإنجاح خطة عنان وتسوية الأوضاع في سورية وحقن دم أبنائها.
بدورها قالت صحيفة "القدس" الإيرانية في مقال لها اليوم للكاتب حسن هاني زاده بعنوان "الأزمة السورية وخطة عنان الجديدة" إنه على الرغم من كل الإصلاحات التي قامت بها القيادة في سورية فإن الأزمة تتفاقم يوماً بعد يوم لعدم استجابة المجموعات الإرهابية المسلحة والقوى الداعمة لها لتنفيذ بنود خطة عنان.
وأشارت الصحيفة الى أن أمريكا والدول الغربية الى جانب السعودية وقطر يسعون الى إفشال مهمة عنان، محذرة من أن اللجوء الى أي عمل عسكري سيؤدي الى عواقب وخيمة لن تقتصر أضراره على سورية وحدها، وإنما ستمتد لتشمل دول المنطقة وبالتالي سنشهد حرباً إقليمية شاملة يصعب على أمريكا وحلفائها الغربيين السيطرة عليها.